كشفت دراسة بحثية أمريكية عن تطوير تقنيات الذكاء الصناعى لتسريع عملية التوصل إلى مركبات كيميائية يمكن استخدامها فى تصنيع علاج للإدمان من المواد المخدرة وخاصة خلال فترات التعافى التى تتطلب اللجوء لبعض المواد المخدرة لتقليل الأعراض المصاحبة.
وذكرت الدراسة التى نشرت اليوم فى مجلة "ساينس نيوز"، أن إدمان المواد المخدرة ينشط ما يسمى بالمستقبلات الأفيونية الموجودة فى الدماغ والنخاع الشوكى والأمعاء والتى تسبب الشعور بالألم للإنسان، مشيرة إلى أن تحفيز هذه المستقبلات عن طريق المواد المخدرة كالأفيون والهيروين والمورفين وغيرها ويزداد الحاجة إليها مع استمرار تناولها ويؤدى ذلك على اعتماد الجسم عليها وتناقص فاعلية أجهزة الجسم وفى النهاية يؤدى للوفاة.
ونقلت الدراسة عن الباحثة ليزلى استرادا، المشاركة فى الدراسة والباحثة بكلية الطب بجامعة مونت سيناى بمدينة نيوريوك، أنه باستخدام تقنيات الذكاء الصناعى يمكن تسريع عملية التوصل للمركبات الكيميائية الضرورية التى تعمل على عرقلة المستقبلات الأفيونية بخلايا الجسم ومن ثم يقلل الاعتماد على المواد المخدرة خلال فترة انحسار أعراض الإدمان.
وأشارت إلى أنه بتعطيل المستقبلات الأفيونية يمكن العمل على تقليل أعراض الانسحاب خلال التعافى من الإدمان ومن بينها الشعور بالألم والتى يصعب السيطرة عليها لدى المرضى، موضحة أن عملية التوصل لمركب كيميائى لهذا الغرض عملية مركبة وصعبة وأنه تم اختبارها على نماذج حيوانية.
وأضافت الباحثة استرادا أنه باستخدام الذكاء الصناعى الذى يمكنه تلقى كميات ضخمة من البيانات والتوصل لأنماط محددة من خلالها، فإنه يمكن تسريع عملية التوصل لمركب كيميائى وأن الفريق البحثى قام بالفعل بالتوصل لعدة مركبات لها خصائص مبشرة ويمكن اختبارها فى القريب العاجل.