عودة لأخلاق الزمن الجميل.. علاقة زملاء العمل بين النجاح والتقدم والحقد والغيرة

عودة لأخلاق الزمن الجميل.. علاقة زملاء العمل بين النجاح والتقدم والحقد والغيرةصورة تعبيرية

أخلاق التعامل فى بيئة العمل تؤثر حتماً على النجاح والتقدم، ولكن للأسف لم تعد تلك العلاقات الجيدة التي كانت من قبل، فأصبحت بيئة العمل مليئة بالحقد والنميمة والكراهية والرغبة فى هدم الغير، والإيقاع بزملاء العمل، وحتى مع عدم الاستفادة من ذلك، وإيماناً من « أكتوبر - وبوابة دار المعارف» بأهمية عودة الأخلاق فيما بيننا، وتحديداً فى إطار العمل، كان لنا هذا التحقيق فى السطور التالية..

فى البداية، تقول الدكتورة إيمان عبد الله، استشاري العلاقات الأسرية والنفسية، إن بيئة العمل مليئة بالتحديات ومليئة بنماذج كثيرة ليست بالضرورة أن تشبهنا، فتضم العديد من العاملين من طبقات مختلفة ومن بيئات متعددة.

والتغيير السلبي الذي حدث لعلاقة الزملاء فيما بينهم له العديد من الأسباب السبب الأول هو فى الزميل نفسه فى شخصيته، حيث يكون لديه علة ويكون فى الأغلب حاقد يريد هدم زملائه حسود وغيور، فالعلة تكون لدى هذا الشخص وليس الشخص المتضرر ويحدث ذلك بدون اي مبررات تدفعه لذلك، والسبب الثاني هو تصرف الإنسان نفسه المتضرر فى تصرفاته غير المدروسة والتي توقعه فى الغلط.

الطاقة السلبية فى بيئة العمل:

وأوضحت الدكتورة إيمان عبد الله أنه من الممكن أن تكون بيئة العمل بيئة ضاغطة تجعل طاقته فى هذا المكان طاقة سلبية، وبالتالي البيئة نفسها تجعل العاملين مهيئين نفسيا للتصرفات السلبية، لافتة إلى أن تميز البعض فى العمل وتحدثهم عن انجازاتهم والتحدث عن النجاح باستمرار يجعل بعض الزملاء حاقدين على الناجحين والمتميزين فى العمل لأن الناجح يكون لديه من القدرات والمميزات غير الموجودة لدى كثيرين.

أيضا يمكن أن يكون لديك أخطاء ولا تعترف بها وبالتالي تجد المحيطين متجنبين التحدث معك أو التعامل معك، من الممكن أن يكون لديك خطأ وتصر أنه ليس لديك أي خطأ ولا تحاول أن تعدل من أخطاءك. من هنا أنه ليس بالضرورة العيب فى الزميل الحاقد ولكن يمكن أن يكون العيب فى الشخص نفسه المتضرر أيضا.

ويجب للتغلب على مشاكل العمل أن يكون لدينا سياسة التقبل.

مراعاة الآداب العامة فى التعاملات:

و فى السياق ذاته، أوضحت الدكتورة منى داوود، أخصائي نفسي وأسري، أن العلاقات الناجحة فى مجال العمل تربط بين البشر فالاحترام هو سيد الموقف، وتقتضي الفطرة السليمة مراعاة الآداب العامة فى التعاملات.

وأكدت أن مفهوم الزمالة بين الرجل والمرأة مبني على المهنية والود والاحترام ، وللمجال الوظي فى والعمل قواعد وأخلاق كثيرة يجب أن يتحلى بها الأفراد ، بأن تكون شخصا لائقا فى تصرفاتك ليس مرتبطا بزمان أو مكان لكنها طبيعة يجب أن تتحلى بها فى كل الأوقات.

