النصف من شعبان.. اعرف قصة تحويل القبلة

النصف من شعبان.. اعرف قصة تحويل القبلةتحويل القبلة

الدين والحياة7-3-2023 | 09:20

تحويل القبلة كان حلمًا يتمناه النبى محمد، صلى الله عليه وسلم، وطالما نادى ربه بقلبه ناظرًا إلى السماء أن يتم تحويل قبلة المسلمين الذين ظلوا عليها طوال عهدهم فى مكة، وحتى بعد هجرتهم للمدينة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام الذى هو قبلة أبيه إبراهيم عليه السلام، وأول بيت وضع للناس على وجه الأرض.

وفى صباح يوم 15 من شعبان في العام الثانى من الهجرة إلى المدينة المنورة، تحقق حلم تحويل القبلة، ونزل جبريل عليه السلام على قلب الحبيب المصطفى بآيات من الذكر الحكيم: "قد نرى تقلب وجهك فى السماء فلنولينك قبلة ترضاها فولِ وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره..."، وتم تحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة بعد أن ظل المسلمون 16 شهرًا يصلون نحو المسجد الأقصى المبارك.

وفى كتب السيرة ما يرسم مشهد امتثال الصحابة الأجلاء لهذا الحدث المهم فى تاريخ الإسلام، حيث روى الإمام البخارى، رضى الله عنه، يدلّ على ذلك قول البراء بن عازب أن أول صلاة صلاها النبى الكريم مستقبلا الكعبة كانت صلاة العصر، وصلى معه قوم، فخرج رجل ممن صلى معه فمر على أهل مسجد وهم راكعون، فقال: "أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله قِبَل مكة فداروا كما هم قِبَل البيت الحرام".

وفى هذا السياق، قال سيدنا عبد الله بن عباس: "إن أول ما نُسخ من القرآن القبلة" رواه النسائى؛ لذلك كرّر الله الأمر بها تأكيداً وتقريراً ثلاث مرّات: الأولى فى قوله تعالى: "فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره"، والثانية فى قوله تعالى: "ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وإنه للحق من ربك وما الله بغافل عما تعملون"، والثالثة فى قوله تعالى: "ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم".

الدروس المستفادة من تحويل القبلة
وكان لله عز وجل فى تحويل القبلة حكم عظيمة واختبار للمسلمين والمشركين واليهود والمنافقين على حد سواء، فأما المسلمون، فقالوا: سمعنا وأطعنا، وقالوا: آمنا به كل من عند ربنا، وأما المشركون، فقالوا: كما رجع إلى قبلتنا يوشك أن يرجع إلى ديننا، وما رجع إليها إلا أنه الحق.

وأما اليهود فقالوا: خالف قبلة الأنبياء قبله، ولو كان نبيًّا، لكان يصلى إلى قبلة الأنبياء، وأما المنافقون، فقالوا: ما يدرى محمد أين يتوجه إن كانت الأولى حقًّا، فقد تركها، وإن كانت الثانية هى الحق، فقد كان على الباطل.

وهذا ما يوضحه قول الله تعالى: "سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التى كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدة من يشاء إلى صراط مستقيم".

أما الدرس الآخر فيتمثل فى سرعة تنفيذ الصحابة الكرام لأوامر الله فعندما جاءهم خبر تحويل القبلة داروا كما هم ناحية البيت الحرام ولم ينتظروا حتى لمعرفة الخبر أو مناقشة الأمر.

ويعلمنا هذا الحدث كيف أن الله رحيم بنبيه وأمته، حيث استجاب لأمنيته بشأن تحويل القبلة، ووحَّد المسلمين فى كل مشارق الأرض ومغاربها تجاه قبلة واحدة ليكونوا بذلك أمة واحدة على اختلاف مواطنها، واختلاف مواقعها، واختلاف أجناسها وألسنتها وألوانها، فتحس أنها جسم واحد، وكيان واحد، تتجه إلى هدف واحد، وتسعى لتحقيق منهج واحد.

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2