آخرها المصرية .. رحلة تطور تصنيع «كرة» كأس العالم

آخرها المصرية .. رحلة تطور تصنيع «كرة» كأس العالمكرة كأس العالم

رياضة19-12-2022 | 15:33

تحظى ال كرة الرسمية لكأس العالم « فيفا – قطر 2022» باهتمام غير مسبوق من جماهير الساحرة المستديرة في مصر، وذلك نظراً لكونها صناعة مصرية لأول مرة في تاريخ البطولة منذ انطلاقها عام 1930.

ال كرة الملقبة بـ«الرحلة» تم تصنيعها داخل مصنع شركة «فورورد إيجيبت» بمنطقة الروبيكي، وتم إرسال 1500 نسخة إلى قطر، حيث تلعب مباريات المونديال.

ووراء ظهور «ال كرة الرسمية المونديالية» حكاية تاريخية يعود عمرها لما يقارب القرن من الزمان، وبالتحديد فى النسخة الأولى من كأس العالم 1930، التي أقيمت فى أوروجواي واختارت اللجنة الفنية لـ«فيفا» خوض مبارياتها ب كرة أرجنتينية الصنع تسمى «تايننتو» وهو ما اعترضت عليه الحكومة الأوروجوائية وضغطت من أجل استخدام كرة مصنعة فى بلادها تسمى «تي موديل».

«فيفا» اضطر إلى إصدار قرار يسمح بتواجد الكرتين قبل كل مباراة بحيث يكون قرار اختيار أحدهما مسئولية الحكم بالتفاهم مع قادة المنتخبات.

الغريب أن الكرتين متشابهتان لأبعد الحدود، فكلاهما من الجلد الطبيعي ولونهما بني داكن وبهما تجاعيد مستطيلة وخياطة خارجية، والفرق الوحيد تمثل فى الحجم، فال كرة الأوروجوائية كانت أكبر قليلاً من نظيرتها الأرجنتينية.

ولتفادي تكرار مثل هذه الأزمة، قرر «فيفا» اعتماد كرة رسمية واحدة لكل نسخة من البطولة بداية من «إيطاليا 1934» التي لعبت ب كرة عرفت باسم «فيدرالي 102».

وكانت الكرات آنذاك تصنع داخل البلد المنظم للبطولة، ومن جلد الحيوانات بالكامل ويعاب عليها ثقل وزنها حتى أن بعض اللاعبين كانوا يستخدمون واقيا؛ لحماية رؤوسهم من الإصابات.

«فيفا» وضع اشتراطات محددة ل كرة القدم المستخدمة فى مباريات «11 ضد 11» وأطلق عليها مسمى «حجم 5»، التي يجب أن يتراوح محيطها من 68 إلى 70 سم، ووزنها فى حدود 410 إلى 450 جراما.

وتنوعت الكرات الرسمية مع توالي نسخ المونديال، «ألين فى فرنسا 38» و«دابلو تي فى البرازيل 50» و«تي ألين سوبر فى سويسرا 54» و«توب ستار فى السويد 58»، التي شهدت لأول مرة اختبار ال كرة من قبل لاعبين معصوبي العينين عن طريق لجنة رسمية من «فيفا» قبل انطلاق المنافسات.

وفى تشيلي 1962 كانت ال كرة «كراك توب ستار»، التي اشتكى أغلب المنتخبات من جودتها، مما اضطر «فيفا» لاستخدام كرة النسخة السابقة «توب ستار»، وفى إنجلترا 1966 كانت ال كرة «شالنج 4-ستار».

وبداية من نسخة 1970 فى المكسيك، حصلت شركة «أديداس» الألمانية على الحقوق الحصرية لصناعة كرة المونديال حتى وقتنا الحاضر، فأبهرت العالم بـ«تيليستار» أول كرة باللونين المميزين الأبيض والأسود، ثم «تليستار دورلاست فى ألمانيا 74» و«تانجو فى الأرجنتين 78 وإسبانيا 82».

