«ناس تانية».. النعوش المعلقة فى الفلبين

«ناس تانية».. النعوش المعلقة فى الفلبين«ناس تانية».. النعوش المعلقة فى الفلبين

*سلايد رئيسى4-5-2018 | 13:21

كتبت: أمل إبراهيم

في طقس يُعتقد أنه يعود إلى أكثر من 2,000 عام، يضع سكان الإيغوروت موتاهم في نعوش خشبية مصنوعة يدويا، وتثبت تلك النعوش في أوتاد معدنية صلبة، وتتدلى من أحد جوانب المنحدرات الجبلية في الهواء.

ويُعتقد أن هذه المقابر التي تتحدى الجاذبية الأرضية تجعل الموتى في مكان قريب من أرواح أجدادهم السابقين.

ويصنع كبار السن من أبناء عرقية الإيغوروت هذه النعوش من خشب الأشجار، كما يحفرون أسماءهم على جوانبها.

وقبل أن توضع جثة الميت في مثل هذا النعش، فإنها توضع أولا فيما يُعرف في ثقافتهم باسم "كراسي الموت" الخشبية، والتي تتكون من أوراق وغصون الأشجار التي تربط معا، ثم تغطى بقطعة من القماش.

وبعد ذلك تتعرض جثة الميت لعملية معالجة بالدخان، لحفظها من التعفن لبعض الوقت، حتى يتمكن الأقارب من إلقاء النظرة الأخيرة على المتوفى، وهو ما قد يستغرق عدة أيام في ثقافة أبناء الإيغوروت.

ووفقا لما تقوله المرشدة السياحية سيغريد بانغاي، التي تعمل في بلدة ساغادا مع أبناء عرقية الإيغوروت، فإن أعضاء العائلات في الماضي الذين كانوا ينقلون جثث الموتى من "كرسي الموت" إلى النعش الخشبي، كانوا يعرضون تلك الجثث إلى كسر بعض العظام منها، لأن النعوش القديمة كانت ذات حجم أصغر، وكان يبلغ طولها مترا واحدا فقط.

لكن اليوم، تميل النعوش المعلقة إلى أن تكون أطول، ويبلغ طول الواحد منها مترين تقريبا.

وتقول بانغاي إن الأمر كان يشبه العودة إلى الأصول، من حيث أتوا، في ذلك الوضع الذي يشبه الجنين داخل الرحم.

وعندما تُلف جثة المتوفى بأوراق الشجر قبل وضعها داخل النعش الخشبي، يُسرع الرجال لتثبيت بعض الأوتاد المعدنية في جانب المنحدر، ليُعلق عليها النعش في مثواه الأخير.

وخلال تعليق تلك النعوش، اعتاد بعض السكان على السماح لبقايا وذرات الجثث القديمة التي تحللت داخل نعوشها بأن تتساقط على أجسادهم، اعتقادا منهم بأن ذلك يجلب لهم حظا جيدا.

وبينما تعد تلك العادات القديمة لدى سكان الإيغوروت والخاصة بالنعوش المعلقة في جوانب المنحدرات والجبال، أمرا فريدا من نوعه، كانت هناك شعوب قديمة أيضا تمارس عادات مشابهة، مثلما في بعض القرى في الصين، وإندونيسيا.

وقد توقفت تلك العادة في أماكن أخرى منذ زمن طويل، لكنها لا تزال تمارس في بلدة ساغادا الفلبينية.

لكن بانغاي تقول إن آخر جنازة عُلق فها نعش بهذه الطريقة كانت في عام 2010.

وفي السنوات الأخيرة، أصبحت مجموعات من السائحين المهتمين بتلك العادات القديمة تأتي إلى بلدة ساغادا لزيارة تلك النعوش المعلقة.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2