وصل وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى بكين اليوم -السبت- في أول زيارة رسمية له إلى الصين التي تعتبر المحطة الأخيرة في جولته بشرق آسيا والتي بدأت بزيارته لليابان ثم كوريا الجنوبية، وهي الجولة التي تأتي وسط تصاعد حدة التوترات في شبه الجزيرة الكورية ومنطقة شمال شرقي آسيا.
كانت الصين أكدت أمس أنها حريصة كل الحرص على التنفيذ الكامل والجاد لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بالقضية النووية الكورية، وذلك ردا على تصريحات ادلى بها تيلرسون فى كوريا الجنوبية قال فيها إنه سيبلغ القيادة الصينية خلال زيارته أن الولايات المتحدة ستكثف من الدروع الصاروخية وتصعد الضغط على المؤسسات المالية الصينية إذا ما فشلت بكين فى استخدام نفوذها لكبح جماح البرامج النووية والصاروخية لكوريا الشمالية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشان يينغ، في تصريحات أدلت بها تعليقا على ما قاله تيلرسون، إن الصين كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي وعضو مسئول في المجتمع الدولي، تحترم بكل صدق كافة التزاماتها الدولية.
وشددت هوا على موقف الصين المعارض تماما للجوء اى دولة لفرض عقوبات أحادية الجانب على دولة اخرى مؤكدة رفضها التام لاى تلويح بفرض عقوبات احادية الجانب ضدها واى تهديد لحقوقها ومصالحها المشروعة والقانونية.
وقالت المتحدثة إن الصين مقتنعة تمام الاقتناع بأن نزع السلاح النووي والسلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية يخدم المصالح المشتركة للمجتمع الدولي، ولهذا فقد عملت لسنوات، هى وجميع الأطراف المعنية دون كلل او ملل لتحقيق هذه الغاية وتحقيق تقدم إيجابي فى هذا الصدد، وكانت هناك بالفعل نتائج هامة لتلك الجهود مثل البيان المشترك الذي تم التوصل إليه في 19 سبتمبر عام 2005. واشارت الى انه كانت هناك كذلك اتفاقات مطروحة جيدة وصيغ قائمة للحوار ولكن ما كان ينقص دوما هو التنفيذ الفعال للتوافقات الموجودة.
وأوضحت أن قضية شبه الجزيرة الكورية هي إرث من الماضى من أيام الحرب الباردة، وأنها كانت نتاج العداء المتأصل وانعدام الثقة بين الأطراف المعنية فى تلك الحقبة من التاريخ .. "ولهذا فهناك حاجة إلى تبنى نهج شامل للتعامل معها وعلاج اسبابها الجذرية".
وجددت هوا التأكيد على أهمية الاقتراح الصينى الأخير الذي أعلنه وزير الخارجية وانغ يي سعيا وراء نزع فتيل الأزمة التي تكاد تطبق على شبه الجزيرة الكورية، والذي يدعو الى ان تقوم كوريا الشمالية بوقف أنشطتها النووية والصاروخية الباليستية مقابل تعليق المناورات العسكرية الواسعة النطاق التى تجريها الولايات الأمريكية وكوريا الجنوبية فى المنطقة حاليا والتى بدأت بمناورات "فرخ النسر" وتنتهى بمناورات " الحل الاساسي"، وايضا إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، وتبنى نهج "المسار المزدوج" الذى اقترحته الصين من قبل والذى يدعو الى نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية مع إنشاء آلية للسلام يمكن من خلالها اعادة السلام والاستقرار الدائمين الى المنطقة.
ووصفت المقترح الصينى بأنه يستوعب مخاوف جميع الأطراف وانه وسيلة واقعية وفعالة لمنع الوضع من التدهور والتخلص من المأزق الذي تواجهه المنطقة، معربة عن املها فى ان تنظر اليه الأطراف المعنية بجدية وان يجد صدى ايجابيا لديها.
م س ع