قال محمد المحرصاوي - نائب رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية ل خريجي الأزهر إن الإسلام منذ أكثر من 1400 عام يؤكد على العدل والمساواة بين الرجل والمرأة وعدم التمييز بينهم إلا في التقوى لا في الشكل أو اللون أو الجنس، فاعتنى الإسلام بحقوق المرأة؛ لأنها صانعة للحضارات والأجيال فهي الأم والأخت والزوجة والابنة؛ مشيرا إلى أن الإسلام حفظ حق المرأة وأعلى مكانتها.
جاء ذلك خلال ندوة عالمية لفروع المنظمة بالخارج عبر الفيديو كونفراس تحت عنوان "أهمية تعليم المرأة ودورها في المجتمع من منظور إسلامي"، بمشاركة خاصة من سيدات دول: ( ماليزيا – اندونيسيا – تايلاند – بروناي – نيجيريا – الصومال – الهند – بريطانيا )؛ حيث تأتي هذه الندوة ردًّا على إصدار حكومة طالبان بأفغانستان قرارا بتحريم تعليم المرأة في المرحلة الجامعية.
وأضاف المحرصاوي أن الإسلام اهتم بالمرأة ونهى عن التعرض لها حتى في دار الحرب، مؤكدا أنه بالنظر إلى حياة النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته كان يصفهم بالقوارير وهو دليل الرقة والنعومة ويدفع الرجل للتعامل معها برفق فالإسلام حافظ على مكانة المرأة ورفع شأنها.
من جانبه، أشار أسامة ياسين - نائب رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، إلى دور فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف في أسبقيته بإدانة قرار تحريم تعليم المرأة في المرحلة الجامعية بأفغانستان، وهو ما لا يتفق مع تعاليم الإسلام الحنيف وما حققه للمرأة من حياة كريمة تحقق ذاتها وتعلي من مكانتها.
بدوره، أكد سيف رجب قزامل - عميد كلية الشريعة سابقا، في كلمته، أن الإسلام اهتم بالمرأة والرجل معا على حد السواء فالمرأة تكمل الرجل والعكس، وخطاب التشريع موجه للرجل والمرأة على سواء ولم يقف حجر عثرة في تعليم المرأة سواء كان تعليما دينيا أو دنيويا فطلب العلم فريضة على كل مسلم أو مسلمة والتاريخ الإسلامي العظيم يكشف لنا الكثير من الصحابيات الفقيهات ومواقفهن في الغزوات والحروب.
وأكد أن الأمة الإسلامية في وقتنا هذا تحتاج إلى نساء متعلمات فقيهات متربيات على الإسلام لصنع أجيال من الشباب والشابات يقع على عاتقهم رفع مكانة المجتمع وإعلاء شأنه فتربية الجيل الجديد تحتاج إلى مرأة قوية متعلمة وهناك الآن سيدات يتقلدن أعلى المناصب في شتى المجالات العلمية والثقافية والمجتمعية والدينية.
وقد ألقت بعض المشاركات في الندوة كلمات عبرن فيها عن حزنهن نتيجة إصدار مثل هذا القرار الخاص بتحريم تعليم المرأة، مؤكدات على أن حق التعليم متاح للجنسين لا فرق بينهما، وأن حياتنا اليومية تحتاج الآن إلى نساء مؤهلات بالعلم والمعرفة لحماية أبنائها وأبناء الأمة الإسلامية كلها من أخطار التشريد والفرقة، فضلا عن أن ترك المرأة بدون تعليم هو إهدار لطاقة الدولة، فالمرأة هي نصف المجتمع وتشغل الآن مناصب مهمة وتقوم بأعمال أفضل مثل الرجل، والإسلام أعطى للمرأة قيمة تجعلها هي كل المجتمع لا نصفه.