العمل العربي المشترك بات أولوية حتمية لصمود الدول العربية أمام الأزمات والتحديات المشتركة والناتجة عن الصراع الدولي القائم بين الدول الكبرى، فلا سبيل أمام المجتمعات العربية سوى التكاتف وإعلاء قيم العروبة والإخاء للدفاع عن الأمن القومي العربي حفاظا على استقرار الدول العربية وحجز مكان لها فى العالم الجديد.
لا أحد يستطيع أن يغفل أن هناك نظاما عالميا جديدا يتشكل نتاج الصراع الدولي القائم الآن، ورغم أن ملامح العالم الجديد ربما ستتضح بعد عقد أو عقدين من الزمان إلا أن علينا كعرب أن نعمل سويا لحجز مكان يليق ومكانة الدول العربية، فالمضي نحو نظام عالمي متعدد الأقطاب، يجب أن يكون أمرا محفزا للكتلة العربية للعمل حتى تصبح أحد تلك الأقطاب، خاصة أن إمكانيات تلك الدول الاقتصادية والسياسية وأيضا الجوسياسية تؤهلها لحجز مكان متميز كقطب عالمي قادر على الدفاع عن مصالحه وحماية مقدرات شعوبه وأحداث طفرات اقتصادية تنقل الدول العربية لمصاف الدول الصاعدة والمتقدمة.
هذا ليست أحلاما طموحة ولكنه مستقبل يمكن أن يتحقق بالتعاون ووحدة الصف العربي وارتكاز الدول العربية على بعضها البعض للمضي نحو تحقيق هذا الهدف وإنجاز سوق عربية مشتركة والمضي نحو تعميق الشركات بين أبناء الضاد، وحدة صف تحتاج إلى ايقاظ الوعي الجمعي العربي لإدراك أهمية التصدي للشائعات والاكاذيب، التي تستهدف شق الصف وإثارة الفتن بين الأشقاء، فهناك من لا يريد للعرب مكانا مميزا فى العالم الجديد، لهذا يعمل لإثارة الفرقة والفتنة لإضعاف الصف العربي، وهو ما يستوجب منا جميعا كعرب اليقظة وعدم الاستجابة لأحاديث العالم الافتراضي الجوفاء والمضي نحو تعزيز وحدة الصف العربي لنمضي معا نحو مستقبل أفضل، حيث إن الفرصة الآن متاحة فى ظل عمل عربي مشترك يشهد زخما كبيرا يمهد للوصول للهدف المنشود والمرهون بوعي الشعوب العربية وإدراك أهمية المرحلة الراهنة والتي تعد مرحلة مفصلية وفارقة فى مستقبل الدول العربية.