أكد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام الكاتب الصحفي كرم جبر، أن الشركات العالمية الكبرى التي تعمل فى مجالات الاتصالات، تحولت إلى كائنات شرسة، تنفث سمومها فى الدول والشعوب، وتثير بين الناس الأحقاد والكراهية والحروب والفتن.
واستعرض الكاتب الصحفي كرم جبر، في مقاله "إنها مصر" بجريدة الأخبار، اليوم الاربعاء، تحت عنوان "عدو الصحافة والصحفيين!"، الارتباك الذي أحدثه ايلون ماسك رئيس شبكة تويتر، المثير للجدل، منذ توليه ادارة الشركة.
وحذر جبر، من الخطر الداهم الذي تمثله شركات الاتصالات الكبرى على الدول الكبرى قبل الصغرى، حيث أصبح مصير البشرية فى أيدى مستعمرين جدد، يضعون منظومات الأخلاق والقيم والسلوكيات، ويتسللون بها إلى عقول الفئات المستهدفة خصوصاً الشباب، وقال: "كم من ثورات وحروب حطمت دولاً وشردت شعوباً بسببهم".
وأشار الكاتب الصحفي كرم جبر، إلى أن ايلون ماسك رئيس شبكة تويتر، قام بعد توليه الشبكة منذ شهور قليلة بحجب حسابات كثيرة معظمها للصحافة والصحفيين فى كل دول العالم، وأعاد حسابات اليمين المتطرف.
وأوضح أن ماسك رجل أعمال كندى حاصل على الجنسية الأمريكية ولد فى جنوب أفريقيا «بريتوريا» عمره 51 سنة، وعندما أجرى استطلاعا للرأى وسأل متابعيه هل يتنحى من منصبه؟، شارك فى الاستطلاع 17 مليوناً، أجاب حوالى 58% منهم بأنهم يفضلون رحيله.
وقال إن ماسك بدأ عهده فى الشركة منذ شهرين بأزمات متلاحقة، حيث طرد أعداداً كبيرة من العاملين، وأطلق شعار "تحرير العصفور" فى إشارة لامتلاكه الشركة بمبلغ 44 مليار دولار.
وأضاف أنه طرح فكرة أن يمنح علامة توثيق زرقاء للمتابعين على تويتر مقابل 100 دولار كاشتراك شهرى ثم خفضها إلى 20 دولاراً، ثم استقر على 8 دولارات فقط.
وأشار إلى أن أيلون ماسك أجرى تعديلات متلاحقة أدت إلى إرباك شديد وحظر حسابات، وحدثت فوضى في انتحال حسابات المشاهير والسياسيين والرياضيين، فأدخل ألواناً مختلفة لكل حساب، كما أجرى تصويتاً بشأن عودة حساب الرئيس الأمريكى السابق ترامب الذى تم حظره، فوافق المصوتون وتمت إعادة الحساب رغم أنه تعهد بأنه لن يعيد أى حساب محظور، ودخل فى حرب مع "أبل" معتبرها معادية لحرية الرأى والتعبير، وحرب مشابهة مع تطبيقات "اب ستور".
وقال كرم جبر: "أغرقت الحسابات المزيفة تويتر رغم توثيقها بثمانية دولارات، وأدى الارتباك الشديد إلى إغلاق نسبة كبيرة من الحسابات بصورة مفاجئة، وخسائر تبلغ 4 ملايين دولار يومياً".
وأضاف: "فوجئنا بخبر روجت له بعض الدوائر المثيرة للجدل بأن موقع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام تم حجبه لمخالفة المعايير، واستغلت الغرف الإليكترونية الإخوانية الشماتة والهجوم على المجلس، رغم أننا كنا ضمن منظومة الخلل والارتباك لمالك تويتر المثير للجدل".
وأوضح أن المجلس تعامل مع الموقف بهدوء وصبر وأوقف محاولة التزييف والاختراق التي حدثت مع كثير من الحسابات، وراجع كل ما تم نشره وهو أعداد قليلة جداً جداً من الأخبار، تتضمن الضوابط والمواثيق الإعلامية والأكواد وأخلاقيات النشر في الجرائم والحوادث، بما يعنى الضوابط المهنية والدينية والأخلاقية والمجتمعية للإعلام، وهى قواعد ثابتة ومتواصلة، للحفاظ على المهنة ومنع الدخلاء، والتى تعلو كثيراً فوق معايير ماسك وحساباته المزيفة.