خبير آثار: الآثاريون بسيناء أعادوا كتابة تاريخها باكتشافاتهم منذ الاسترداد

خبير آثار: الآثاريون بسيناء أعادوا كتابة تاريخها باكتشافاتهم منذ الاستردادخبير آثار: الآثاريون بسيناء أعادوا كتابة تاريخها باكتشافاتهم منذ الاسترداد

مصر28-2-2023 | 16:31

يشير الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار إلى إنجازات السياحة و الآثار بسيناء منذ استردادها بادئًا بالأحدث حين أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى عن انطلاق مشروع التجلى الأعظم، وعلى إثرها توجه الثلاثاء 21 يوليو 2020 وفد رفيع المستوى على رأسه السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى وعدد من الوزراء يمثل ربع الحكومة منهم وزراء السياحة والآثار والبيئة والطيران والتنمية المحلية والصحة والهيئة الهندسية للقوات المسلحة استقبلهم اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء إلى منطقة سانت كاترين
وأضاف الدكتور ريحان أن المشروع يستهدف تسويق مدينة سانت كاترين عالميًا كوجهة للسياحة الروحانية باعتبارها ملتقى للديانات السماوية الثلاث وقيمة مضافة روحانية للإنسانية بأسرها وتعظيم الاستفادة من المقومات السياحية بسانت كاترين خاصة وسيناء عامة، ذات الطابع الأثري والديني والبيئي معًا، وتحسين البيئة العمرانية بالمدينة، وتوفير فرص للتنمية والاستثمار علاوة على فرص العمل المختلفة للشباب، وكذلك إنشاء مزار روحانى على الجبال المحيطة بالوادى المقدس حيث جبل التجلى حيث تجلى الله سبحانه وتعالى وجبل موسى حيث تلقى نبى الله موسى ألواح الشريعة وجبل سانت كاترين وتنمية وتنشيط كل مقومات السياحة الروحانية والجبلية والاستشفائية، وتوفير جميع الخدمات السياحية والترفيهية للزوار
وينوه الدكتور ريحان إلى أن التطوير يتضمن 14 مشروعًا منها، إنشاء النزل البيئي الجديد، إنشاء ساحة السلام، إنشاء الفندق الجبلي، إنشاء مركز الزوار الجديد، إنشاء المجمع الإداري الجديد، تطوير المنطقة السياحية، تطوير مركز البلدة التراثية، تطوير منطقة إسكان البدو، تطوير وادي الدير، إنشاء المنطقة السكنية الجديدة، تطوير شبكة الطرق والمرافق، الوقاية من أخطار السيول وتطوير منطقة استراحة السادات علي مساحة 12.6 فدان وربطها بساحة السلام كمنطقة زيارة سياحية واحدة، فضلًا عن تصميم اللاندسكيب ومدرجات مشاهدة وحديقة متحفية في منطقة استراحة السادات
وأشار الدكتور ريحان إلى أن مشروع التجلى الأعظم سيسهم فى تنمية وتنشيط كل آثار سيناء منذ آثار ما قبل التاريخ مرورًا بالآثار المصرية القديمة وآثار الأنباط والآثار المسيحية والإسلامية والتى قامت الدولة بأعمال تنقيبات أثرية بها كشفت عن آثار قائمة وتحف فنية أعادت كتابة تاريخ سيناء بناءً على أدلة أثرية دامغة تؤكد مصريتها منذ عصور ما قبل التاريخ، كما قامت بأعمال ترميم وصيانة وفتح لمواقع أثرية جديدة مثل قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون وإنشاء متحف شرم الشيخ علاوة على تطوير دير سانت كاترين وتأمين الصعود إلى جبل موسى، كما قامت بعمل دراسات علمية عن الآثار المكتشفة وخطط ترميمها وفتحها للزيارة ووضعها على خارطة السياحة العالمية
وتضم سيناء آثار ما قبل التاريخ وهى مبانى حجرية يطلق عليها أهل سيناء النواميس، وأثبتت الدراسات المختلفة أنها تعود إلى عصر البرونز المبكر، ويعتقد أنها آثار خاصة بسكان سيناء الأصليين فلقد كشف عالم الآثار البريطانى بالمر عام 1869م عن مجموعة من هذه النواميس قرب عين حضرة ( طريق كاترين – نويبع) وقرب نويبع عثر بها على رؤوس سهام ودبابيس نحاس، ولم يأت إطلاق أرض الفيروز على شبه جزيرة سيناء من فراغ بل من واقع أثرى تجسّده العمارة المصرية القديمة والفنون والنقوش الصخرية والطبيعة السيناوية التى تؤكد أن سيناء كانت مصدرًا للفيروز فى مصر القديمة، وقد تجسّدت العمارة فى معبد سرابيط الخادم وقد سجلت أخبار حملات تعدين الفيروزعلى صخور معبد سرابيط الخادم بسيناء الذى يبعد 268كم عن القاهرة، ويقع المعبد على قمة الجبل على ارتفاع 850 م فوق مستوى سطح البحر، طوله 80م وعرضه 35م وقد كرّس لعبادة حتحور التى أطلق عليها فى النصوص المصرية القديمة (نبت مفكات) أى سيدة الفيروز
