أكدت دولة الإمارات وجمهورية كوريا الجنوبية أن تغيّر المناخ هو أحد أهم التحديات التي تواجه العالم، نتيجة لما يترتب عليه من تداعيات سلبية على الجوانب الاقتصادية والبيئية والاجتماعية والأمنية .. وشددا على أن الالتزام الجماعي لمواجهة تغيّر المناخ يجب ألا يتأثر بما يمر به العالم من تحديات جيوسياسية، وأزمة في الطاقة والغذاء، وتداعيات الجائحة العالمية.
وذكرت وكالة أنباء الإمارات ان ذلك جاء خلال بيان مشترك بشأن العمل المناخي فى اطار الزيارة الرسمية التى يقوم بها يون سوك يول، رئيس جمهورية كوريا الجنوبية لدولة الإمارات.
كما اتفق الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الامارات ويون سوك يول، رئيس جمهورية كوريا الجنوبية، وفقًا للبيان على ضرورة تعزيز العمل على مواجهة تداعيات تغير المناخ على المستويَين الوطني لكل دولة، وعلى المستوى الجماعي العالمي، مُدركَين في هذا الصدد الحاجة الملحة للعمل على تنفيذ هدف " اتفاق باريس " المتمثل في تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة كوكب الأرض عتبة 1.5 درجة مئوية، ومُجددَين استعدادهما للعمل معاً ومع الأطراف كافة ضمن إطار اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC) لضمان التنفيذ الفعّال لمُستهدفات العمل المناخي لكلا البلدين بما ينسجم مع مساهماتهما المحددة وطنياً وأهدافهما لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
كما هنأ الرئيس الكورى الجنوبى دولة الإمارات بمناسبة اختيارها لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (COP28) في 2023، فيما رحب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، باستضافة جمهورية كوريا الجنوبية لأسبوع التكيّف العالمي 2023 المقرر إقامته خلال شهر أغسطس من العام الجاري، والذي سيوفر منصةً يجري خلالها استعراض مبادرات العمل المناخي وتعزيزها والممارسات الرامية إلى التكيّف مع تداعيات تغير المناخ بجانب الإسهام في التوصل إلى نتائج مُثمرة على صعيد التكيّف والمرونة في مؤتمر الأطراف (COP28).
كما أكد الجانبان إدراكهما لدور الغابات في تحقيق التوازن المناخي، حيث تقدم حلولاً طبيعية في مواجهة تغيّر المناخ، إضافة إلى كونها مخازن طبيعية للكربون، ومساهمتها في الحفاظ على النظم البيئية، وحماية التنوع البيولوجي، وجدد الجانبان التزامهما برفع سقف الطموح العالمي للعمل المناخي وتنفيذ الالتزامات والتعهدات العالمية بشأن الغابات، بما في ذلك إعلان" قادة غلاسكو بشأن الغابات واستخدام الأراضي" الذي أطلق خلال الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف (COP26).
ومن أجل تعزيز سبل التعاون بين البلدين في العمل المناخي، تم الاتفاق على تفعيل الاتفاقية الإطارية بشأن التعاون الثنائي في مجال العمل المناخي خلال النصف الأوّل من عام 2023. حيث تهدف هذه الاتفاقية إلى التعاون على خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وتعزيز قدرات التكيّف، ونشر وتوسيع استخدام التقنيات النظيفة والخضراء.
وأشار الجانبان إلى أهمية تعزيز بيئة داعمة للعمل المناخي الفعال، إضافة إلى تشجيع الاستثمارات في تقنيات ومشروعات الطاقة النظيفة وأيضا أهمية المساهمات المقدمة من القطاع الخاص نحو إيجاد الحلول الرامية للتخفيف من تداعيات تغير المناخ والتكيّف معها، وتسريع الانتقال إلى اقتصاد منخفض الانبعاثات يتسم بالمرونة المناخية.
وفي هذا السياق، أعربا عن تقديرهما للدور المهم الذي تلعبه أسواق الكربون الطوعية ضمن جهود خفض الانبعاثات التي تبذلها قطاعات الأعمال بما يتجاوز بصمتها الكربونية .. كما رحبا بالمبادرات الطوعية التي أطلقت مؤخراً لتداول الكربون بين القطاعات الخاصة في كلا البلدين.
وأكد الجانبان ايضا ضرورة تعزيز التعاون في قطاع الطاقة، لما يمثله من أهمية إستراتيجية لاقتصاد البلدين، كما أكدا أهمية مضاعفة جهود البحث والتطوير وزيادة الاستثمارات في التقنيات الجديدة لتطوير منظومة الطاقة المستقبلية، وأشارا إلى أهمية نشر حلول الطاقة النظيفة وترشيد مزيج الطاقة على المستويات كافة بهدف تنويع مصادر الطاقة.
وتعهد الجانبان الإماراتي والكوري الجنوبى بالعمل معاً لتحفيز التقدم المنهجي على مسار الانتقال المُستدام والمجدي اقتصادياً في قطاع الطاقة، وذلك عبر تطوير وتنفيذ تقنيات ومشروعات نوعية في البلدين وفي كل دول العالم، كما اتفقا على تحديد واستكشاف مزيدٍ من فرص التعاون في المجالات الاقتصادية ذات الاهتمام المشترك بما يعود بالنفع على البلدين، ويضمن الاستفادة من نقاط قوتهما، ويحقق التضافر في الجهود العالمية.
كما أكد الجانبان أهمية الدعم المالي في تعزيز العمل المناخي عالمياً مشيرين في هذا الصدد إلى دور "صندوق المناخ الأخضر" في دعم جهود الدول النامية في مواجهة تغيّر المناخ وتحقيق مُستهدفات الحياد المناخي بحلول عام 2050، ورحب الجانبان بإطلاق النسخة الثانية من الصندوق.