دعت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إلى ضرورة تضافر الجهود الدولية لمواجهة ما أسمته بـ"تصادم الأزمات الناشئة وعدم إهدار الوقت من أجل التحول إلى اقتصاد أخضر وصديق للبيئة.
وقالت فون دير لاين - في كلمتها أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في مدينة دافوس السويسرية - "سيتعين علينا إظهار العزم والوحدة من أجل مواجهة الأزمات الناشئة.. فكما رأينا مؤخرًا، وهو ما ظهر في تقرير المخاطر العالمية الأخير، ارتفاع التضخم حول العالم بنحو جعل تكلفة المعيشة وممارسة الأعمال التجارية أكثر صعوبة ورأينا استخدام الطاقة كسلاح من جانب قوى عديدة وتزايد التهديدات بالحروب التجارية.. بالإضافة إلى ذلك، فإن تغير المناخ كبدنا بالفعل خسائر ضخمة ولم يعد لدينا وقت كافي لنضيعه من أجل التحول إلى اقتصاد نظيف".
وأضافت: أن جهود التحول إلى صافي انبعاثات صفرية تسببت بالفعل في حدوث تحولات صناعية واقتصادية وجيوسياسية ضخمة إلى حد بعيد بشكل أسرع وأكثر وضوحًا في حياتنا.. ونحن مع ذلك نرغب في الوصول إلى صافي الصفر في أقل من ثلاثة عقود، لكن الطريق إلى ذلك الهدف يُحتم علينا تطوير واستخدام مجموعة كاملة من التقنيات النظيفة الجديدة عبر اقتصادنا: في النقل والمباني والتصنيع والطاقة".
وتابعت: "ستشهد العقود القادمة أكبر تحول صناعي في عصرنا - ربما في أي وقت.. وأولئك الذين يطورون ويصنعون التكنولوجيا التي ستكون أساس اقتصاد الغد سيكون لديهم أكبر ميزة تنافسية.. بينما تقدر وكالة الطاقة الدولية أن سوق تكنولوجيا الطاقة النظيفة المصنعة بكميات كبيرة ستبلغ قيمتها حوالي 650 مليار دولار أمريكي سنويًا بحلول عام 2030 - أي أكثر من ثلاثة أضعاف المستويات الحالية. وللتقدم في المنافسة، نحتاج إلى مواصلة الاستثمار في تعزيز قاعدتنا الصناعية وجعل أوروبا أكثر ملاءمة للاستثمار والابتكار.
أما بخصوص قطاع الطاقة، قالت فون دير لاين: "إن أوروبا تغلبت في أقل من عام على التبعية لروسيا؛ حيث استبدلت حوالي 80٪ من غاز الأنابيب الروسي وقد ملأنا مخازننا وقللنا الطلب بأكثر من 20٪ في الفترة من أغسطس إلى نوفمبر.. ومن خلال الجهود الجماعية، قمنا بخفض أسعار الغاز بشكل أسرع مما توقعه أي شخص، حتى انخفضت أسعاره في أوروبا بنسبة 80٪ هذا الشهر.. وهذا أقل من المستويات التي كانت عليها قبل بدء العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا".