سادت حالة من الجدل بعد انتشار ظاهرة بيض مخصب، في الأسواق المصرية، وتوالت التساؤلات عن الفارق بينه وبين البيض العادي، وما إذا كان لتناوله أي تأثير على الصحة؟
ولكن ما هي الأسباب التي أدت إلى ظهور البيض المخصب في الأسواق؟ وما هي الآثار المترتبة على صناعة الدواجن في مصر من بيع البيض المخصب بنفس سعر بيض المائدة، وهل سيؤثر على صناعة الدواجن في مصر؟
هل البيض المخصب طبيعي وصحي للتغذية ؟
يقول الدكتور ثروت الزيني، نائب رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، البيض المخصب هو بيض ملقح وطبيعي وصحي، يوجد في جميع المنازل ولدى المربين من الفلاحين، وكنا ومازلنا نتناوله نتيجة تربية الدواجن والديوك في مكان واحد.
ولكن الفرق الوحيد، حسب ما قاله الزيني، بين البيض المخصب وبيض الطعام أو بيض المائدة، أن البيض المخصب إذا ذهب لمعمل التفريخ يكون قابلا لإنتاج الكتكوت بعد 21 يوما، ولكن يصلح تناوله في حالة أنه لم يتعرض لدرجات حرارة، ولكن المشكلة تكمن في البيض الذي توجد به نقط دم لأنه تعرض لدرجة حرارة وتعرض لبداية تكوين الكتكوت وحدث له نمو، أو لأنه لم يخزن جيدا خاصة في فصل الصيف.
بيع البيض المخصب خسارة للمربي
يؤكد الزيني، أن بيع البيض المخصب كبيض طعام المائدة، يعتبر خسارة اقتصادية، لأن البيض المخصب من المفترض استعماله في إنتاج الكتكوت الذي تصل تكلفته وثمن بيعه من 9 إلى 10 جنيهات، ولكن يبخس ثمنه عند بيعه بسعر بيض طعام إلى 2 جنيه فقط ، مما يمثل خسارة، والسبب في بيعه بهذا السعر يعود لعدم وجود طلب على شراء الكتاكيت.
الفرق بين بيض المائدة والبيض المخصب
في نفس السياق يضيف الزيني: يمكننا أن نفرق بين البيض العادي أو ما يسمى بيض المائدة وبين البيض المخصب، أن البيض المخصب من الداخل نجد فيه نقطة بيضاء في الصفار، ويميل لون القشرة إلى اللون البني الفاتح، ولكنه صحي وطبيعي وصالح للطعام، أما لون قشرة بيض المائدة العادي إما أبيض أو بني داكن.
سبب ظهورالبيض المخصب في الأسواق
يقول الدكتور فريد استينو، أستاذ تربية الدواجن المتفرغ بكلية زراعة جامعة القاهرة، والرئيس الشرفي للجنة العلمية الاستشارية لمجلة عالم الدواجن: البيض المخصب بيض صحي، ولا يمكن معرفته إلا من خلال وضعه تحت الميكروسكوب لرؤية ما يحتويه من السائل المنوي الذي يساعد على إنتاج كتكوت، وهذا لا يسبب فرقا بينه وبين البيض العادي من الناحية الغذائية والصحية.
الدكتور فريد استينو
"وينتج بيض التسمين أو البيض المخصب من مربين كتاكيت التسمين، ممن لديهم ماكينات تفريخ البيض المخصب والذي يباع كبيض مائدة الآن، نظرا لعدم الإقبال على شراء الكتاكيت الذي اضطروا إلى إعدامها من قبل، ولذلك بدلا من إنتاجها وإعدامها، اضطروا ل بيع البيض المخصب كبيض طعام مما يسبب خسارة للجميع .
البيض المخصب سبب جديد لانهيار صناعة الدواجن
ويكمل الدكتور استينو، أن بيع البيض المخصب كبيض مائدة ، يعتبر سببا جديدا لخسارة وانهيار صناعة الدواجن في مصر، التي تسبب خسارة المليارات، لذلك يجب محاسبة الأشخاص التي تتسبب في خلق سوق سوداء، بهدف أن يتربحوا في الطن من 10 إلى 15 ألف جنيه، وذلك يأتي على حساب قوت الشعب.
ويشير الدكتور استينو، أن ظاهرة البيع المخصب أيضا ظهرت بسبب الاحتكار ورفع الأسعار في الأعلاف، مما تسبب في أن كثير من المربين أغلقوا مزارعهم ،وسرحوا عددا كبيرا من عمال مزارع الدواجن، ويصل عدد العمال في قطاع الدواجن من 3,5 إلى 4 ملايين عامل، ويعول كل منهم أسرة تتكون من 4 إلى 5 أفراد، وبالتالي سيصبح 20% من الشعب المصري بدون مصدر رزق، لذلك من الضروري عدم ترك الأمر يتفاقم إلى هذا الحد، بسبب بعض الأشخاص، لكن المهم الآن إنقاذ صناعة الدواجن قبل أن تنتهي نهائيا.
