أزمة أغلى مكان "عشوائى" فى مصر.. مثلث ماسبيرو بين مواطن يطلب الترضية.. ومستثمر طامع.. وحكومة تبحث عن المظهر اللائق

[gallery type="slideshow" columns="1" size="large" ids="13322,13323"]

كتب: عمرو عادل

 تطوير منطقة مثلث ماسبيرو ما زال يمثل أزمة قائمة للحكومات المتعاقبة، والأهالي القاطنين فى المثلث لفترة تزيد على 17 عاما , تغيرت فيها حكومات ومحافظين ووجوه مسئولين كثر.

 ومساحة مثلث "الأزمة" لا تزيد على 47 فدانا يعيش عليها حوالي 40 ألف مواطن ويعاني أهلها الإهمال الشديد، والفقر، والعشوائية في البناء هلى الرغم من الموقع شديد التميز الذى يعيشون فيه، حيث يقع في قلب القاهرة بجوار كورنيش النيل على بعد خطوات من أغلب فنادق وسط القاهرة ذات الخمس نجوم كما أنها تقع في شمال ميدان التحرير وتطوق بالإعلانات الضخمة من الجنوب مما جعل الاهالي القاطنين هناك يشعرون بان ارضهم تعتبر ثروة يطمع فيها الكثيرون من رجال الاعمال والحكومات وسيتربحون منها مبالغ طائلة فضلا عن ارتباط الكثير منهم بتلك المنطقة لانهم تربوا وعاشوا هناك و أعمالهم وارزاقهم منها لذا فهم لم يقوموا باخلائها بثمن بخس ويبحثون دائما في الوعود والمقترحات المطروحة عليهم عن الترضية المناسبة لهم.

أما بالنسبة للحكومة والمحافظة فالمثلث يمثل منطقة عشوائية خطرة على سكانها تفتقر الى الخدمات نظرا لصعوبة توصيلها إليها، وأهلها يعانون الفقر وسوء الحال ووجودها في قلب العاصمة جعلها في حيز الاهتمام، والسعى الدائم لتظهر بالشكل الجمالي اللائق بعاصمة مصر.

 وفى الآونة الأخيرة، وخاصة بعد ثورة يناير بدا أن تلك الازمة في طريقها للحل، ومغ حكومة م.إبراهيم محلب جرت أعمال حصر لسكنى المنطقة، والمستحقين للتعويض، وتم ترويج أن الحكومة تعتزم بناء 3 عمارات على أرض منطقة "وابور الثلج" المتاخم لمثلث ماسبيرو لتنقل أهالى المثلث إليها وتستثمر المنطقة بمعرفتها.

وأحدث مستجدات الملف هو ما قامت به محافظة القاهرة مؤخرا بالتعاون مع وزارة الاسكان  من تنظيم مؤتمرا جماهيريا لعرض بدائل تطوير منطقة مثلث ماسبيرو على الأهالى، والمؤتمر جاء تحت عنوان" تطوير منطقة ماسبيرو .. تطوير حياة".

الخيارات الخمسة للأهالى

وكما قال محمد أيمن نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية والشمالية لـ "دار المعارف" إنه فى هذا المؤتمر تم عرض 5 خيارات على أهالي المثلث، أولها هو التعويض بوحدة سكنية بنظام الإيجار في المنطقة بعد التطوير، ويدفع بموجبه الشاغل إيجارا شهريا، ويورث العقد مرة واحدة ولا يسمح للتصرف في الشقة سواء بالايجار، أو بالبيع، وإلا تسحب منة الشقة.

والخيار الثاني هو التعويض بوحدة بنظام الإيجار التمليكي في المنطقة بعد التطوير وهنا يتم دفع إيجار شهري ينتهي بتمليك الوحدة بعد 30 سنة، وأيضا لا يسمح بالتصرف في الشقة سواء بالإيجار او البيع، وإلا تسحب الوحدة.

 والخيار الثالث هو التعويض بوحدة تمليك في المنطقة بعد التطوير يسدد الشاغل جزء من ثمنها على أقساط لمدة 30 سنة، و يحق له بيعها بعد سداد كامل الأقساط.

والخيار الرابع هو التعويض النقدي.

 والخيار الخامس، و الأخير هو التعويض بوحدة بنظام الإيجار التمليكي في حي الأسمرات بالإضافة إلي تعوض يصل لـ 75 ألف جنيه حسب مساحة الشقة.

وأشار نائب محافظ القاهرة أنه قام مؤخرا بجولة مع عدد كبير جدا من أهالي المنطقة زاروا فيها  حي الأسمرات وشعر الكثير منهم بالرضى عما رأوه.

 ولفت أيمن إلى أن المشروع سوف يستغرق نحو أربعة أو خمس سنوات حيث يتضمن تطوير المنطقة بالكامل، بحيث تليق بالعاصمة القاهرة مشيرا إلى أن منطقة المثلث سيكون بها خدمات سياحية، ومناطق تجارية، بما يعني أنها سوف تكون منطقة متعددة الأغراض.