وأردف الدكتور ريحان أن الاكتشافات الأثرية بسيناء شملت آثار الأنباط وسبب تسميتهم بالأنباط لاستنباطهم ما فى باطن الأرض وتم كشف آثار عديدة للأنباط بسيناء كالفرضة البحرية المكتشفة بمدينة دهب الخاصة بميناء دهب البحرى (يقصد بالفرضة المبنى الذى يخدم الميناء من مكاتب إدارية ومخازن ومساكن للعمال، وتشرف الفرضة على خليج العقبة وتبعد عن طابا 140كم جنوبًا، وكذلك معبد بوادى فيران، كما اكتشف موقع للأنباط بشمال سيناء بمنطقة "قصرويت" يضم مركز دينى وتجارى يحوى معبدين وسوق تجارى
ومن الآثار المسيحية دير سانت كاترين أهم أثر مسيحى على مستوى العالم لوجوده فى البقعة المقدسة الذى ناجى عندها نبى الله موسى ربه واحتوائه على الوادى المقدس وبه شجرة العليقة الملتهبة أنشأه الإمبراطور جستنيان فى القرن السادس الميلادى لتخليد ذكرى زوجته ثيودورا ويضم كنيسة التجلى الشهيرة وكنيسة العليقة المقدسة وكل من يدخلها يخلع نعليه تأسيًا بنبى الله موسى، والمسجد الفاطمى ومعصرة زيتون والمكتبة وخارج سور الدير حجرة الجماجم والحديقة
وأردف الدكتور ريحان أن الآثار المسيحية المكتشفة شملت دير الوادى 8كم شمال مدينة طور سيناء الذى شيده الإمبراطور جستنيان فى القرن السادس الميلادى فى نفس تاريخ بناء دير سانت كاترين ولنفس الغرض وهو حماية سيناء ضد الفرس ونشر المبادىء الأرثوذكسية وحماية رهبان سيناء، يضم 59 حجرة بعضها قلايا للرهبان والأخرى حجرات للحجاج الوافدين للدير للإقامة فترة لزيارة الأماكن المقدسة بالطور ثم التوجه إلى دير سانت كاترين، ويشمل الدير ثلاث كنائس ومعصرة زيتون ومطعمة وبئر
والمدينة البيزنطية بوادى فيران 60كم شمال غرب دير سانت كاترين وتضم إيبارشية كبرى وكنيسة المدينة وكنيستين صغيرتين ومساكن ومقابر وتعود إلى القرن الخامس والسادس الميلاديين، وكنيسة جزيرة فرعون بطابا والتى تقع داخل قلعة صلاح الدين ولم تمس بسوء واكتشفت بعناصرها المعمارية وتعود إلى القرن السادس الميلادى
ومن الآثار الإسلامية قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا عند رأس خليج العقبة على بعد 8كم من مدينة العقبة، مساحتها 325م من الشمال إلى الجنوب، 60م من الشرق إلى الغرب، وتبعد عن شاطئ سيناء 250م، أنشأها السلطان صلاح الدين عام 567هـ، 1171م،وتحوى منشئات دفاعية من أسوار وأبراج وفرن لتصنيع الأسلحة وقاعة اجتماعات حربية، وعناصر إعاشة من غرف الجنود وفرن للخبز ومخازن غلال وحمام بخار وصهاريج مياه، ومسجد أنشأه الأمير حسام الدين باجل بن حمدان
وقلعة الجندى التى تقع برأس سدر (100كم جنوب شرق السويس ) وتبعد عن مدينة رأس سدر 60كم وتقع على قمة تل يشبه رأس الجندى، أنشأها صلاح الدين الأيوبى 578هـ/ 1183م وانتهى البناء فى 583هـ/ 1187م
وتقع قلعة نخل بمدينة نخل بوسط سيناء على بعد 156كم جنوب العريش وهى نقطة تاريخية هامة ومجمع لتلاقى عدة طرق تاريخية منها طريق الأنباط التجارى بين أيلة (العقبة) والقلزم (السويس) كما كانت على طريق صدر وأيلة (الطريق الحربى لصلاح الدين بسيناء)،وكان درب الحاج السبب الرئيسى فى إحياء نخل والذى أهّلها لأن تكون المركز الإدارى لكل سيناء والذى انتقل إلى العريش بعد هجر درب الحاج وتشييد سكة حديد مصر – فلسطين عام 1335هـ/ 1916م
وتقع النقطة العسكرية المتقدمة بمنطقة الترابين بمدينة نويبع - محافظة جنوب سيناء على بعد 75كم جنوب طابا، 75كم شمال دهب، وتبعد 200م عن شاطئ خليج العقبة، بنتها السردارية المصرية (وزارة الحربية) عام 1893وذلك بعد خروج العساكر المصرية من العقبة وجعلتها مركزًا للبوليس والذى يعد أقدم مركز بوليس فى مصر

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2