" ويعتبر، استينو، أن صغار المربين هم المتضررون من بيع البيض المخصب بسعر بيض المائدة، ويمثل صغار المربين 70% من الإنتاج المحلي من الدواجن في مصر، وفي حالة خسارتهم لرأس المال، سيتعرض كل منهم للسجن نظرا لأن تعاملاتهم المادية تتم بالتقسيط والشيكات، وفي حالة الخسائر لن يستطيع تسديد ثمنها ويتعرض كل منهم لكارثة.
أسباب أخرى لظهور البيض المخصب في الأسواق
يؤكد الدكتور فريد استينو، أن سبب ظهور البيض المخصب في الأسواق، هو ذبح دواجن إنتاج بيض المائدة، نتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف، مما تسبب في انخفاض الإنتاج، وبالتالي ارتفاع سعر بيض المائدة، والسبب الثاني نتيجة إعدام كتاكيت التسمين، لعدم القدرة على بيعها نتيجة عدم وجود الأعلاف، لذلك لجأ المربون ل بيع البيض المخصب المخصص بدلا من تفريخ كتاكيت تسمين، تم بيعه كبيض مائدة الطعام .
بيع البيض المخصب يؤثر على صناعة الدواجن
ويشير استينو، أن بيع البيض المخصب كبيض مائدة، هو نوع من الخراب لصناعة الدواجن، لأنه حدث بسبب إخفاء الأعلاف، ولذلك لابد من محاصرة المستغلين من من مخزني و محتكري الأعلاف بهدف رفع أسعارها، حيث كان طن علف فول الصويا ب17 ألف جنيه ورغم تضرر الجميع من هذا السعر، لكن وصل سعر فول الصويا بتسليم ميناء الأسكندرية بسعر 34 ألف جنيه، وبهذه الطريقة بقدوم شهر رمضان لن نجد البيض ولا الدواجن، بسبب افتعال أزمة بهدف رفع السعر وبالتالي تخلق السوق السوداء.
حلول لأزمة الدواجن والبيض
يوضح الدكتور استينو، أنه عند الإفراج عن بعض من الأعلاف في الموانئ تظهر لها مباشرة سوق سوداء، يتبعها رفع الأسعار بحسب الأهواء نظرا لوجود الطلب أكثر من العرض.
كما أن الحل يتمثل في قيام الحكومة، بتتبع كل ما يفرج عنه من أعلاف من الميناء، مع تتبع أسعارها، مع عدم إعطاء الدولار للمستوردين بسعر 24 جنيها للحد من تخريبهم للأسواق ولإنتاج المنتجين من الدواجن ، ويجب أن يتم اعتقال هؤلاء المخربين، نظرا لما يرتكبوه من جرائم في حق الوطن.
الدولة تتولى استيراد الأعلاف لضمان توزيعها على المستحقين
ويتابع الدكتور استينو، نظرا لأن من يستطيع إخراج بضاعته من الميناء هو من يستطيع التحكم في السوق، ولذلك حتى لا نترك الأسواق للمخربين فعلى الدولة أن تتولى بنفسها استيراد الأعلاف وتوزيعها من قبل الجهات المختصة لمنع تحكم بعض الأفراد في مصير الشعب والوطن، فخطوة الاستيراد للأعلاف من قبل الدولة يجعلها تتمكن من إعطاء كل مزرعة الكميات المحددة التي تحتاجها، مع محاسبة صاحب المزرعة عن الأعلاف التي حصل عليها .
ما هو نوع البيض الذي لا يصلح للطعام ؟
يعتبر استينو،البيض المخصب المجهز للتفريخ، وأيضا ما يسمى البيض اللايح الذي لم يتم تفريخه عند مروره على ماكينة التفريخ، هما نوعان لا يصلحان للطعام، كما أن البيض الذي لا يصلح للطعام هو البيض المشروخ أو المكسور، لأنه يسمح بمرور الميكروبات، ولكن البيض السليم محمي ولا يسمح بتسرب الميكروبات له، لأن قشرة البيض عليها ألاف من الثقوب التي تضم ثغور صغيرة، كما يوجد غشاء داخل قشرة البيض يسمح بتبادل الغازات ولكن لا يسمح بدخول أي جراثيم داخل البيضة.
ولذلك يؤكد الدكتور استينو عن الامتناع من غسل البيض قبل الاحتفاظ به في الثلاجة، لأن غسل البيض يزيل الطبقة الموجودة خارج قشرة البيض، والتي تحميها من الميكروبات حتى لا يفسد البيض، ولكن يجري غسل البيض قبل استعماله مباشرة.