ما معنى من عرف ربه لم ينشغل بغيره.. وكيف يكون الإنسان مؤمنا ؟

ما معنى من عرف ربه لم ينشغل بغيره.. وكيف يكون الإنسان مؤمنا ؟صورة ارشيفية

الدين والحياة3-1-2023 | 05:22

قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف: إن من عرف عظمة الله سبحانه وتعالى وقدره وكماله لا يمكن أن يجد من هو أفضل منه لينشغل عنه به، ومهما انشغل رغم إرادته عنه يضيق ويستوحش حتى يرجع للانشغال بأنس ربه فهو الأنس الحقيقي، ويتحقق ذلك بكثرة ذكره سبحانه وتعالى. فمن ذاق عرف ومن عرف اغترف، فمن ذاق حلاوة الأنس بالله لا يلتذ بغيره، ومن داوم على ذكره وصل إلى الأنس بربه حتى إن انشغل ظاهره بغيره، ولكن قلبه مع الله دائمًا.

فيما قال الدكتور نصر فريد واصل عضو هيئة كبار العلماء، إن القلب جزءٌ من الإنسان ومن جوارحه، فإذا كان الإنسان يُقرُّ بإيمانه باللسان ويعمل عملًا كاملًا بأركان الإسلام؛ فالقلب يُصَدِّقُ على ذلك؛ لأنَّ القلب عضو من أعضاء الإنسان داخل جسده الذي يقوم بعمل أركان الإسلام، لكن الشخص نفسه لا يجعل القلب يُصدِّقُ أو يُكذِّبُ، ولأن القلوب بين يدي الرحمن يُقلِّبُها كيف يشاء، وجسد الإنسان كله خاضع لله، وإن القلب بطبيعته يتبع الجسد ويتبع اللسان، فإذا خالف اللسان القلب يكون نفاقًا؛ لأن اللسان لا بد أن يُعَبِّرَ عما في قلبه وعقله، فإذا عبَّرَ اللسان بما ليس في قلبه فيظهر ما يُخفِيهِ القلب فيكون آثمًا وكاذبًا ومنافقًا.

وتابع: أما قوله تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ [من سورة الأنفال: من الآية 24] قال ابن عباس: "يحول بين المؤمن والكافر". وقال السُّدِّيُّ: لا يستطيع أن يؤمن ولا يكفر إلا بإذنه؛ أي مشيئته، موضحاً أنه قد روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يُكْثِر أن يقول: «يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ» رواه الترمذي وأحمد، وحديث آخر: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «مَا مِنْ قَلْبٍ إِلَّا وَهُوَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، إِنْ شَاءَ أَنْ يُقِيمَهُ أَقَامَهُ، وَإِنْ شَاءَ أَنْ يُزِيغَهُ أَزَاغَهُ» رواه أحمد، وكان يقول: «يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ»، قال: «وَالْمِيزَانُ بِيَدِ الرَّحْمَنِ يَخْفِضُهُ وَيَرْفَعُهُ» رواه أحمد.

وشدد: حيث إن الإنسان المؤمن عن عقيدةٍ راسخةٍ ثابتةٍ فالله سبحانه وتعالى يجعل قلبه مليئًا بالإيمان، والذي يجب عليك أن تفعله لكي تكون مؤمنًا هو أن تؤمن بالله وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقضاء خيره وشره وحلوه ومره، وأن تُقرَّ باللسان، وأن تعمل بالعقل والجسد والجوارح، وأن تؤدي أركان الإسلام الخمسة، فإذا ما قمت بكل هذا في خشوع وخضوع وإيمان فالله سبحانه وتعالى يجعلك مؤمنًا ويعينك على فعل الخير؛ لأن اللسان يُقرُّ بما يصدقه القلب.

أضف تعليق

إعلان آراك 2