الفريضة الغائبة فى التليفزيون !

الفريضة الغائبة فى التليفزيون !محمد رفعت

الرأى13-12-2022 | 15:09

أين التليفزيون من قضايا الفساد.. ولماذا لا يقوم بدوره التوعوى والرقابى، ويحفز الناس من خلال خط ساخن للإبلاغ عن اللصوص والمرتشين فى كل موقع وفى أى مكان، للقبض عليهم فورًا وعلى الهواء مباشرة حتى يكونوا عبرة للآخرين، خاصة أن الفضيحة و"التجريس" أمام ملايين المشاهدين، ربما ستكون عقابًا أكثر من الغرامات والعقوبات التى يفرضها القانون على الغشاشين والمتلاعبين بقوت الناس ومستقبل الشعب.. ولديهم من المحامين المحترفين من يمكنونهم من الهروب غالبًا من العقاب الذى يستحقونه.

ولماذا لا تتصدى برامج "التوك شو"، ذات الشعبية والجماهيرية الكبيرة للقيام بحملة من هذا النوع تشجع الناس على التخلى عن السلبية، بعد أن وصل الأمر إلى درجة الظاهرة، وانتشر الإهمال وانعدام الضمير لدى كثير من الناس من مختلف المهن والفئات كالسرطان لينهش جسد الوطن، ويفقد الأجيال الجديدة الثقة فى الحاضر والمستقبل، ويشيع بين الجميع حالة من الإحباط، وفقدان الإحساس بطعم الحياة.

فالفساد أصبح لا يقتصر على فئة بعينها أو طبقة واحدة، وجرائم الرشوة أصبحت تحتل مانشيتات الصحف وعناوين المواقع الإخبارية بطريقة شبه يومية، وسلبية المواطنين إزاء من يستغلهم ويتلاعب بقوت يومهم لم يعد لها أي معنى أو مبرر، فى الوقت الذي تضرب فيه الدولة بيد من حديد على يد كل فاسد، والمسألة أصبحت قضية أمن قومى .. نعم أمن قومى.. وماذا يمكن أن يكون لدينا أهم من غذاء وكساء ودواء الناس.. وكلنا نلاحظ الارتفاع الجنوني لأسعار الكثير من السلع بحجة ارتفاع سعر الدولار وبما لا يتناسب إطلاقاً مع تلك الزيادات؟!

ولماذا لا يستغل مقدمو هذه البرامج شعبيتهم لدى قطاعات عريضة من الناس، ليقودوا هذه الحملة لكشف وفضح مافيا الاستيلاء على أراضى الدولة وتجار الدقيق المسروق والأغذية الفاسدة والأدوية المغشوشة والدم الملوث والأعشاب الضارة والأجهزة الكهربائية مجهولة المصدر و السلع المهربة؟

ولماذا لا نعد قائمة سوداء بأسماء من يتم القبض عليهم من هؤلاء وتثبت إدانتهم، ونعلن عنها كل يوم من خلال بعض برامج "التوك شو"، لعلهم يخجلون من أنفسهم بعد أن تلاحقهم الفضيحة، ولعل غيرهم يرتدعون ويتراجعون عن التلاعب بأقوات الناس.. ولماذا لا يشارك دعاة ورجال الدين من ذوي المصداقية العالية فى هذه الحملة ويتبنونها.

وأين الجمعيات الأهلية من هذا كله؟!.. ومتى تتوقف سيدات المجتمع عن عقد المؤتمرات والندوات عن الجهل والفقر والمرض فى الأندية الشهيرة وفنادق الخمس نجوم بلا جدوى ولا فائدة، ويقمن بدورهن الحقيقي فى توعية الناس وتبنى حملات مقاطعة أي سلعة يتم رفع أسعارها بطريقة غير منطقية أو مبررة، وتشجيع المواطنين على التخلي عن السلبية واللامبالاة والتصدي لكل محاولات الاستغلال بالاتصال فورًا بالجهات الرقابية ولجنة الشكاوى فى مجلس الوزراء وجمعيات حقوق المستهلك؟!

أضف تعليق

خلخلة الشعوب و تفكيك الدول

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2