قال الإعلامي والكاتب الصحفي عادل حمودة، إن بيل جيتس، مؤسس شركة مايكروسوفت، كان قد أنشأ مؤسسة "بيل ومليندا جيتس" مع زوجته السابقة في عام2000، وفي ذلك العام كان بيل جيتس أغنى رجل على ظهر الأرض وقدرت ثروته بنحو 79 مليار دولار، موضحًا أن بيل جيتس تبرع بمبلغ 126 مليون دولار للمؤسسة، ثم توالت التبرعات المختلفة التي قدمها للمؤسسة، وفي في 2006، اقنع صديقه المقرب رجل الأعمال "وارن بافيت" بالتبرع للمؤسسة، وقدم بافيت ما يقرب من 10 ملايين سهم من شركته للمؤسسة أي ما يعادل 30 مليار دولار.
وأضاف «حمودة»، خلال تقديمه برنامج «واجه الحقيقة»، الذي يُعرض على شاشة «القاهرة الإخبارية»، أن مؤسسة جيتس الآن تمتلك منحة مالية قدرها 50 مليار دولار متجاوزة رأسمال مؤسسات روكفلر وكارينجي وفورد الخيرية، كما أن توزع أموال مؤسسة جيتس على مجموعة واسعة من البرامج الخيرية لكن تركيزها الرئيسي ينصب على تحسين الرعاية الصحية في البلدان الفقيرة، إذ ساعدت برامج التطعيم التي تراعاها المؤسسة وتتكلف مليار دولار سنويا في القضاء على شلل الأطفال في معظم دول العالم النامي وقللت من وفيات الحصبة بنسبة 90%.
وأوضح الإعلامي والكاتب الصحفي، أن إسهامات مؤسسة جيتس قللت من نسبة الإصابة بالسل بحوالي 45%، والملاريا أيضًا بنسبة كبيرة، وكان بيل جيتس واضحا تماما بشأن عدم إفساد أطفاله الثلاثة وقال في إحدى المقابلات: «ليس من مصلحة الأطفال أن يكون لديهم ثروة ضخمة»، و انفصل بيل جيتس عن زوجته بعد 27 عاما من الزواج لكنهما أصرا على بقاء المؤسسة الخيرية كما هي بعد أن تبرعا بجزء كبير من ثروتهم في هذه المؤسسة، وسيظل العالم يتذكرهما إلى يوم القيامة بعد أن ساهما في التقليل من الفقر والجوع والمرض في الدنيا كلها
.
وأكد عادل حمودة، أنه في عام 2010 اقنع بيل جيتس ووارن بافيت 38 من أصحاب المليارات الآخرين بالانضمام إليهم في التوقيع على "تعهد العطاء" وهو تعهد غير ملزم للأثرياء بالتخلي عن نصف ثرواتهم على الأقل لدعم قضايا إنسانية، و نمت القائمة فيما بعد، وبلغ عدد الموقعين على التعهد 236 مليارديرا من 28 دولة بقيمة تبرعات تراكمية وصلت إلى 800 مليار دولار، و تهدف الحملة إلى تشجيع الأثرياء في مختلف دول العالم على التبرع بجزء من ثرواتهم للأعمال الخيرية سواء خلال حياتهم او بعد مماتهم، و لا يوجد نص قانوني للتعهد أو لإجبار المتعهد على تنفيذ وعده. إنه تعهد أخلاقي.
وأوضح أن وارن بافيت الذي شارك بيل جيتس في تعهد العطاء، وعد بالتخلي عن ثروته بأكملها ليبقى جزء قليل نسبيا منها إلى أطفالة، فيبدو أن بافيت حقق الهدف بتشجيع أبنائه ودفعهم لإيجاد طريقهم الخاص نحو الثراء والشعور بالمسئولية المجتمعية معا، وأصبحت ابنته سوزان بافيت من أكثر الشخصيات التي تدعم الأعمال الخيرية في مختلف المجالات، و ابنه الأوسط هارود رجل أعمال ومؤلف وسياسي بارز ومؤسس شركات وجمعيات قانونية توفر على البسطاء تكاليف التقاضي ليحصلوا على حقوقهم، و الابن الأصغر بيتر موسيقار وملحن شارك ابيه في تعهد العطاء.
وأشار الكاتب الصحفي والإعلامي عادل حمودة، تعهد بافيت بترك أسهم بقيمة 2 مليار دولار في شركته، بيركشاير هاثاواي، للمنظمات الخيرية التي يرعاها أطفاله، ويذهب الجزء الأكبر من ثروته إلى مؤسسة بيل وميليندا جيتس، و في الوقت نفسه قال عمدة نيويورك السابق والمرشح الرئاسي السابق مايكل بلومبرج إنه يأمل في التبرع بثروته كاملة قبل وفاته، و من المتوقع ان يذهب معظم ثروته إلى مبادرات إنسانية تنفذها مؤسسته "مؤسسة بلومبرج للأعمال الخيرية».