أيام صيام شهر شعبان.. لا يفوتك الصوم في هذه الأيام

أيام صيام شهر شعبان.. لا يفوتك الصوم في هذه الأيامصيام شهر شعبان

الدين والحياة20-2-2023 | 19:05

الصيام في شهر شعبان مُستحَبٌّ؛ إذ كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يصومه، ويحرص على ذلك، وقال بعض العلماء، كأبي داود، والنسائيّ إنّه صامه كاملًا، وقال آخرون، كالحافظ، وابن باز إنّه صامه كلّه إلّا قليلًا منه.

الحِكمة في إكثار النبيّ من صيام شعبان، ذهب بعض العلماء، كابن بطّال إلى أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- إنّما كان يُكثر من صيام شهر شعبان؛ لانشغاله بسبب سفره، أو نحوه عن صيام الأيّام الثلاثة من كلّ شهر؛ فيصوم الأيّام التي فاتَته كلّها في شعبان، وقِيل إنّ صيامه شعبان كان تعظيمًا لرمضان، وقِيل إنّه كان يصوم مع زوجاته اللاتي كُنَّ يقضين ما عليهنَّ من رمضان في شعبان، وفي صومه -عليه الصلاة والسلام- تنبيهٌ للناس إلى فَضل شعبان؛ حتى لا يغفلوا عنه؛ لأنّه يأتي بين رجب، ورمضان، كما أنّ الأعمال تُرفَع في شعبان، فيُرافق عَرْضها على الله صيام العبد، وفي صيام شعبان تدريبٌ للنَّفس، وإعدادٌ لها لصيام رمضان.

فضل شهر شعبان
شهر شعبان هو الشهر الثامن من شهور السنة الهجرية، حيث يأتي بعد شهر رجب وقبل رمضان، وكان شهر شعبان من أحب وأفضل الشهور عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، مصداقًا لما رُوي عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (كانَ أحبَّ الشُّهورِ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ أن يَصومَهُ: شعبانُ، ثمَّ يصلُهُ برمضانَ).

وكان الصحابة -رضي الله عنهم- يستعدون لاستقبال رمضان في ذلك الشهر المبارك، ويتسابقون خلاله بالطاعات، فتجدهم يكثرون من الصدقات، وتدارُس القرآن الكريم، وتلاوته، والصيام، مصداقأً لما روته لؤلؤة مولاة عمار بن ياسر -رضي الله عنها- أنّ عمارًا كان يتهيّأ لصوم شعبان كما يتهيّأ لصوم رمضان، وكانوا -رضي الله عنهم- يعتنون ب شهر شعبان اعتناءً خاصًا لِما علموا من كراماته ونفحاته، وقد نبّه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسلمين إلى غفلة الناس عن عِظم فضل شهر شعبان، وحثّهم على استغلاله بالعمل الصالح، حيث قال: (ذاك شهرٌ يغفَلُ النَّاسُ عنه بين رجبَ ورمضانَ).

وورد أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- كان يكثر من الصيام في شهر شعبان، ومن حديث أسامة بن زيد -رضي الله عنه- فإنّ سبب تفضيل الصيام في شعبان كما يأتي:

شهر شعبان ترفع فيه الأعمال: بيّن النبيّ أنّ شهر شعبان شهر ترفع فيه الأعمال، فأحب ورغب بأن ترفع أعماله وهو صائم مطيع لله -تعالى- لعلّه يغفر له ويتقبّل منه.

وقوعه بين شهرين فضيلين: يقع شهر شعبان بين شهر رمضان وشهر رجب؛ ورمضان هو شهر الصيام ورجب شهر حرام، فيسلّط المسلمون اهتمامهم على هذين الشهرين ويغفلون عن فضل شهر شعبان الذي يقع بينهما، فأحب الرسول -صلى الله عليه وسلّم- أن يكون مكثرا من الطاعة والذكر والناس غافلون، فالطاعة وقت الغفلة محببة إلى الله -تعالى-.

إن صيام نهار النّصف من شعبان تحديدًا دون غيره غير مشروع، إذ لا يُوجَد ما يدلّ على صيامه تخصيصًا دون أيّام شعبان الأخرى، لكن صيام النِّصف من شعبان يصبح مشروعًا ومندوبًا إذا كان من غير تخصيص؛ فالصيام في عمومه مُستحَبّ، فيدخل صيام شعبان في ذلك أيضًا، ويتحصّل المسلم على أجر صيام يوم لله -تعالى-؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: (مَن صامَ يومًا في سبيلِ اللَّهِ، عزَّ وجلَّ باعدَ اللَّهُ وجهَهُ من جَهَنَّمَ، سبعينَ عامًا)، وصيام أيّام النِّصف من شعبان داخلة في صيام الأيّام البِيض من كلّ شهر، وقد أوصى النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أبا هريرة بصيامها، ويُعَدّ صيامها اقتداءً بالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم.

وقد لا يعرف الكثيرون أن أيام النصف من شعبان «13، 14، 15»، يطلق عليها صيام الأيام البيض، حيث أنه من المعتاد إطلاق اسم الأيام البيض على هذه الأيام الثلاثة من كل شهر هجري، إضافة إلى 6 أيام في شهر شوال، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يصوم ما لا يصومه في شهر شعبان عن غيره من الشهور سوى رمضان، وأخرج النسائي في سننه عن أسامة بن زيد، قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: «ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم».

أضف تعليق