أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار أن سياحة المسارات من المقومات السياحية التى تجذب أعدادًا كبيرة من السياح الذين تطول مدة إقامتهم فى البلد صاحب المسار لزيارة كل محطاته وتساهم فى زيادة عدد الليالى السياحية وقد طبقت هذه السياحة أسبانيا والأردن وتحقق إيرادات كبرى لعبور هذا المسار.
وقد اعتمد اليونسكو مسار حج مسيحى فى إسبانيا عام 1985 وهو طريق شنت ياقب أو طريق القديس يعقوب أو كامينيو دي سانتياغو بالإسبانية أو حج كومبوستيلا باللاتينية ويعرف رسميًا في اليونسكو باسم طرق سانتياغو دي كومبوستيلا وهى شبكة من طرق الحجاج إلى مقام الرسول القديس يعقوب بن زبدي في كاتدرائية سانتياغو دي كومبوستيلا في جليقية في شمال غرب إسبانيا، وكل حاج يجتاز 100 كيلومتر سيرًا على قدميه أو200 كيلومتر على دراجة هوائية يحصل على شهادة حج هذا إلى جانب آلاف الأشخاص الذين يزورون المقام بالسيارة أو بواسطة النقل العام أو الذين يعبرون مسافة أقصر من 100 كم مشيًا مما لا يؤهلهم الحصول على الشهادة، وفى الأردن هناك عدة مسارات سياحية شهيرة وهى مسار عمّان ومسار جرش ومسار معّان ومسار الكرك ومسار إربد ومسار الطفيلة ومسار مادابا ومسار راسون.
وأشار الدكتور ريحان إلى أن مصر دخلت سياحة المسارات الروحية بقوة من خلال ثلاثة مشاريع ضخمة، الأول بدأ منذ مباركة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، أيقونة مسار رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، لاعتمادها ضمن رحلات الحج المسيحى منذ يناير 2018 وبدأت توجيهات القيادة السياسية لكل الوزرات والهيئات المعنية والمحليات لتنفيذ خطة الإحياء وتعاون القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدنى فى إحياء مسار العائلة المقدسة فى مصر من رفح إلى الدير المحرّق بأسيوط بطول 3500كم متضمنًا 25 محطة فى 12 محافظة.
والمسار الثانى يتمثل فى مشروع التجلى الأعظم لإحياء مسار نبى الله موسى بسيناء الذى أطلق صيحته الرئيس السيسى فى يوليو 2020 وجارى العمل به حيث تقوم الدولة بتنفيذ 14 مشروع بمنطقة سانت كاترين المسجلة تراث عالمى عام 2002 لتعظيم كل المقومات السياحية بالمنطقة وإعدادها كملتقى عالمى للأديان والحضارات
ونوه الدكتور ريحان إلى أن منظومة مسارات السياحة الروحية لا تكتمل إلًا بإحياء المسارات الإسلامية ومن هذا المنطلق حرصت الدولة ممثلة فى قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بوزارة السياحة والآثار على إحياء مسار الدرب الأحمر وترميم وتطوير الآثار الواقعة على هذا المسار
وقد بدأ المشروع باكتشاف سور صلاح الدين الشرقي وإزالة التعديات والذى يعد من أعظم اكتشافات الآثار الإسلامية منذ عقود حيث تم اكتشاف أبراج مدفونة أسفل تلال البرقية وبيوت أقيمت عليه واستكمال الأجزاء المفقودة في المسافة من أمام مستشفى الحسين إلي نهاية شارع باب الوزير بالدرب الأحمر
وقام الدكتور السيد جابر مدير آثار الدرب الأحمر بإعداد دراسة علمية عن المعالم المعمارية لمسار الآثار الإسلامية بالدرب الأحمر
وقد شارك فى اكتشاف المسار وفكرة تطويره آثاريون تولوا العمل بالمنطقة منذ سنوات نذكر أسماءهم لحفظ حقوقهم وتضمينهم فى لوحة شرف وهم الآثارى عماد عثمان مهران والدكتور خالد عزب صاحب الفكرة مع أول مدير للأغاخان مهندس أسامة حمبظاظة، والدكتور محمد مكاوي، والآثارى مجدي سليمان ومن حمل الراية من بعدهم الحاج طارق غريب والأستاذ أيمن منصور والأستاذ وجدي عباس
