أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن المال هو عصب الحياة وقوامها، وأن مصالح الأوطان اقتصادية كانت أو اجتماعية إنما هي من صميم مقاصد الأديان، وأن بناء الأوطان والنهوض بها يتطلب تكامل مؤسسات بنائها اقتصادية وثقافية واجتماعية.
وأوضح الوزير - خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية ل مؤتمر أخبار اليوم الاقتصادي في دورته التاسعة والذي يقام تحت رعاية مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء بعنوان: "الصناعة والاستثمار - ابدأ .. انطلق" اليوم السبت - أن فهم صحيح الدين يقتضي منا الأخذ بأقصى أسباب عمارة الكون، فالدين فن صناعة الحياة لا صناعة الموت، ولن يحترم الناس ديننا ما لم نتفوق في أمور دنيانا، فإن تفوقنا في صنع الحضارة وعمارة الكون احترم الناس ديننا ودنيانا، فدولة ذات جيش قوي واقتصاد قوي تعني دولة ذات مكانة في عالم لا يعرف سوى العمل والإنتاج.
وأضاف الوزير أن الإسلام قد عني بالعمل وإتقانه عناية بالغة، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "مَن باتَ كالًّا مِن عملِه باتَ مغفورًا لهُ"، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "ما أكَلَ أحَدٌ طَعامًا قَطُّ خَيْرًا مِن أنْ يَأْكُلَ مِن عَمَلِ يَدِهِ، وإنَّ نَبِيَّ اللَّهِ داوُدَ عليه السَّلامُ، كانَ لا يَأْكُلُ إلا مِن عَمَلِ يَدِهِ"، وخص سيدنا داود (عليه السلام) بالذكر لأنه كان ملكًا نبيًّا لا يعمل للحاجة وإنما لشرف العمل، وكان يعمل في صناعة شاقة وهي صناعة الدروع من الحديد.
وأشار إلى أنه كما حث ديننا على العمل بصفة عامة فقال (صلى الله عليه وسلم): "إنَّ اللهَ يحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكم عملًا أنْ يُتقِنَه"، فقد تضمنت بعض آيات القرآن الكريم إشارات صريحة أو ضمنية إلى الصناعة وإتقانها، حيث يقول الحق سبحانه لسيدنا نوح (عليه السلام): "وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا"، ويقول الحق سبحانه في شأن داود (عليه السلام) : "وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ"، وسمى إحدى سور القرآن الكريم باسم (الحديد) وهي السورة الـ57 في ترتيب سور القرآن الكريم في المصحف الشريف وآياتها 29 آية، وفيها يقول الحق سبحانه: "وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ"، وقد تكرر ذكر الحديد في القرآن الكريم عدة مرات، مما يلفت أنظارنا إلى أهمية هذه الصناعة وما يشتق منها ويقوم عليها وإلى غيرها من سائر الصناعات.
وأكد وزير الأوقاف أهمية العناية بالصناعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر التي لا غنى عنها لقيام الصناعة الثقيلة، وكذلك أهمية العناية بالبحث العلمي بصفة عامة وفي مجال التكنولوجيا الصناعية الحديثة والمتطورة بصفة خاصة للإفادة القصوى من الإمكانات المتاحة.
وأشار إلى أهمية التدريب والتطوير المستمر بصفة عامة، وللأيدي الصناعية الماهرة بصفة خاصة، متمنيا للمؤتمر والقائمين عليه كل التوفيق ولمصرنا العزيزة كل تقدم وازدهار.