وأشارت إلى أنه يجب عند توجيه الكلام ومخاطبة زميل العمل يجب أن يكون الكلام المسمى الوظي فى وعدم مناداة الزميل باسمه كما يجب أن يكون الحوار مهذبا ولبقا ولائقا ، ومحاولة تجنب العبارات المسيئة حتى ولو كان على سبيل المزاح ، ويجب عدم الدخول فى جلسات النميمة والغيبة والمحافظة على الحدود والمسافات بين الرجل والمرأة وبين زملاء العمل جميعا ، و الفصل دائما بين الحياة الشخصية والعمل وتجنب الأحاديث الجانبية، ويجب أن يبتعد الرجل عن الحديث عن المشاكل الشخصية مع زوجته، فى العمل، فهي من الأمور الخاطئة التي يقع فيها بعض الرجال.

وأكدت ضرورة التحلي بالصبر والهدوء وقت حدوث مشكلة وعدم الانفعال بصوت مرتفع حتى لا نثير أي شائعات أو القيل والقال داخل العمل فلا أحد يرضى على نفسه أن تصبح سيرة حياته أو أخباره الشخصية حديث العمل وعلى وكل الألسن مع ضرورة عدم تفسير اللطف والود بالإعجاب ، ومحاولة تجنب التحديق الذي قد يعتبر تحرشا فى بعض الأحيان.

ومن جانبها، أوضحت الدكتورة ريهام عبد الرحمن، استشاري أسرى واجتماعي، أن المنافسة الشريفة ترفع قيمة الإنسان وإنتاجيته داخل العمل، ف الإنسان يتعلم مهارة التنافس من خلال الأسرة الواعية، التي تقوم بتعزيز ذلك السلوك الإيجابي بشخصيته منذ الطفولة، وهناك أيضا الأسرة التي تغرس السلوك السلبي للمنافسة غير الشريفة من خلال المقارنة السلبية وممارسة جلد الذات على نفسية الإنسان منذ الصغر.

أسباب انهيار العلاقات الجيدة فى العمل

وأكدت أنه للأسف لم تعد بيئات العمل تقوم على التسامح والود وحسن المعاملة وذلك لعدة أسباب أهمها:

المنافسة اللئيمة من أجل الحفاظ على المنصب.

- حب الظهور والأنانية وعدم إتاحة الفرصة للمجتهدين من زملاء العمل فى التقدم.

- الضغوط النفسية الملقاة على عاتق الموظف سواء الضغوط المالية أو الأسرية، أو ضغوط العمل والأصدقاء.

- عدم وجود الاهتمامات المشتركة التي تعمل على بناء علاقات جيدة مع زملاء العمل، فالاهتمامات المشتركة تلغي الفوارق النفسية وتقرب وجهات النظر.

- أيضا ما يسمى بالموظف العصفورة وهو الموظف الذي ينقل أخبار زملائه للمدير، مما يتسبب فى نشر الفتن الشائعات.

- عدم فهم الأنماط الشخصية لزملاء العمل، كالشخصية المزاجية والمتقلبة والتي لا تتقبل النقد البناء وتتعامل مع الأمور بحساسية مفرطة.

- الغضب لأتفه الأسباب وانعدام المرونة فى التعامل مع الزملاء.

- أيضا زملاء العمل المحبطون، الذين يرفعون شعار « مهما فعلت.. لن تصل أبدا»، فهم يتعاملون بعدوانية مع زملائهم ولا يعترفون بأخطائهم ويحقرون من شأن الآخرين.

- حلول لإعادة الأخلاق فى العمل.

وأوضحت الدكتورة ريهام عبد الرحمن أن هناك العديد من الحلول من أهمها أن يتحلى الإنسان بالوعي الذاتي والثبات والانفعالي، وفهم احتياجات الآخرين ومساعدتهم، و الحزم فى التعامل مع المحبطين، و عودة الأخلاق الحميدة والدعوة إليها من خلال تكريم القدوات داخل العمل، و الاهتمام بالمناسبات الشخصية للزملاء وتقديم الهدية المناسبة، و حسن الإنصات والاستماع للزملاء، وتقدير الزملاء القدامى، والسؤال عنهم.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين

الاكثر قراءة

تسوق مع جوميا
إعلان آراك 2