هل تتحمل أوكرانيا والعالم كله حرب أعلنتها أمريكا وحلف الناتو على روسيا؟، حرب ظاهرها الدفاع عن استقلال أراضى أوكرانيا وحقيقتها حرب عالمية بين الشرق بزعامة روسيا و الصين و الغرب بقيادة أمريكا وحلفائها، هل يتحمل الشعب الأوكرانى مزيدًا من التدمير والخراب والتشرد والجوع.. وهل تتحمل أوروبا كل هذه التكلفة الباهظة التى أرهقت خزائن أغنى دول الاتحاد الأوروبي، ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، وهل يتحمل العالم مزيدًا من الكساد والانهيار فى الاقتصاد والتجارة ونقص فى إنتاج الغذاء؟!
الحقيقة أن الإجابة عن تلك الأسئلة ستكون مروعة..
قبل عام تقريبًا كتبت على هذه الصفحة سيأتى اليوم الذى يهاجر فيه الأوروبى من بلاده بحثا عن الأمان بعد أن خرب الساسة، الذين يحكمون أوروبا الأنظمة والحكومات وبعد أن حطمت أمريكا الاقتصاد الأوروبى وجرجرت اقتصاد العالم نحو الانهيار؛ لتشعل نار الأسعار وتأليب الشعوب الأوروبية على نمط الخراب العربي..
وها هى فرنسا وبريطانيا على صفيح ساخن من الاضطرابات الاقتصادية والخوف من الغضب الشعبى، أما ألمانيا فحدِّث ولا حرج نقص حاد فى إمدادات الطاقة وتوقف بعض خطوط الإنتاج الأساسية ونقص فى إمدادات الطاقة للمنازل وارتفاع أسعار السلع الأساسية والخدمات مع الخوف من تجدد الاضطرابات بفعل تردى الأحوال المعيشية لملايين المهاجرين واللاجئين من أتراك وأكراد وأوكرانيين وغيرهم من جنسيات مختلفة بعد أن أصبحوا بمثابة براميل بارود قابل للإنفجار فى أى وقت، ولا تزال أمريكا تشعل فتيل أزمات خطيرة بين بولندا وبيلا روسيا وتشجع أوكرانيا على استفزاز دول الاتحاد الروسى، وليس هذا فحسب وإنما تعمل على تجدد بوادر اضطرابات قد تؤدى إلى حرب فى البلقان بين صربيا وجيرانها فى البوسنة والهرسك وألبانيا، أى أن الخراب يحيط بالاتحاد الأوروبى من الشرق ومن الغرب.
أما كورونا وتحوراته فلا تزال تضرب بشدة كارثة إنسانية كبيرة ستكون أوروبا أكبر المتضررين منها، ولو كان المستهدف روسيا و الصين فإن أمريكا وحلفاءها سيخسرون أضعاف ما يخسره منافسيهم، الذين تحولوا إلى أعداء بدق طبول حرب عالمية قد لا تبقى ولا تذر، ولله فى خلقه شئون.