قال السفير الألماني في سويسرا مايكل فلوجر، اليوم الاثنين، إن ألمانيا قد تعزف في المستقبل عن شراء ذخيرة سويسرية الصنع.
وأضاف الدبلوماسي الألماني،في مقابلة مع شبكة الإذاعة و التلفزيون السويسرية، قد لا تتزود ألمانيا بالذخيرة سويسرية الصنع من بعد الآن في حال ما إذا أبقت الكونفدرالية السويسرية على القواعد المنظمة لإعادة تصدير المعدات العسكرية سويسرية الصنع .
ولفت مايكل فلوجر إلى أن قرار برن بمنع ألمانيا من إعادة تصدير ذخيرة دبابات سويسرية الصنع تريد برلين إرسالها إلى أوكرانيا، للمساعدة في حماية صادرات الحبوب يعد قرار " غير مفهوم" بالنسبة لبلاده مضيفا قائلا: " ينبغي على سويسرا ، التي تحرص بشدة على حماية القانون الإنساني والقانون الدولي ، أن تتخذ خطوة للسماح للدول الراغبة في دعم أوكرانيا.
وردا على سؤال عن إمكانية توقف ألمانيا في المستقبل" عن التزود بمواد حربية سويسرية الصنع ، أشار السفير الألماني قائلا:" كل عملية شراء تكن مصحوبة بعملية توريد... قد نختار العرض غير المقترن بشروط كتلك التي تفرضها سويسرا".
وعلى خلفية المقترحات التي تم تقديمها للبرلمان السويسري لتغيير القانون ، ألمح السفير الألماني إلى أنه في حال تم تعديل هذه الأحكام ، لن يتم التطرق إلى هذه المسألة مجددا"، يشار إلى أن لجنة السياسة الأمنية التابعة لِمَجلس النواب (الغرفة السفلى من البرلمان الفدرالي) تبنت، بغالبية 14 صوتا مقابل 11 ، الأسبوع الماضي اقتراحا ومبادرة برلمانية تطالبان بالسماح لتغيير القانون من أجل السماح بإعادة تصدير مواد حربية في حالات معينة ، ولا سيما ل أوكرانيا .
وتضمن الاقتراح مادة تسمح بإلغاء تعهدات عدم إعادة التصدير التي يجب على الدول التي تشتري الأسلحة السويسرية التوقيع عليها "في الحالات التي يكون فيها هناك انتهاك للحظر الدولي على اللجوء إلى القوة".
وأبقى الاقتراح الباب مفتوحا أمام الحكومة السويسرية لوقف إعادة تصدير الأسلحة،في الحالات التي ي تفرض سويسرا المحايدة على الدول التي تشتري الأسلحة السويسرية الحصول على إذن مسبق من برن لإعادة تصديرها، ووفقًا للقانون السويسري يجب منع تصدير المعدات الحربية إذا كانت دولة المقصد متورطة في نزاع مسلح دولي.
وفي شهر أبريل الماضي اعترضت سويسرا على إعادة تصدير 12400 طلقة من الذخيرة السويسرية الصنع المستخدمة في 30 دبابة مضادة للطائرات من طراز جيبارد، سبق أن أرسلتها ألمانيا إلى أوكرانيا، كما رفضت برن في الصيف الماضي محاولة الدنمارك إمداد أوكرانيا 22 عربة مشاة من طراز "بيرانا_3" السويسرية الصنع.
وفي تخل عن ممارسات الماضي اعتمدت سويسرا عقوبات الاتحاد الأوروبي التي تهدف إلى معاقبة روسيا على غزو أوكرانيا، وهو توغل تصفه موسكو بأنه عملية عسكرية خاصة لنزع سلاح أوكرانيا و"تحريرها من النازية".
لكن الحياد السويسري يواجه أكبر اختبار له منذ عقود مع احتدام الجدل المحلي حول كيفية تفسير السياسة التي أبقت سويسرا ،خارج الحربين العالميتين خلال القرن العشرين،ومنذ أن بدأت العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا في 24 فبراير الماضى، تواصل الولايات المتحدة وحلفاؤها في "الناتو" توريد أسلحة بقيمة عشرات المليارات من الدولارات إلى نظام كييف، وأكدت موسكو مرارا أن إمداد الغرب ل أوكرانيا بالأسلحة لا يؤدي إلا إلى إطالة أمد الأزمة.