زيارة تاريخية

زيارة تاريخيةسعيد صلاح

الرأى30-1-2023 | 16:23

لا شك أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الهند – الزيارة الثالثة - كانت زيارة تاريخية، جاءت فى وقت وظروف دولية دقيقة للغاية، تتسم فى مجملها بحالة استقطاب دولي غريبة تحمل فى طياتها تبعات سلبية كثيرة على كل شعوب العالم ، وهو ما جعل مصر تتبع سياسة العلاقات المتعددة والمتوازنة، محتفظة لنفسها بموقف واضح ورؤية محددة تخدم فى الأساس مصالحها وتصون سيادتها واستقلال قرارها، وقد نجحت مصر خلال السنوات الماضية فى إقامة وتنويع علاقاتها وشراكاتها الاستراتيجية، شرقا وغربا وجنوبا.

وتعكس الدعوة التي تلقاها الرئيس السيسي، للمشاركة كضيف شرف خلال احتفالات الهند بيوم الجمهورية، الذي يتزامن مع مرور 75 عاما على العلاقات بين البلدين، مدى التقارب الكبير والتقدير المتبادل بين مصر والهند، فالرئيس كان ضيف الشرف الرئيسي للاحتفال فى حين كان فى آخر احتفالية للهند 11 رئيسًا، ولكن هذا العام اقتصرت على الرئيس السيسي فقط.

ويعكس هذا التكريم أيضا وجود رغبة سياسية قوية ومشتركة لاستمرار وتوطيد العلاقات بين البلدين ودفعها إلى مرحلة التعاون الاستراتيجي والتنسيق المتبادل فى مختلف القضايا والموضوعات، ويعكس أيضا رغبة هندية قوية وواضحة فى الاعتماد على مصر بما لها من ثقل سياسي واقتصادي.

أما الثقل السياسي فيعكسه الدور الإيجابي الذي تقوم به مصر فى إطار العمل على التسوية السياسية لمجمل الأزمات القائمة فى محيطها الإقليمي، فضلاً عن جهودها فى مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف وإرساء مبادئ وقيم قبول الآخر وحرية الاختيار والتسامح، و الهند تريد أن تدخل الشرق الأوسط وترغب فى طرح رؤيتها نحو العلاقات مع إفريقيا وتعتبر مصر دولة نافذة لها فى هذا الإطار بما يخدم مسارات العلاقات المشتركة،

أما الاقتصادي فيرجع لاعتبار مصر البوابة الكبرى للقارة الإفريقية، ف مصر ليست فقط سوقا يضم أكثر من ١٠٠ مليون نسمة، وإنما أكثر من ١,٣ مليار نسمة فى جميع الشرائح الاقتصادية لما لديها من اتفاقيات تجارة حرة مع أوروبا وإفريقيا والدول العربية،
فضلا عن أن ٢٠٠ مليار دولار من تجارة الهند مع أوروبا تمر من قناة السويس.

وقد أجريت خلال الزيارة التي استمرت 3 أيام ، مباحثات اقتصادية وسياسية وأمنية، وعسكرية مهد لها زيارة وفد عسكري هندي للقاهرة منذ عدة أشهر، إضافة إلى مناورات وتدريبات مشتركة فى نيودلهي وجرى توقيع اتفاقيات تجارية واستثمارات فى مجالات الطاقة والغذاء والأدوية والاتصالات والتكنولوجيا التى مهدت لها فى وقت سابق من هذا الشهر، زيارة وزير تكنولوجيا المعلومات المصري عمرو طلعت بنغالورو ونيودلهي وإجراء مناقشات مع شركات خاصة والأجهزة الحكومية بشأن الحملات الرقمية فى مصر ، وقد تم الاتفاق بين الرئيس السيسي و رئيس الوزراء الهندي ناريندا مودي والاتفاق على تطوير العلاقات إلى المستوى الاستراتيجي ورفع حجم التبادل التجاري إلى 12 مليار دولار فى الخمس سنوات المقبلة.

إن الاتجاه شرقا وتوطيد العلاقات مع الصين وروسيا و الهند يعطى ل مصر ميزة اتزان وتوازن كبير فى ظل الجو العام من الاستقطاب وهو ما يحرص عليه الرئيس السيسي منذ أن تولى المسئولية ونراه ينعكس بشكل إيجابى كبير على وضعنا المحلى والدولى.

حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن

أضف تعليق