أعلنت أوكرانيا التصدي لهجمات روسية بالقرب من أكثر من 20 منطقة في دونيتسك ولوجانسك، خلال الـ24 ساعة الماضية، بينما أعلنت روسيا أن قوات كييف قصفت أراضي دونيتسك 35 مرة، خلال اليوم الماضي.
ففي بيان أوردته وكالة أنباء (يوكرينفورم) الأوكرانية.. ذكرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية أن قتلى الجنود الروس ارتفاع إلى 116 ألفا و950 جنديا، منذ بدء العملية العسكرية فى 24 فبراير الماضي، من بينهم 870 جنديا قتلوا أمس فقط.
وأضافت أنه خلال هذه الفترة خسرت روسيا أيضا 3121 دبابة، و6215 من المركبات المدرعة، و2104 من النظم المدفعية، و441 من أنظمة راجمات الصواريخ المتعددة، و220 من أنظمة الدفاع الجوي، و286 طائرة، و276 مروحية، و17 سفينة حربية، فضلا عن 1872 طائرة بدون طيار، و4 آلاف و877 من المركبات وخزانات وقود.
وأشارت إلى أن وحدات من القوات المسلحة الأوكرانية تصدت لهجمات روسية بالقرب من أكثر من 20 منطقة في دونيتسك ولوجانسك، خلال الـ24 ساعة الماضية.
وتابعت "هناك خطر كبير من قيام روسيا بمزيد من الضربات الجوية والصاروخية على أهداف في جميع أنحاء أوكرانيا، روسيا لا تتخلى عن عزمها للاستيلاء على منطقة دونيتسك بأكملها، الروس ينفذون عمليات هجومية في اتجاهي باخموت وأفدييفكا".
وأضافت الهيئة أن الروس يحاولون تحسين موقعهم التكتيكي في اتجاهات كوبيانسك وليمان ونوفوبافليفكا، ويواصلون الدفاع في اتجاهات زابوريجيا وخيرسون.
وبحسب الوكالة الأوكرانية، فإن على مدار الساعات الماضية، استهدفت وحدات من القوات الصاروخية والمدفعية التابعة لقوات الدفاع الأوكرانية موقع قيادة، و11 منطقة لتركز القوى العاملة للروس، ومستودع ذخيرة، ومستودع وقود.
إلى ذلك، قال رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية في (دنيبروبتروفسك) جنوب شرقي أوكرانيا، فالنتين ريزنيشنكو إن القوات الروسية قصفت ثلاثة تجمعات في منطقة دنيبروبتروفسك بالمدفعية الثقيلة، خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأضاف فالنتين "لم تكن الليلة هادئة في منطقة نيكوبول، قصف الروس المنطقة ثلاث مرات بالمدفعية الثقيلة، وتعرضت ثلاث مجتمعات- بوكروفسك ونيكوبول وشيرفونوهريفكا- لإطلاق نار، وأطلق الروس أكثر من 20 قذيفة هناك".
ووفقا للمسئول الأوكراني، لم يُصب الناس ويجري حاليا التحقيق في نتائج القصف، مضيفا أنه في مناطق أخرى، أطلقت صفارات الإنذار عدة مرات أثناء الليل، لكن لم تكن هناك حالات طارئة".
وبحسب ما أوردته هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، شن الروس، أمس، ضربتين صاروخيتين وسبع ضربات جوية على أوكرانيا، كما نفذوا أكثر من 70 هجومًا باستخدام صواريخ ميلرز.
من جهته، قال رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية في منطقة زابوروجيا أولكسندر ستاروخ- في منشور عبر (تليجرام)- إن الجيش الروسي قصف منطقة زاباروجيا 130 مرة خلال اليوم الماضي، مما أدى إلى تدمير عشرات المنازل.
وكتب ستاروخ "لقد كثفت القوات الروسية أعمالها التي تستهدف إلى ترويع المدنيين، فخلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، ارتفع عدد الهجمات على أراضينا الحرة إلى 130، وتلقينا تقريرا عن تدمير 64 مبنى سكنيا ومنشآت بنية تحتية مدنية".
وأضاف أنه على وجه الخصوص، نفذت القوات الروسية قصفا مدفعيا ليلا على تجمعات بلنكه، وأدى سقوط قذائف من عيار 120 ملم على القطاع السكني الخاص إلى إلحاق أضرار بثلاثة منازل ومبانٍ ملحقة وسيارات".
وأكد ستاروخ أن المدنيين لم يصابوا بجروح نتيجة القصف الروسي.
في المقابل، تفقد وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، مقر مجموعة "فوستوك" للقوات، وذلك في إطار جولة عمل في منطقة العملية العسكرية الخاصة.
واستمع الوزير شويجو - وفقا لبيان وزارة الدفاع الروسية - في مركز قيادة مجموعة "فوستوك"، إلى تقرير من قائد المجموعة الفريق رستم مرادوف، حول الوضع الحالي في المنطقة، وحول نشاط المجموعة وكذلك لتقارير قادة الاتجاهات العسكرية الأخرى، وفقا لقناة ( روسيا اليوم) الإخبارية، اليوم.
