من الغرائب والطرائف أن تتصدر لبنان المرتبة الأولى للدول الأكثر إنفاقا على حفلات الكريسماس على مستوى العالم، برغم إعلان إفلاسها، ويرتفع مؤشر ضغط الدم فى الرأس عندما تسمع أن الفلبين وأوغندا ونيجيريا ينفقون أكثر من 100% من إجمالى دخلهم الشهرى على مثل هذه الاحتفالات، والطريف أن سكان بريطانيا يصرفون 60% من دخلهم على نفس الحفلات، وهذا ما كشفه تصنيف موقع "وورلد ريميت" عن الدول الأكثر إنفاقا حول العالم، وعلى رأى الفنان الكبير عادل إمام: ماذا أقول بعدما كل ما قيل؟
وكما فى دفاتر نهاية عام 2022 سطور من المضحكات سطور أخرى من المبكيات عن مأساة مزقت قلوب المصريين، تروى فيها عن سقوط سهير الأنصارى مدرجة فى دمائها على طريق بمدينة دمنهور، والأدهى والأمر أن قاتلها كان يلازمها فى أعمال الخير وفى توزيع الصدقات، ولم يخطر على ذهن الجميع أن سائقها هو القاتل، الذى ضربها على رأسها بقطعة حديد، وسرق مصوغاتها وأموال الصدقات، التى كانت فى طريقها لتوصيلها لتجهيز إحدى العرائس الأيتام.
وما يثير الدهشة أن الرحمة لم تقترب من قلبه طوال مشواره مع شهيدة الخير، وكان يصاحبها فى رسم البسمة على وجوه الأيتام والفقراء، واعتاد أن يرى بعينيه فرحة المريض حين يحصل على دواء، عجز عن شرائه لغلو ثمنه، والسؤال ألم يشفع له كل هذه المشاهد وهى تمسح دموع الثكالى من أبناء بلدته أن يرحمها؟ ولو فرضنا أنه يمر بعسرة، فلو طلب منها لسارعت بمساعدته، ولكن هناك قلوب كالحجارة أو أشد قسوة.
وفى دفاتر الأيام الأخيرة من العام سطور تحكى قصة عن جبر الخواطر، فمنذ أيام عرضت قناة المجد السعودية برنامجا تناولت فيه وقائع حادث سير لأسرة مصرية على أراضى المملكة العربية السعودية، ولقى فيها رب الأسرة المصرية مصرعه، وتصف السطور حالة الحزن التى أصابت الضابط السعودى المكلف بتحقيق الواقعة، خاصة حين رأى الزوجة والطفلين يعلو وجوههم الهلع، وزاد من حزنه رؤيته زحف الطفلين تجاه والدهما.
وعند عودة الضابط السعودى إلى منزله طلب من زوجته مرافقته فى زيارة الأم المصرية وطفليها بالمستشفي، وأثناء الزيارة طلبت منه المصرية مساعدتها فى العودة إلى مصر، وحجز لها تذاكر المغادرة، ومنحها خمسة آلاف ريال وهدايا للطفلين، وعلمت السيدة المصرية بحرمان الضابط وزوجته من الأبناء، وظلت السيدة المصرية تتواصل معهما، وطلبت منهما تناول نوع من الأعشاب بجانب التزامهما بالدعاء، ويستجيب الله لهما، ويرزقان بثلاثة من الأولاد، وبسؤال الضابط للسيدة المصرية عن سر وصفة الأعشاب، أخبرته أنها بمثابة رسالة لتبعث بداخلهما الأمل، وكانت تتحرى أوقات قبول الدعاء، وتدعو لهما.