لكل بلدِ احتفالاتها التاريخية، التي يطغى عليها مراسم احتفال مبهج يحمل عبق التاريخ، وخاصة هذه الدول التي تحمل كتاب تاريخ حقيقي، يؤرخ بين طياته أحداث تاريخية تستحق الدراسة والتأمل والمعرفة، ولأننا في مصر دولة لها تاريخ ولها حضارة آلاف السنين، نعي ونقدر تلك الدول التي تسطر تاريخاً وتُحيي تاريخاً كدولة الصين، فالسنة الصينية الجديدة قصة أاحتفال عُمره آلاف السنين، فبداية السنة الصينية الجديدة أو عيد الربيع، تبدأ من آخر شهر يناير إلى منتصف فبراير، وتعرف أيضاً بالسنة القمرية الجديدة، في حدث سنوى يحتفل به الصينيون في مختلف أنحاء العالم، أى يحتفل مليار و400 مليون إنسان، ويختلف موعد الاحتفال من عام إلى آخر ، لكنه يقع دائماً بين أواخر يناير ومنتصف فبراير.
ويعد هذا العام 4721 وفقاً للتقويم الصيني، ويبدأ الاحتفال مع بداية أول شهر قمرى في السنة الصينية والذى يتم تحديده، مع بزوغ القمر الثاني بعد الانقلاب الشتوى في 21 ديسمبر، وينتهي في اليوم الخامس عشر من ذلك الشهر، والجدير بالذكر أن الأعوام الصينية تسمي بأسماء الحيوانات، وكذلك تسمي الأبراج الصينية بأسماء الحيوانات: الجرذ، الثور، النمر، الأرنب، التنين، الأفعي، الحصان، الماعز، القرد، الديك، الخنزير، الكلب. ووفقاً للفلكلور الصيني يكتسب الأطفال المولودون في كل عام صفات الحيوان لهذا العام، حيث سيكونون يحملون صفات الحيوان من قوة وحزم وشجاعة وتحدى ومنافسة واستعدادهم لتحمل المخاطر، والدلالات التاريخية توثق احتفال الصينيين بهذا العيد من القرن الرابع عشر قبل الميلاد، عندما حكمت أسرة شانغ، فإن أول ذكر للاحتفال ببداية العام الجديد، كان خلال أسرة هان الشرقية 202 ق.م – 220 ، حيث تم تسجيله في التقويم الزراعي الذى كتبه الفلاحون للمهندس الزراعي الشهير شي شنغهان، وكتب شنغهان لاحقاً: الأطفال والزوجة والأحفاد وأحفاد الأحفاد يقدمون جميعاً نبيذ الفلفل لوالديهم ويصنعون الخبز المحمص ، ويتمنون لوالديهم الصحة الجيدة ".
ويتم وصف الاحتفال في التقويم الزراعي: يسمي يوم بداية الشهر الأول "زينغ رى" أحضر زوجتي وأولادى لتمجيد الأجداد وإحياء ذكرى والدى، خلال عهد أسرة جين 266 – 420 م. ، بدأ الناس تقليد عشية رأس السنة الجديدة المتمثل في الاحتفال طوال الليل باسم شوسوى، وجدير بالذكر أن سر ظهور دمية التنين في الاحتفالات، أن العيد ارتبط بأسطورة صينية يقول أحد فصولها، إن وحشنا يشبه التنين اسمه نيان أى " السنة " كان يهاجم القرويين في بداية كل عام، وكان نيان يخاف من الضوضاء العالية والأضواء الساطعة واللون الأحمر، لذلك استخدم الناس هذه الأشياء لطرد الوحش بعيداً عنهم، وتعد الحضارة والثقافة الصينية، واحدة من أقدم الثقافات في العالم، وهي الدولة التي تغطى منطقة جغرافية شاسعة وهامة في شرق آسيا بعادات وتقاليد متفاوتة، بين محافظاتها ومدنها وقراها، من أهم ما يميز الحضارة الصينية " الموسيقى، وفنون الدفاع عن النفس، والدين، والمأكولات، فن العمارة.
أرى أن هناك تشابها بين الحضارات في التمسك بعبق التراث والتاريخ، وتجديد مراسمه في الاحتفالات والمناسبات، كأعياد الربيع في مصر التي نُسبت للفراعنة، واحتفال النيل، فخورة بمصريتي .