الاتفاق النهائى

وحول تفاصيل الاتفاق النهائى الذى توصلت إليه المحافظة مع الملاك بالمنطقة قال نائب المحافظ إنه تم التوصل لاتفاق مع الملاك على أن تحصل الدولة على 40% من أراضيهم لبناء وحدات عليها للأهالى مقابل منحهم الفرصة والحق فى البناء أو الاستثمار داخل المنطقة.

 وبالنسبة للأهالى تم التوصل إلى الحلول الخمسة التى عرضناها سابقا،، ليختاروا منها الحل الأمثل لهم لافتًا إلى أن دور المحافظة بالتعاون مع وزارة الاسكان سوف يقتصر فقط على بناء وحدات للأهالى، أما الملاك فستكون لهم الحرية فى بيع أو استثمار أراضيهم كما يشاءون مع الالتزام بالمخطط العام للمشروع.

ومن أمس السبت 18/3 بدأ توزيع استمارات رغبات المواطنين للبديل المناسب على أهالى مثلث ماسبيرو اعتبارا من الشهر المقبل، تمهيدا لبدء عمليات التطوير خلال 3 شهور من الآن.

نائب الدائرة والأهالى

وفى ذات السياق قال محمد المسعود نائب دائرة بولاق أبوالعلا وقصر النيل إن أزمة مثلث ماسبيرو قائمة منذ فترة طويلة وإنه يولي اهتماما كبيرا بها، مضيفا أنه غير راضي عن إجراءات الحكومة، ومؤكدا أنه قدم أكثر من طلب إحاطة وبيان ولم يتلقى أي رد من الحكومة أو المحافظة أو صندوق تطوير العشوائيات.

وأكد المسعود أنه يقف في ظهر أهالي مثلث ماسبيرو ولن يتخلى عنهم لافتا إلى أنه قاطع مؤتمر نائب المحافظ المخصص لإيجاد حلول بديلة قائلا : " مينفعش مواطن كان بيدفع 15 جنيه، يروح مكان بعيد ويدفع 500 جنيه، وما يحدث للسكان في ظاهره تعويض وفي باطنه تهجير للاهالي " .

وتابع المسعود أنه من خلال المجلس سوف يجد حلولا توافقية ترضي الجميع وطالب الحكومة بتوفيق أوضاع السكان ومراعاة ظروفهم مشيرا إلى أن الدولة عليها الانحياز لصالح المواطن، والمستثمرون سوف يحققون مكاسب هائلة لذلك الحكومة عليها تعويض الأهالي بشكل كافي.

الأهالى

ما عرضته الدولة ممثلة فى محافظة القاهرة و وزارة الإسكان و وصندوق تطوير العشوائيات لم يلق قبولا كبيرا من الأهالى، ومن هؤلاء نشأت كفافى أحد الملاك فى المنطقة، وقال لـ "دار المعارف" إن الأهالي يرفضون الرغبات الموجودة بالاستمارة لبعد المناطق المقترحة وارتفاع أسعارها.

وأضاف أن التعويض الحكومي الذى يمثل 45 ألف جنيه للغرفة غير عادل والحصول على شقة بمساحة 50 مترا بتكلفة 600 ألف جنيه شرطا تعجيزيا لأن جميع الأهالى غير قادرين على دفع هذا المبلغ.

وأوضح أنه على سبيل المثال يمتلك شقة فى المثلث مساحتها 100 متر بها 3 غرف، ويرغب البقاء فى المنطقة، ويمتلك محل أسماك بالمنطقة هو مصدر رزقه الوحيد ولا يمكن تركه نهائيا حتى وإن حصل على مسكن بديل بمنطقة أخرى أو تعويض مادى.

واقترح أن تقوم الدولة بإنشاء عمارتين لأهالى ماسبيرو بعيدا عن المشاريع التى يرغبون في إنشائها بالمنطقة دون طرد السكان من موطنهم الأصلى.

وقال على محمود من سكان المنطقة  "الحكومة بتضحك علينا" وأضاف أن الذين حصلوا على شقة تمليك مساحة 60 متر في حي الاسمرات يدفعون 300 جنيه شهريا،وفى المقابل الحصول على شقة تمليك في مثلث ماسبيرو و بنفس المساحة 60 متر مقابل 1600 جنيه أو 2850 جنيه، لماذا؟!    المسؤولون قالو لنا (الكلام لمحمود) إن هذه هي تكلفة الانشاء، و السؤال لماذا اختلفت تكلفة الانشاء من الأسمرات إلي ماسبيرو، فتكلفة الإنشاء في ماسبيرو 360 ألف أو 600 ألف جنيه، و تكلفة الإنشاء في الأسمرات 100 ألف جنيه فقط.