أكد وكيل الأزهر الدكتور محمد الضويني، أن اللغات تشكل جسور التواصل والتلاقي بين الشعوب والمجتمعات، ومن خلالها يتم تبادل المعارف والثقافات والحضارات؛ ومن ثم فإن تعلمها من أسباب تكوين العقلية المفكرة، واكتساب المهارات الحياتية اللازمة، لملاحقة التطور المتسارع، ومواجهة تحديات العصر بفكر واع وعقل مستنير.
وأوضح وكيل الأزهر في تصريح صحفي اليوم الأربعاء أن حرص مؤسسة الأزهر الشريف على تعليم أبنائها اللغات المختلفة يأتي من إيمانها العميق بأن الشعوب الواعية عليها أن تعمل بجد حتى تُنمي لدى أبنائها ثقافة الحرص على الإلمام بأكثر من لغة، وهو ما أكدته رؤية مصر 2030، التي جاءت لتعكس الخطة الاستراتيجية طويلة المدى للدولة المصرية وقيادتها الرشيدة لتحقيق مبادئ التنمية المستدامة وأهدافها، والتي انطلق من خلالها الأزهر الشريف لعقد شراكة مع المجلس الثقافي البريطاني لتنمية اللغة الإنجليزية لدى أبنائه من المُعلمين والطلاب.
جاء ذلك خلال حفل تكريم نظمه قطاع المعاهد الأزهرية، اليوم الأربعاء، لتكريم الطلاب المتفوقين في مسابقة "نحلة الأزهر للتهجي"، لتعلم اللغة الإنجليزية، بحضور السفير جوناثان كوهين، سفير الولايات المتحدة الأمريكية بالقاهرة، وأيمن عبد الغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية ولفيف من قيادات وعلماء وطلاب الأزهر الشريف، وممثلي السفارة الأمريكية بالقاهرة.
وأعرب الضويني، عن سعادته بهذا الحفل الراقي.. مشيرا إلى أنه ثمرة طيبة لجهود كبيرة، وعقول مبدعة شاركت بهمة عالية في هذه المسابقة، متمنيا أن تكون هذه المسابقة بداية لمشهد نبوغ فكري وعلمي لكل من شارك فيها من أبناء وبنات طلاب العلم بالأزهر الشريف.
وقال الضويني إن مشاركة ما يقارب مليون طالب أزهري على مستوى جميع المراحل التعليمية دليل على أن الطالب الأزهري قادر على خوض غمار أي مسابقة فكرية، وبشارة بأن التعليم الأزهري متين ومواكب للعصر وقادر على التطور المستمر، موضحا أن الأزهر الشريف مؤسسة تعليمية دعوية دورها الأساسي الحفاظ على القرآن الكريم واللغة العربية ولكن تعلم اللغات الأخرى لا يتعارض أبدا مع دوره وإنما هو استكمال مسيرة نهضة التعليم فيه.
وأشار إلى أن تعلم اللغات الأجنبية ليس من قبيل الجائز شرعا فحسب، بل قد يصل إلى حد الوجوب إذا احتاج إليها المسلمون، موضحا أن تعزيز قدرة طلاب الأزهر على تعلم اللغة الإنجليزية وتمكينهم من فهمها ونطقها كما ينطقها أهلها؛ ينعكس أثره على الطلاب ومن ثم على المجتمع؛ ما سيكون له أعظم الأثر على الطلاب ليكونوا خير سفراء للأزهر، مختتما كلمته بمقولة لفضيلة الإمام الأكبر، عن دراسة اللغات قال فيها: «إن دراسة اللغة لا تقتصر على اكتساب مهارات الكتابة والمحادثة والاستماع، ولكنها دراسة لكل ما تحمله الثقافات والحضارات من قيم، والتعرف على تاريخ الأمم، وإحدى وسائل إحلال ثقافة السلام والتعارف محل الكراهية والتوتر والتعصب».