ترامب فى الكتاب الجديد للمدير السابق لـ «أف بي آي»: «لديه هوساً بتفاصيل غير لائقة تتعلق بشخصه»

كتب: عاطف عبد الغنى

   كذاب بالفطرة وأناني ويستخدم أساليب المافيا، هذه بعض الأوصاف التى يتضمنها كتاب المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (أف بي آي)، جيمس كومي  الذى سيصدر خلال أيام قليلة، ويعكس فى صفحاته صورة بشعة عن ترامب، تجعل من تصرفاته شخصا أقرب ما يكون لأشخاص عصابات المافيا وليس رئيس دولة

قيل أن هذا الكتاب المنتظر كان سببا من أسباب العدوان الثلاثى الذى وقع على دمشق فجر الأمس السبت، وقد تحمس له ترامب ونفذ الضربة ليصرف النظر عن مصائبه فى الداخل الأمريكى.

الكتاب الفاضح الجديد لترامب يأتى بعد مدة وجيزة (شهور قليلة) من صدور كتاب "نار وغضب" ، ويحمل كتاب كومى الجديد عنوان: "الولاء الأعلى.. الحقيقة والأكاذيب والقيادة"، ومن المتوقع أن يثير جدلاً أكبر مما أثاره "نار وغضب" لأسباب عدة، أولها المكانة الوظيفية السابقة لمؤلف الكتاب جيمس كومى، فمن هو هذا الـ "كومى" ؟!

من هو؟

هو واحد من أبرز السياسيين الأمريكيين، بدأ حياته المهنية محامياً، ثم عمل في مكتب الادعاء، وسرعان ما اختاره الرئيس السابق باراك أوباما مديراً لمكتب التحقيقات الفيدرالي في العام 2013، لكن شهرته الحقيقية جاءت مع فتحه ملف التحقيقات فى الرسائل الإلكترونية للمرشحة هيلاري كلينتون قبيل الانتخابات الرئاسية، ويرى كثيرون، ومنهم أعضاء الحزب الديمقراطى (حزب كلينتون)، أن قرار كومي كان السبب الرئيس لخسارة الأخيرة الانتخابات الأمريكية.

وصدر كومى كتابه هذا بعد حوالى عام من طرد ترامب له بشكل مفاجئ، وكان ذلك في شهر مايو الماضي، بحجة أنه غير قادر على "قيادة المكتب بشكل فعال". وكان كومي يقود التحقيقات المتعلقة بالروابط المحتملة بين حملة ترامب ومسؤولين روس، وأرسل له ترامب رسالة مختصرة قال له فيها: : "أخبرتنى في مناسبات ثلاثة أنني لن أصبح موضع تحقيق، وأنا أقدر ذلك، إلا أنني أرى أنك غير قادر على قيادة المكتب بشكل فعال"، ووأصدر قرارا بإنها خدمته فى الـ "أف بى أى".

حصلت على نسخة

واستطاعت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن تحصل على نسخة من الكتاب (الذى لم يصدر بشكل رسمى حتى الآن) وقالت الصحيفة أن النسخة التى حصلت عليها تقع في 304 صفحة، وأنها وجدتها عند بائع كتب في نيويورك.

وأضافت صحيفة الجارديان البريطانية على موقعها تصف الكتاب، بإن كل صفحة من صفحاته تنقل صورة بشعة عن ترامب، وتجعل تصرفاته أقرب لأساليب المافيا منها لأساليب رئيس دولة.

وبحسب الجارديان، فأن كومي يصف رئاسة ترامب بأنها أشبه بحرائق الغابات، وكرّر استخدم مصطلحات متعلقة بعالم المافيا لوصف الأساليب التي يقوم بها ترامب، خصوصاً في ما يتعلق برغبته في إنشاء فريق لديه ولاء مطلق له.

مهووس

فى حين كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن كومي وصف ترامب فى الكتاب بأن لديه هوساً بتفاصيل غير لائقة تتعلق بشخصه، ورأى أن زعامة ترامب تستند إلى الغرور فقط.

وأضافت الصحيفة أن كومي كشف تفاصيل تتعلق باجتماعاته مع ترامب، فيما يتصل بالتعامل مع ملف قضية استخدام هيلاري كلينتون بريداً إلكترونياً خاصاً في مراسلاتها المهنية عندما كانت وزيرة للخارجية، قبل انتخابات العام 2016.

وأوضح الكتاب أن ترامب سعى لطمس الخط الفاصل بين تطبيق القانون والسياسة، وحاول الضغط عليه بشأن تحقيقه في ملف روسيا والانتخابات.

 ويصف كومى في كتابه رحلته الأولى إلى برج ترامب في يناير 2017، لإطلاع الرئيس المنتخب (قبل أن ينتقل إلى البيت البيض) على ملف يتناول علاقاته بروسيا، وهو ملف أنجزه الجاسوس البريطاني السابق كريستوفر ستيل، وطلب منه وقتذاك تدمير المعلومات التي جمعها الجاسوس البريطاني في ملف، لأنها تضرّ به، وحتى لا تأخذها زوجته ميلانيا على محمل الجد.

ويحكى كومى أيضا فى كتابه كيف طلب منه ترامب طلب منه التحقيق في معلومات تناثرت تفيد أنه كان بصحبة عاملات جنس روسيات في أحد فنادق موسكو في العام 2013، وفى موضع آخر فى الكتاب أكد كومى أن ترامب حكى له عن علاقاته مع عاملات جنس تبوّلت بعضهن على بعض حين طلب منهن ذلك، مما جعله يتخذ منهن موقفاً بسبب خوفه من الجراثيم، بحسب قوله.

ويختم كومى كتابه بالقول إن "بلدنا يدفع ثمناً باهظاً لانتخابات 2016"، حيث وصل إلى حكم أمريكا رئيسا غير أخلاقي، وغير ملتزم بالصدق والقيم، "كاذباً" و"أنانياً" ولا يبحث إلا عن أناس "لديهم ولاء مطلق له".