أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة أن كل ما تقوم به مصالح الأوطان هو من صميم مقاصد الأديان، وذروة الجهاد هو الجهاد في سبيل الوطن، سواء كان دفاعا عن حدوده أو أمنه أو قضاء لمصالحه.
جاء ذلك في كلمة وزير الأوقاف خلال خطبة الجمعة اليوم بمسجد الشرطة بالقاهرة الجديدة بمناسبة احتفال وزارة الداخلية بعيد الشرطة، بعنوان: "الوطنية بين الحقيقة والادعاء"، بحضور اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، و خالد عبد العال محافظ القاهرة، وأعضاء المجلس الأعلى للشرطة .
وأشار وزير الأوقاف إلى ما تقوم به الأجهزة الشرطية المتخصصة في مجالات الإطفاء و الإنقاذ ومواجهة الجريمة المنظمة و الهجرة غير الشرعية بما تودي به من حياة بعض الشباب الذين يقعون فريسة لجماعات تهريب البشر، وما تقوم به أيضا في مجال مواجهة تجار السموم والمخدرات وجماعات غسيل الأموال وجماعات التزييف والتزوير ، وقد يغفل كثير من الناس عن ما تقوم به جماعات الإطفاء وجماعات الإنقاذ النهري وجماعات إبطال مفعول المتفجرات هو عين الجهاد الحقيقي.
وبين وزير الأوقاف أن أمر الدول أمر عظيم، لا يمكن أن يقوم بها فرد واحد أو مؤسسة واحدة أو حزب أو جماعة أو قبيلة، فالوطن بجميع أبنائه ولجميع أبنائه، مشيرا إلى أن الوطن أعطى ويعطي أبناءه الكثير ، فالوطن هو نحن جميعًا، جيشًا وشرطة، أطباء ومهندسين، مهنيين وحرفيين، أئمة ومعلمين، زراعًا وصناعًا، على كل واحد منا أن يؤدي واجبه.
كما أكد وزير الأوقاف أن المعركة المقبلة هي معركة وعي وفهم، حيث حاولت الجماعات المتطرفة أن تفرض أيديولوجيتها وأفهامها الخاطئة وأن تضيق واسعًا، ومن المعاني التي حرفتها هذه الجماعات معنى الجهاد، حيث ضيقت واسعًا وانحرفت به إلى ما يخدم أيديولوجيتها ومصالحها، في حين أن الجهاد مفهوم واسع يمكن أن يكون بالكلمة الطيبة، بالحكمة والموعظة الحسنة، يقول رب العزة لنبينا (صلى الله عليه وسلم) في شأن القرآن الكريم: "وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا".
وأكد أن مواجهة الجريمة المنظمة وتجارة المخدرات وجماعات التزييف عمل ديني ووطني عظيم، والعاملون في مجال الإطفاء والإنقاذ على ثغر عظيم، ويؤدون عملًا جليلًا دينيًّا ووطنيًّا.. مشيرا إلى أن هذا هو الجهاد الحقيقي، و العطاء الحقيقي، وهذه البطولات هي التي يجب أن نسلط عليها الضوء، فالوطنية الحقيقية ليست كلمات، الوطنية الحقيقية ولاء وانتماء وتضحية وفداء وعطاء وجهد وعرق، وأعلاها التضحية بالنفس.
وأضاف أن شرطتنا الوطنية تقف عينا ساهرة على أمن هذا الوطن الداخلي، و قواتنا المسلحة الباسلة تقف عينا ساهرة على أمن حدوده كلاهما يد تبني وتعمر وأخرى تحمي وتحرس، فالجيش والشرطة والشعب يتكاملون في خدمة الوطن وحمايته.