وفى المكسيك 1986 كانت «أزاتيكا» أول كرة فى تاريخ البطولة من مكونات صناعية وليست من جلد طبيعي كما هو معتاد، وجاءت «إيترسكو يونيكو فى إيطاليا 90» ثم «كويسترا فى الولايات المتحدة 94» وبعدها «تريكلور فى فرنسا 98» ولأول مرة يتم استبدال اللون الأسود بالأزرق مع إضافة الأحمر إلى جانب الأبيض نسبة لألوان علم البلد مضيف.

وبكوريا الجنوبية واليابان 2002 ظهرت «فيفرنوفا»، حيث تخلت «أديداس» لأول مرة عن التصاميم الكلاسيكية لل كرة وأعطيت مساحة أكبر للون الأبيض بجانب اللون الذهبي وشكل ناري من ثقافة المنظمين.

فقد وصف حراس المرمى ال كرة «فيفرنوفا» بالمجنونة الخادعة بسبب حركتها السريعة واتجاهاتها غير المتوقعة.

وفى نسخة ألمانيا 2006 أنتجت «أديداس» ال كرة الرسمية «تيمغايست»، التي قالت عنها الأكثر استدارة وثباتًا رغم أن العديد من اللاعبين اشتكوا من عدم إمكانية التنبؤ بمسارها، ولكنها كانت أفضل حالًا من «جابولاني» فى جنوب إفريقيا 2010 ال كرة الأسوأ سمعة، حيث وصفها الحارس البرازيلي خوليو سيزار بال كرة الرخيصة والرديئة، التي تباع فى السوبر ماركت.

وتداركت الشركة المصنعة الأمر فى البرازيل 2014، لتسير، حيث ال كرة «برازوكا» وهي أول كرة فى تاريخ البطولة يتم تسميتها من قبل الجمهور، ومن بعدها «تيليستار 18» فى روسيا 2018 فى تصميم مشابه ومطور ل كرة نسخة 1970.

حتى جاءت «الرحلة» صاحبة البصمة المصرية فى مونديال 2022، ال كرة الأكثر ذكاءً وتطوراً فى التاريخ، فهي مصممة لدعم أعلى سرعات اللاعبين، وتحافظ على سرعتها فى الهواء كما تتميز باستقرار الحركة، وهي مستوحاة من الهندسة المعمارية القطرية وأول كرة تحمل اسمًا عربيًا.

و«الرحلة» يوجد بداخلها جهاز استشعار معلق يساعد فى ضبط آلية التسلل الجديدة، بما يضمن دقة تتبع اللاعبين وال كرة فى الوقت ذاته، وكشف حالات التسلل التي قد تثير الجدل، ويعمل المستشعر ببطارية صغيرة، شبيهة بتلك المستخدمة فى الهواتف الذكية، يتم شحنها كهربائياً بشكل لاسلكي قبل المباراة.

ولمعرفة أهمية جودة صناعة ال كرة وتأثيرها على سير المباريات وتحديد هوية الأبطال، استطلعنا رأي حارس مرمى الزمالك ومنتخب مصر السابق، حسين السيد، فقال: «نسبة كبيرة من جودة وتوفيق حارس المرمى تتوقف على قدرته فى تحديد مسار ال كرة عقب تسديدها مباشرة من قدم اللاعب، لذلك فالكرات غير المستقرة فى حركتها هي عدوة الحارس».

وأضاف ضاحكاً: «أصعب كرة يمكن تسديدها على حارس مرمى هي كرة الأطفال البلاستيكية، فهي تغير اتجاها وهي فى الطريق بسبب تأثير الهواء عليها نظراً لخفة وزنها، ولهذا السبب كانت أسوأ كرات كأس العالم فيفرنوفا وجابولاني».

ومن جانبه، قال نجم الزمالك ومنتخب مصر السابق، محمد صلاح: «ال كرة هي أهم أدوات المباريات، إن كانت سيئة فسوف تضر باللعب، ولكن فى الوقت الحالي كل شيء يخدم جمال اللعبة ويصب فى مصلحة اللاعبين وبالتحديد المهاريين منهم».

أضف تعليق