سيناء كلمة السر وكنز مصر الذي فاضت من أجله أرواح البواسل عبر الزمان، فقد ارتوت أرضها بدماء الكادحين الذين حفروا القناة، ومن بعدهم أبطال عظام عبروها لتحرير الأرض، ومن بعدهم رجال شجعان أوفياء قدموا أرواحهم لتتطهر أرض الفيروز من دنس التطرف والإرهاب، ثمن غال دفعه المصريون من أجل تحصين بوابة مصر الشرقية ضد أطماع المعتدين، وقد حان الوقت لتحقيق الاستقرار المستدام ل سيناء وأهلها الشرفاء، وهو الأمر الذي بلورت من أجله التجربة المصرية نموذجا جديدا ظهرت محاوره عقب عام ٢٠١٤، حيث اتجهت الدولة المصرية للعمل على إعادة الاستقرار داخل سيناء عبر ثلاثة محاور متوازية وهي المواجهة المسلحة للعناصر التكفيرية والتنمية وأيضا المجابهة الفكرية وبناء الإنسان، تلك هي مفردات العمل التي حققت النجاح المصري فى التصدي للتطرف والفوضى.
التكاتف والتعاون بين الجيش والشرطة وأهل سيناء أيضا يمثل أحد مرتكزات نجاح التجربة المصرية فى التصدي ودحر الإرهاب، التعاون الذي يستمر لخوض معركة لا تقل أهمية وهي معركة البناء والتنمية التي تمثل الضمانة الحقيقية للحفاظ على المكتسبات التي تحققت بتضحيات جسام، لهذا كانت رسائل الرئيس عبد الفتاح السيسي أثناء تفقد اصطفاف المعدات المشاركة فى تنفيذ خطة الدولة لتنمية وإعمار سيناء مهتمة بإيقاظ الوعي والإدراك الجمعي بأهمية معركة تنمية وتعمير سيناء وأنها استكمال لجهود الدولة المصرية المتعلقة بمواجهة خطر الإرهاب الذي يجب أن ندرك أنه لم ينته بعد وعلينا أن نتسلح بالاستعداد الكافى للحفاظ على مكتسبات الوطن ومقدراته.
رسائل الرئيس تؤكد أن عوائد تنمية سيناء الحقيقة هي أمن قومي، فبجانب ما يتحقق من بنية تحتية ومشروعات قومية غير مسبوقة فى سيناء لها مردود عظيم على التشغيل وخلق فرص عمل وزيادة الاستثمارات ودعم الاقتصاد المصري، إلا أن عوائد الأمن القومي من تنمية سيناء تظل هي التي لا تقدر بثمن والضمانة الحقيقية للحفاظ على أعز بقاع الوطن، فقرار التعمير يكمل مسيرة قرار التحرير لتبقى سيناء فى حضن الوطن درة التاج عظيمة الشأن.