في إطار تفيذ برنامج التوعية الأسرية والمجتمعية الذي ينظمه مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، بالتعاون مع وزارة التعليم العالي، وبرعاية كريمة من الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، انطلقت اليوم الأحد، فعاليات برنامج "التوعية الأسرية والمجتمعية" بجامعة أسوان، وذلك بمشاركة نخبة من أعضاء مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، وبحضور أ.د لؤي سعدالدين نصرت، نائب رئيس جامعة أسوان لشؤون التعليم والطلاب، وسط مشاركة وتفاعل عدد كبير من طلاب الجامعة.
تناول أعضاء مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية خلال النقاش مع الطلاب ضوابط استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والانحرافات الفكرية وسبل علاجها، حيث أكدوا على نقاط أساسية يجب مراعاتها في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي لحماية العقل والنفس من الأفكار المتطرفة، وصولا لضرورة الاستخدام الإيجابي وتفادي الاستخدام السلبي لهذه المواقع.
كما شملت محاور الحديث أنواع الانحرافات الفكرية ومخاطرها وطرق علاجها ومواجهتها وتفنيد ما تقوم عليه تلك الانحرافات من أفكار ومزاعم خاطئة، بالإضافة إلى أسس بناء الأسرة السليمة، وأن تكوين هذه الأسرة يبدأ من حسن اختيار الزوج والزوجة، بالإضافة لحديثهم عن أسس بناء الأسرة السليمة مثل الاختيار الأمثل لشريك الحياة، والخطبة وما يتعلق بها من أحكام، وعقد النكاح ومكانته في الإسلام والشرائع السماوية مع التأكيد على ضرورة أن تكون العلاقة بين أفراد الأسرة قائمة على الحب والود والمحبة، وأداء الحقوق والالتزام بالواجبات، والإرشاد والتوجيه، بما ينعكس على تماسك المجتمع واستقراره.
وأكد أعضاء مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن طلاب الجامعات هم النواة الأولى لنهضة المجتمعات وأساس تنميتها وتقدمها، مشددين على أهمية الاهتمام بالتعليم كأولوية أولى لهم في هذه المرحلة وكأساس يساعدهم على المشاركة الفاعلة في تنمية وطنهم، مع ضرورة الوعي بما تفرضه وسائل التواصل الاجتماعي من مخاطر وتحديات رغم ما بها من فوائد وفرص عظيمة، فهي سلاح ذو حدين، ويمكن استخدامها لنشر القيم الأخلاقية، والمبادئ الإنسانية التي دعا إليها الدين الإسلامي الحنيف في نفوس الشباب، لإعداد أجيال قادرة على رسم مستقبل مشرق لمصرنا الحبيبة.
وأضاف أعضاء مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن الأسرة هي النواة الأولى لبناء المجتمعات السليمة واستقرارها هو الأساس لتخريج أجيال واعية بتحديات الحاضر وقادرة على النهضة بأوطانها في المستقبل القريب، مؤكدين أن استقرار الأسرة وحماية الطلاب والشباب من الأفكار المنحرفة هي الشغل الشاغل للأزهر الشريف وعلماؤه، وهو أحد الأهداف الرئيسية التي يعمل مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية على تحقيقها.
وشهدت اللقاءات تفاعلًا كبيرا من الطلاب من خلال تبادل طرح الأسئلة والإجابة عليها، وتطرق علماء الأزهر إلى تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة لدى الطلاب، وتحصين عقولهم من محاولة العبث بها من خلال الأفكار الهدامة التي تعمل على زعزعة الأوطان واستقرارها .
يذكر أنّ مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية قد أطلق برنامج التوعية الأسرية والمجتمعية في مطلع مارس من العام ٢٠١٩ تحت شعار: "أسرة مستقرة = مجتمع آمن" في ضوء توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، لعلماء الأزهر بالنزول لأرض الواقع ومعايشة الجماهير والشباب والوقوف على همومهم ومشكلاتهم الاجتماعية، والبحث عن حلول واقعية لها، وتلبية احتياجات المجتمع المعرفية في القضايا المعاصرة التي ترتبط بواقع الناس وتمس اهتماماتهم بشكل مباشر، وذلك انطلاقًا من الدور الإنساني والاجتماعي الذي يضطلع به الأزهر الشريف، والذي يعد مكملا لدوره الدعوي والتعليمي.