وأوضح الدكتور السيد جابر مدير آثار الدرب الأحمر أن حرص الدكتور مصطفى وزيرى أمين عام المجلس الأعلى للآثار والدكتور أبو بكر عبد الله القائم بأعمال رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية على استكمال هذا العمل العظيم ليرى النور ويوضع على خارطة السياحة المحلية والدولية كان له الإسهام الأكبر فى افتتاح المسار والتعريف به محليًا وإقليميًا ودوليًا
وأضاف أن المثلث الأثري وهى تسمية حديثة ترجع لما بعد سنة ٢٠٠٠م، وتطلق علي مساحة من الأرض مثلثة الشكل قاعدتها للشمال موازية لشارع جوهر القائد (الأزهر) ورأسها في الجنوب عند السور الشرقي الحجري، وتحده من الجهة الشرقية حديقة الأزهر، ومن الجهة الغربية الشارع الذي يمتد موازيًا لمستشفي الحسين الجامعي، أمّا تسميته بالأثري فيرجع إلي إكتشاف العديد من الآثار فيه أهمها جزء من سور صلاح الدين الشرقي المشيد بالحجر وخلفه وموازي له تقريبًا جزء من سور جوهر الصقلي للقاهرة الفاطمية والمشيد بالطوب اللبن، فضلًا عن بقايا أساسات مباني من العصر الفاطمي وحتي المملوكي منها بقايا منزل ذو صحن يشتمل علي فوارة ( نافورة). وتم الكشف عن هذا المثلث عام ١٩٩٨م بفضل مؤسسة الأغاخان للخدمات الثقافية - مصر حيث تم ظهور معالم جزء من السور الأيوبي لمدينة القاهرة التاريخية أثناء إعداد حديقة الأزهر ويصل طول السور إلي حوالي ١٥٠٠م
وينوه الدكتور السيد جابر إلى أن سور صلاح الدين أنشاه الناصر صلاح الدين الأيوبي مؤسس الدولة الأيوبية في مصر وقد قام ببناء سور حول عواصم مصر كلها الفسطاط والقطائع والقاهرة بين عامي ٥٧٢ / ٥٧٩ هـ، ويبدأ السور ببرج نصف دائري مستدير جنوب الباب الجديد ثم ثلاثة أبراج نصف دائرية ثم يقطع السور برج الظفر يليه بعد ذلك جهة الجنوب شارع الشيخ صالح الجعفري ويمتد السور بعد ذلك جنوبًا في شارع الشيخ صالح الجعفري، ويقع به أحد أبواب بدر الجمالي وهوباب التوفيق والذي عثر عليه عام ١٩٥٤م، ويقع خلفه حديقة الخالدين ثم يوجد جنوبًا بعد ذلك درب المحروق، ويتكون أول برج جنوب برج الظفر من طابقين أرضي وعلوي وهو برج نصف مستدير، ثم يلي ذلك الباب الجديد وهو الوحيد المتبقي علي حالته الأصلية ويتكون من برجين، الجنوبي منهما نصف دائري والشمالي مربع يشتمل علي ممر الدخول
ويتابع الدكتور ريحان من خلال الدراسة بأن مسار الدرب الأحمر يتضمن سبيل وقبة الأمير طرباي الشريف بحارة باب التربة شارع باب الوزير بالدرب الأحمر، من إنشاء الأمير طرباي الشريفي أحد أمراء مصر في العصر المملوكي الجركسي عام ٩٠٩ هـ/ ١٥٠٣م أيام السلطان قنصوة الغوري، وجامع ومدرسة خايربك أثر رقم ٢٤٨ الذى يقع فى شارع باب الوزير، أنشأه الأمير خاير بك ٩٠٨ هـ / ١٥٠٣م، وقصر الأمير آلين آق الحسامي الذى يتبع مجموعة خاير بك ويعود تاريخه إلى ٩٠٠- ٩٠٩ هـ/ ١٤٩٤ - ١٥٠٣ م) وقامت مؤسسة الأغاخان بالتعاون مع المجلس الأعلي للجامعات بعملية ترميم شاملة لقصر الأمير آلين آق الحسامي ضمن ما قامت به من عملية ترميم لمجموعة خاير بك الملاصقة للقصر ضمن مشروع مؤسسة الأغاخان لتطوير وترميم آثار باب الوزير عام ٢٠٠٣م
والجامع الأزرق الذى يقع فى شارع باب الوزير ويعود تاريخه إلى ٧٤٧- ٧٤٨هـ/ ١٣٤٦- ١٣٤٧م، أنشأه آق سنقر الناصري من مماليك الناصر محمد بن قلاوون، ومسجد ومدرسة خوند بركة (أم السلطان شعبان) أثر رقم 125 بشارع التبانة بالدرب الأحمر، أنشىء عام ٧٧١ هـ/ ١٣٦٩م، أنشأته خوند بركة أم السلطان شعبان بن حسين بن الناصر محمد بن قلاوون، وجامع الطنبغا المرداني بشارع التبانة ٧٣٨- ٧٤٠ هـ/١٣٣٧- ١٣٤٠ م، أنشأه الأمير الطنبغا المرداني أيام السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون، ومسجد اصلم السلحدار أثر رقم 112 أنشأه الأمير بهاء الدين أصلم السلحدار من مماليك السلطان المنصور قلاوون ٧٤٥- ٧٤٦ هـ/ ١٣٤٤ - ١٣٤٥م