والتقى شويجو قادة القطاعات والتشكيلات العسكرية الروسية العاملة في المنطقة، واستمع منهم لتقارير عن سير تنفيذ المهام القتالية في الاتجاهات الرئيسية.
بدورها، أعلنت سلطات دونيتسك مقتل 3 مدنيين وإصابة 4 آخرين بجروح جراء قصف القوات الأوكرانية لمبنى تجاري وصيدلية بصاروخ هايمرز، مشيرة إلى تضرر عدة مباني أخرى مجاورة له جراء الاستهداف، وفقا لقناة ( روسيا اليوم).
من جانبه، قال القائم بأعمال رئيس جمهورية دونيتسك دينيس بوشيلين إن "القوات الروسية حررت بلدة فيرخني فودينوي الاستراتيجية قرب دونيتسك من قبضة قوات كييف، كما سيطرت القوات الروسية على معظم المرتفعات المهمة على محور مارينكا، لافتا إلى أن القوات الروسية تحقق نجاحات وتحسن تموقعها على محور أفديفكيا".. وتوقع تحرير عدد من البلدات في الجمهورية خلال الأيام المقبلة.
على صعيد متصل، قال عضو المجلس الرئيسي للإدارة الإقليمية في مقاطعة زابوروجيا، فلاديمير روجوف- في تصريح، اليوم، بحسب وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية - إن القوات الأوكرانية تقوم بإنشاء خط دفاعي من خلال بناء التحصينات بالمنطقة.
وأضاف روجوف: "كان العدو حتى وقت قريب يستعد للهجوم، ولكن تغيرت تكتيكاته حاليا بشكل كبير، وبدأ بالاستعداد للدفاع إلى بدرجة كبيرة ويعمل على بناء التحصينات وهو ما لم يحدث من قبل".. مشيرا إلى أن الجانب الأوكراني يبني عدة خطوط دفاع، بما في ذلك بمحيط ضواحي زابوروجيا.
في السياق، أكد مستشار الرئيس التنفيذي لشركة (روس اينرجو اتوم) الروسية رينات كارتشا، أن وجود الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمحطة النووية الأوكرانية لن يمنع وقوع كارثة نووية بأي شكل من الأشكال.
وأشار كارتشا - وفقا لقناة ( روسيا اليوم) - إلى أن القوات الأوكرانية توقفت عن قصف محطة زابوروجيه خوفا من الرد الروسي، مشددا على أنه لم تسقط أي قذيفة روسية في محيط المحطة النووية الأوكرانية ولا بالقرب منها.
وكان رفائيل جروسي مدير وكالة الطاقة الذرية قال، في وقت سابق، إن "بعثة من خبراء الوكالة تم نشرهم بمحطة الطاقة النووية جنوب أوكرانيا".
بدورها، أعلنت بعثة دونيتسك في المركز المشترك للإشراف وتنسيق المسائل المتعلقة بجرائم الحرب الأوكرانية- في بيان، عبر صفحتها على "تلجرام"، اليوم- أن قوات كييف قصفت أراضي المدينة 35 مرة، خلال اليوم الماضي.
وذكرت البعثة أنه خلال الساعات الـ24 الماضية رصدت البعثة وقوع 35 حادث لإطلاق النار من جانب الوحدات المسلحة الأوكرانية، مبينة أنه في اتجاه دونيتسك أطلق العدو النار 20 مرة باستخدام الأنظمة الصاروخية ("هيمارس" وأنظمة أخرى من عيار 122 ملم)، و المدفعية من عياري 152 و 155 ملم.
وأضافت: "وفي اتجاه جورلوفكا تم تسجيل 15 قصفا من المدفعية من عياري 152 و 155 ملم. وأطلقوا 205 قذائف مختلفة".
وتابع البيان أن القصف تعرضت له مناطق في 7 تجمعات سكنية بالجمهورية وهي دونيتسك وجولموفسكي وزايتسيفو وجورلوفكا وشيروكايا بالكا وماكييفكا ويلينوفكا.
تجدر الإشارة إلى أن روسيا بدأت منذ 24 فبراير 2022 عملية عسكرية خاصة في إقليم "دونباس" جنوب شرقي أوكرانيا، في أعقاب طلب إقليمي "دونيتسك" و"لوجانسك "رسميا دعم موسكو التي اعترفت بكل منهما "جمهورية مستقلة" ودخلت في مواجهات عسكرية مع الجيش والقوات الأوكرانية.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة 30 سبتمبر2022، في كلمة ألقاها بالكرملين أمام المئات من كبار السياسيين الروس، عن ضم أربع مناطق شرقي أوكرانيا هي: لوجانسك و دونيتسك وخيرسون وزابوريجيا، بعد "استفتاءات" رفضت نتيجتها كييف وعواصم الدول الغربية، والأمم المتحدة التي قال أمينها العام: إن "الضمّ يتعارض مع مبادئ الأمم المتحدة وما يمثّله المجتمع الدولي".