قال الدكتور مجدي عاشور المستشار السابق لمفتي الجمهورية: أجمع الفقهاء على جواز صبغ الشعر بالسواد، بل واستحبابه في حالة الحرب، ليظهر الجنود أكثر شبابًا وجَلَدًا وقوةً ليكون ذلك أهْيَبَ للعدو.
وأوضح عاشور أن الفقهاء اختلفوا في غير ذلك فذهب الجمهور من الحنابلة والمالكية والحنفية إلى كراهته ، وذهب الحنفية في رأي آخر إلى الجواز، ولو في غير الحرب، وهذا هو مذهب أبي يوسف القاضي، لقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «إِنَّ أَحْسَنَ مَا اخْتَضَبْتُمْ بِهِ لَهَذَا السَّوَادُ، أَرْغَبُ لِنِسَائِكُمْ فِيكُمْ، وَأَهْيَبُ لَكُمْ فِي صُدُورِ عَدُوِّكُمْ» (سنن ابن ماجه/ 3625).
وقد اختضب بالسواد جماعةٌ من الصحابة؛ منهم : سيِّدَا شباب أهل الجنة الحسن والحسين رضي الله عنهما وغيرهما، وكان الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه يأمر بالخضاب بالسواد ويقول: هو تسكينٌ للزوجة وأَهْيَبُ للعدو ، وذهب الشافعية إلى حرمة صبغ الشعر بالسواد لغير الجنود .
وتابع: أن الشيب الذى يظهر في الشعر قد يكون لكبر السن وقد يكون لعوامل وراثية، فعليك أولًا أن تذهب للطبيب ليبين لك سبب ذلك؛ لأن مسألة الشيب هذه قد تحتاج إلى أمور غذائية معينة، ثم بعد ذلك إذا أردتَ أن تصبغ شعرك بالسواد فلا حرج عليك شرعًا، تقليدًا لمن أجاز ذلك من الفقهاء، خاصةً إذا لم يكن في هذا غَرر أو أو خِداع أو ضَرر لنفسه أو لغيره .