قال أحمد معبد عضو هيئة كبار العلماء، إن شخصية المسلم لها صفات يجب أن تتصف بها، وأن المولى -سبحانه وتعالى- أقر في كتابه الكريم سمات هذه الشخصية فقال تعالى: {لَقدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآخِرَ وَذكَرَ اللهَ كثِيرًا} الأحزاب (21)، ليقدم رسول الله ﷺ مثلا أعلى لهذه الشخصية بجميع جوانبها، ويعلمها لصحابته الكرام رضوان الله عليهم.
وقال إن
صفات المؤمنين التي يجب أن نكون عليها ونتمسك بها هي خلق رسولنا الكريم خير خلق الله أجمعين ﷺ، والتي علمها لنا القرآن الكريم في أول عشر آيات في سورة المؤمنون.
جاء ذلك خلال
الصالون الثقافي الشهري الذي عقده
مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية اليوم /الاثنين/، بمدينة البعوث الإسلامية، تحت عنوان: "منهج الإسلام في بناء الشخصية".
ومن جانبه، قال أحمد حسين، عميد كلية الدعوة الإسلامية، إن المسلم عنوان لنفسه ودينه وأمته، موضحًا أن الناس لا ترى الإسلام إلا فيمن يدينون به فبقدر تمسكهم واستيعابهم لرسالتهم؛ تكون رسالة دينهم ورسالة إسلامهم، مشددًا على ضرورة أن نتمسك بأخلاق شخصية سيدنا رسول الله ﷺ العظيمة التي لم يخلق المولى عز وجل أفضل وأكمل منها، والذي ربّى الشخصية المسلمة على الوسطية والاعتدال بعيدًا عن الغلو والتشدد.
وبدوره، أكد وائل أبوهندي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الزقازيق، أن علم النفس مثله مثل باقي العلوم عاجز عن تعريف الشخصية السوية؛ إلا أن الإسلام قدم الصفات الشخصية التي تجعل الإنسان سوياً في سلوكه وكل أفعاله، موضحًا أن الطفرة التكنولوجية التي يشهدها العالم ومخاطرها التي ولدت انحلالاً وتدنياً في الأخلاق والقيم؛ جعلتنا نتشوق إلى الفطرة التي فطر الله الإنسان عليها.
ومن جانبه، أكد الدكتور أسامة الحديدي، المدير التنفيذي لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن العلم أساسي في تكوين الشخصية المسلمة، موضحا أن ما أنزله المولى -عز وجل- على قلب رسوله ﷺ هو قوله: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ } ، وهو التفات من القراءة المجردة؛ إلى قراءة مرتبة مبنية على قراءة الخلق وقراءة الكون، مشددا على أهمية أن نتخلق بخلق رسونا الكريم.
جدير بالذكر أن
مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بدأ فعاليات صالونه الثقافي والفكري لمناقشة مشكلات الأسرة المصرية في سبتمبر من عام 2021، والذي يعتبر معالجة ميدانية وفكرية لما يرصده المركز من مشكلات أسرية وظواهر مجتمعية سلبية، بالتعاون مع كافة المؤسسات والمراكز المتخصصة والهيئات الفاعلة في المجتمع المصري؛ لتحقيق استقرار الأسرة المصرية بما يسهم في استقرار المجتمع وتقدمه، ويعمل على تحقيق أهداف رؤية الدولة المصرية للتنمية المستدامة 2030.