الرئيس الصيني: نتطلع إلى فترة جديدة من التعاون مع العم سام
الرئيس الصيني: نتطلع إلى فترة جديدة من التعاون مع العم سام
أكد الرئيس الصيني شى جين بينغ أن كلا من الصين والولايات المتحدة يتطلعان إلى حقبة جديدة من التعاون والتنمية والبناء وذلك خلال لقاءه اليوم الأحد في قاعة الشعب الكبرى ببكين مع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في اليوم الأخير لأول زيارة له للعاصمة الصينية.
وأعرب شي عن تأييده لما ردده تيلرسون من قبل حول أن العلاقات بين البلدين لا يمكن ألا أن تكون ودية، مشيرا إلى التواصل الذي تم بينه وبين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عدة مرات خلال الفترة الماضية من خلال المكالمات الهاتفية والرسائل المتبادلة.
ومن جانبه اكد تيلرسون انه من خلال المزيد من الحوار يمكن للطرفين تحقيق تفاهم اكبر من شأنه أن يعزز من العلاقات الصينية الأمريكية ومن التعاون المشترك في المستقبل.
كان وزير الخارجية الصيني وانغ يي التقى مع نظيره الأمريكي تيلرسون أمس واصفا زيارته لبكين بالخطوة الهامة بالنسبة للاتصالات الوثيقة الجارية حاليا للترتيب للقاء قمة ناجحة ومثمرة بين رئيسى البلدين وللتنسيق للتبادلات على المستويات الأخرى.
واتفق الوزيران على مواصلة تعزيز التواصل والتعاون بشأن القضايا الساخنة مثل القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية وأفغانستان وسوريا، وكذا على السعي لحل أي قضايا أو خلافات والحفاظ على الاتصال والتنسيق الوثيق في إطار الآليات متعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة ، ومجموعة العشرين ومنظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (ابيك).
وقال وانغ في تصريحات أدلى بها للصحفيين عقب لقاءه مع تيلرسون أن العلاقات بين الصين والولايات المتحدة تتحرك وتتطور في اتجاه إيجابي بفضل الجهود المشتركة من الجانبين منوها بالمحادثة الهاتفية التي كان اجراها قادة البلدين في الشهر الماضي والتي ساهمت في وضع الأساس لتطوير العلاقات.
وأشار إلى أن هناك بعض الاختلافات في وجهات النظر بين بكين وواشنطن مشيرا إلى أن هذا شئ طبيعي، ومؤكدا على انه يجب التعامل مع القضايا الحساسة والخلافات بطريقة بناءة.
وقال أن البلدين سيجريان حوارا رفيع المستوى ويقومان بتعزيز التعاون على الأصعدة الدبلوماسية والأمنية والاقتصادية والتجارية وفى مجموعة واسعة من المجالات من ضمنها إنفاذ القانون والتبادلات الشعبية، مشيرا إلى أن جوهر العلاقات الاقتصادية والتجارية الصينية الأمريكية هو المنفعة المتبادلة.
وشدد على أهمية العلاقات الثنائية وعلى ضرورة الحفاظ على التنمية الصحية والمستقرة لتلك العلاقات لان هذا يتفق تماما مع المصالح الأساسية للشعبين ويصب في مصلحة المجتمع الدولي.
كما اكد أن هناك اتفاق بين الجانبين على الحاجة لمواصلة تعزيز الاتصالات، وتوسيع التعاون، وتعزيز الثقة المتبادلة سعيا وراء تحقيق تقدم أكبر في العلاقات والتي يجب أن تقوم على أساس الالتزام بمبادئ عدم الصراع، والاحترام، والتعاون المتبادل والفوز المشترك لشعبي البلدين وشعوب العالم كافة.
كما جدد التأكيد على موقف الصين من القضية النووية الكورية وعلى تمسكها بنزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية داعيا إلى اللجوء للحوار والمفاوضات لحل المشكلة من أجل تجنب حدوث المزيد من التدهور في الأوضاع وسعيا وراء الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليمي. واكد أن جزء كبير من المشكلة يكمن في الخلافات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة داعيا إلى التزام جانب الحكمة والهدوء ومؤكدا ضرورة استئناف المحادثات وايجاد حل سياسي سلمى من خلال الحوار الدبلوماسي.
وكان وانغ اكد خلال محادثاته مع تيلرسون قبل عقدهما للمؤتمر الصحفى على انه ينبغي أن يركز الجانبان على التعاون فى شتى المجالات وأوضح موقف الصين المبدئي بشأن عدد من القضايا الهامة مثل تايوان وبحر الصين الجنوبي، مؤكدا انه يتعين على الجانبين احترام المصالح الجوهرية والمخاوف الرئيسية لكل منهما والتعامل بالشكل المناسب مع القضايا الحساسة ومنع الوضع الشامل للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة من أن تتأثر دون داع.
ومن جانبه نوه تيلرسون بالإنجازات الكبيرة التي تم تحقيقها منذ اقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل نحو 40 عاما.
وقال انه وفى ظل الأوضاع الدولية المتغيرة، فإن هناك حاجة لتحقيق تعاون أوثق بين البلدين، معربا عن استعداد واشنطن للعمل مع بكين لاستكشاف المزيد من مجالات التعاون القائم على عدم الصراع، وعلى الاحترام المتبادل والفوز المشترك. كما اكد على تمسك واشنطن بسياسة "الصين الواحدة" وعلى أهمية التعاون بشكل وثيق مع الصينيين في مختلف المجالات مثل المجالات الأمنية والدبلوماسية وحيال تنسيق سياسات الاقتصاد الكلي، وكذا في إنفاذ القانون والمجالات الاجتماعية والإنسانية.
وتبادل الجانبان وجهات النظر حول الوضع الراهن في شبه الجزيرة الكورية وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وأكد وانغ يي معارضة الصين لنشر الولايات المتحدة للدرع الصاروخي "ثاد" في كوريا الجنوبية.
كما التقى وزير الخارجية الأمريكي امس أيضا مع عضو مجلس الدولة الصيني (مجلس الوزراء) يانغ جيه تشي الذي اكد على أهمية الحفاظ على النمو الصحي والمستقر للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة والتعاون البناء على المدى الطويل لما لهذا من انعكاس جيد على المصالح المشتركة لكلا الجانبين والمجتمع الدولي.
وحث البلدين على السعي لتعميق التعاون في مختلف المجالات سواء الدبلوماسية أو التجارية والاقتصادية أو العسكرية أو الإنسانية أو القانونية كما دعا إلى التعامل مع القضايا الحساسة بطريقة مناسبة واحترام المصالح الجوهرية لكل منهما والاستمرار في تعزيز الاتصالات والتنسيق حول القضايا الدولية والإقليمية الهامة وتقديم المزيد من الإسهامات في الحفاظ على السلام والاستقرار والازدهار الإقليمي والعالمي.