نفى مسئولون من كرواتيا و صربيا وجود أي مراكز سرية للشرطة الصينية في بلديهما، وذلك ردا على تقارير إخبارية أمريكية بأن البلدين من بين العشرات حول العالم التي تحتوي على مراكز شرطة سراً لمراقبة المواطنين الصينيين ومضايقتهم وإعادتهم إلى الوطن.
وذكرت شبكة البلقان الإخبارية المتخصصة في شئون أوروبا الشرقية و أوراسيا أن مصادر شرطية في كل من كرواتيا و صربيا نفت تلك المزاعم. ورغم اعتراف الدولتين بأنهما قامتا بتسيير دوريات شرطة مشتركة مع الشرطة الصينية، إلا أنهما أكدتا أن هذه الدوريات ليس لها أي جانب قسري على الإطلاق وتتعلق بشكل أساسي بالسياح الصينيين.
وذكرت وزارة الداخلية الصربية - في بيان أصدرته - أن البلاد وقعت مذكرة تفاهم مع وزارة الأمن العام الصينية بشأن دوريات الشرطة المشتركة في مايو 2019، وأن ستة ضباط شرطة صينيين كانوا متواجدين في البلاد لتنفيذ دوريات مشتركة لمدة شهر واحد فقط في خريف عام 2019.
وأشارت الوزارة إلى أنه بناءً على المذكرة، لم يكن لدى الضباط الصينيين الحق في استخدام الوسائل القسرية في أي وقت، بل على العكس، كانت مهمتهم مساعدة ضباط الشرطة الصربية على حماية النظام العام والأمن وتسهيل اتصال مواطنيهم والمنظمات بالشرطة الصربية، والتنسيق مع السلطات الدبلوماسية والقنصلية لبلدهم.
وأضاف البيان: "نعتقد أن مثل تلك التصريحات والادعاءات، التي لا أساس لها من الصحة، تضر بالعلاقات بين البلدين صربيا والصين، فضلا عن أنها تعيق التعاون ذو المستوى الرفيع على الدوام".
من جانبها، اعترفت وزارة الداخلية الكرواتية بإرسال ضباط من الشرطة الصينية إلى البلاد، إلا أنها قالت إن مهمتهم كانت التواصل مع السياح الصينيين فحسب، مشيرة إلى أنها ليس لديها معلومات عن وجود أو تشغيل مراكز شرطة غير قانونية في زغرب أو كرواتيا.
وأضافت الوزارة الكرواتية أيضًا إن ضباط الشرطة الصينيين كانوا في البلاد للمساعدة في التواصل مع السياح الصينيين لمدة شهر واحد خلال مواسم الصيف في أعوام 2018 و 2019 و 2022.
يشار إلى أن بيانات الوزارتين الصربية والكرواتية جاءت ردا على تقرير نشرته شبكة (سي إن إن) الأمريكية قبل أيام يزعم بأن الصين لديها أكثر من 100 مركز شرطة في دول العالم، وأن هناك أدلة على أن بكين تدير 48 مركزًا إضافيًا للشرطة في الخارج.
ووفقًا لتقرير الشبكة، وقعت الصين اتفاقيات دوريات شرطة مشتركة مع كرواتيا و صربيا بين عامي 2018 و 2019 كجزء من مبادرة (الحزام والطريق)، حيث يُزعم أن ضباطًا صينيين يقومون بدوريات بالاشتراك مع رجال الشرطة الكرواتية في العاصمة زغرب، كما أن ضباطًا صينيين انضموا إلى ضباط صرب في دورية في بلجراد للمساعدة في معالجة تدفق السياح الصينيين.