أكد نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر جروشكو، اليوم الأربعاء، أن سياسة الدول الغربية الهادفة إلى عزل روسيا قد فشلت بالفعل، مشيرا إلى أن هذه السياسة لا تدعمها معظم الدول.
جاء ذلك في تصريح صحفي تعقيبا على مشروع ميزانية الدفاع الأمريكية الذي ينص على استبعاد روسيا من مجموعة العشرين، وفقا لما أوردته وكالة أنباء "تاس" الروسية.
وقال جروشكو - في تصريحاته - "إننا نرى أن الغرب يهدف إلى عزل روسيا، وأن جزءا من هذه السياسة - التي فشلت بالفعل - هو محاولة استبعاد روسيا من مختلف الصيغ الدولية، ولكن غالبية العالم لا يدعم هذه المحاولات".
وأضاف أن "موسكو تأخذ كل ما تفعله واشنطن على محمل الجد، ولكن تاريخيا فإن المحاولات الأمريكية لعزل روسيا محكوم عليها بالفشل لأنه لا يمكن فصل أي دولة عن العلاقات الدولية خاصة دولة مثل روسيا لأنها تُعتبر لاعبا رئيسيا ومن الضروري التعامل معها".
وتابع جروشكو: "لسوء الحظ نرى اليوم أن العديد من الدول مستعدة لإخضاع سياساتها لمصالح الدول الأخرى، وهذا ما حدث مع الاتحاد الأوروبي الذي أصبح بالمعنى السياسي أداة تخدم المصالح الأمريكية".
يأتي ذلك بعد أن أشارت لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأمريكي في المواد التوضيحية لمشروع الميزانية الذي صدر يوم أمس الثلاثاء إلى أن واشنطن تعتزم السعي لاستبعاد روسيا من عدد من المنظمات الدولية بما في ذلك مجموعة العشرين.
ميدانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأربعاء، تدمير أكثر من 70 صاروخا من طراز "HIMARS" ومنصتي إطلاق من طراز "MLRS" جراء ضربة نفذتها على مستودع في مصنع للمعادن بمدينة كريفوي روغ.
وذكرت الوزارة - في بيان أوردته قناة " روسيا اليوم" الإخبارية - أن "الطيران الروسي والقوات الصاروخية الروسية دمرت محطتي رادار أمريكيتين من طراز "AN/TPQ-50" في منطقة خاركوف وجمهورية دونيتسك، وقامت المدفعية الروسية بدعم من الطيران بإيقاف محاولات القوات الأوكرانية لشن هجوم في اتجاه كوبيانسك حيث تم القضاء على نحو 70 عسكريا أوكرانيا إضافة إلى إزالة نقطة تمركز للمرتزقة الأجانب في منطقة خاركوف".
وأضافت أن "القوات الروسية تواصل العمليات الهجومية في اتجاه كراسني ليمان، حيث تم القضاء على أكثر من 130 عسكريا أوكرانيا خلال اليوم الماضي، إلى جانب إسقاط الطيران الروسي مقاتلة أوكرانية من طراز "سو-24" في ضواحي أرتيوموفكا".
وأوضحت أنه "في اتجاه جنوب دونيتسك تمكنت القوات الروسية من إعادة وحدات الجيش الأوكراني إلى مواقعها الأصلية وكبدتها نحو 100 عسكري".
اقتصاديا، كشفت أحدث بيانات مؤشر مديري المشتريات للخدمات الروسية استمرار الانكماش في قطاع الخدمات وركود معدل الإنتاج المركب في شهر نوفمبر الماضي، على الرغم من التحسن الحاد في مؤشر مديري المشتريات التصنيعي.
ونقلت شبكة "البلقان الإخبارية" المتخصصة في شئون أوروبا الشرقية وأوراسيا عن تقرير المؤشر: إن الانكماش الإضافي في إنتاج قطاع الخدمات أوقف الارتفاع القوي في الإنتاج الصناعي.
وسجل مؤشر (ستاندرد آند بورز) للأعمال المعدل موسميا 48.3 في نوفمبر الماضي، مرتفعًا من 43.7 في أكتوبر السابق له، وأدنى من 50.0 من علامة عدم التغيير، مما يشير إلى الانكماش.
وأظهرت البيانات انكماشًا هامشيًا في الإنتاج لدى مزودي الخدمات الروس، على الرغم من تراجع معدل الانخفاض بشكل ملحوظ عن ذلك الذي شوهد في فترة المسح السابقة.
ووفقًا للتقرير، لوحظ انخفاض في النشاط الإنتاجي حيث عزت الشركات ذلك إلى ضعف طلب العملاء وانخفاض شهري آخر في الطلبات الجديدة. لذلك، سجل مؤشر الإنتاج المركب لمؤشر مديري المشتريات 50.0 في نوفمبر الماضي، مرتفعًا من 45.8 في أكتوبر، مما يشير إلى عدم وجود تغيير في نشاط أعمال القطاع الخاص خلال الشهر.
يذكر أن العقوبات الغربية على النفط الروسي دخلت حيز التنفيذ يوم /الاثنين الموافق 5 ديسمبر2022/، وفرضت دول مجموعة السبع وأستراليا والاتحاد الأوروبي سقفا لسعر النفط الروسي الذي يتم توريده بالناقلات البحرية، بقيمة 60 دولارا للبرميل.
تجدر الإشارة إلى أن روسيا بدأت منذ 24 فبراير 2022 عملية عسكرية خاصة في إقليم "دونباس" جنوب شرقي أوكرانيا، في أعقاب طلب إقليمي "دونيتسك" و"لوجانسك "رسميا دعم موسكو التي اعترفت بكل منهما "جمهورية مستقلة" ودخلت فى مواجهات عسكرية مع الجيش والقوات الأوكرانية.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين /الجمعة 30 سبتمبر2022/ في كلمة ألقاها بالكرملين أمام المئات من كبار السياسيين الروس، عن ضم أربع مناطق شرقي أوكرانيا هي :لوجانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا؛ بعد "استفتاءات" رفضت نتيجتها كييف وعواصم الدول الغربية، والأمم المتحدة التى قال أمينها العام : إن "الضمّ يتعارض مع مبادئ الأمم المتحدة وما يمثّله المجتمع الدولي".