ذكرت وكالة أنباء "أسوشيتيد برس" الأمريكية اليوم الثلاثاء أن موافقة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على مشروع تنقيب ضخم في شمال ولاية ألاسكا أثارت مخاوف علماء البيئة الذين أكدوا أن وقف المزيد من انبعاثات الوقود الأحفوري يمكنه فقط أن يوقف تغير المناخ.
وأفادت الوكالة في تقرير أعدته حول هذا الشأن أن مشروع "ويلو" التابع لشركة ConocoPhillips سينتج 180 ألف برميل نفط يوميًا في ذروته، وسيؤدي استخدام هذا الخام إلى ما لا يقل عن 263 مليون طن (239 مليون طن متري) من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على مدار 30 عامًا.
وقالت الوكالة، تعليقًا على ذلك، إن الطلب على النفط لا ينخفض مع اشتداد حرارة الكوكب، وقد سلط الخلاف السياسي المرير حول المشروع، الذي تمت الموافقة عليه يوم أمس الاثنين، الضوء على نضال الإدارة الديمقراطية لموازنة الضغوط الاقتصادية مقابل التعهدات للحد من الوقود الأحفوري. كما سلط الاقتراح في المنطقة النائية بشمال الدائرة القطبية الشمالية الضوء أيضًا على المفارقة التي تواجه الولايات المتحدة ودول أخرى: انتقال العالم إلى الطاقة النظيفة يتخلف عن حقائق الاقتصاد الذي لا يزال مدفوعًا إلى حد كبير باستهلاك النفط.
وقال روب جاكسون، عالم المناخ في جامعة ستانفورد، في تصريح خاص لـ"أسوشيتيد برس":" في مرحلة ما، سنضطر إلى ترك النفط والغاز والفحم في باطن الأرض. وبالنسبة لي، أرى اننا نعيش هذه المرحلة الآن- لا سيما في نظام بيئي ضعيف مثل القطب الشمالي".
مع ذلك، أبرزت الوكالة أنه بالنسبة لألاسكا، يعد المشروع بدفعة اقتصادية بعد انخفاض إنتاج النفط بشكل حاد منذ أواخر الثمانينيات، لذلك، اتحد القادة السياسيون من كلا الحزبين /الجمهوري والديمقراطي/ في الولاية لدعمه. كما أن صناعة النفط هناك طالما مثلت شريان الحياة الاقتصادي، حيث تساعد العائدات منه المجتمعات والقرى النائية في نورث سلوب الغنية بالبترول في ألاسكا على الاستثمار في البنية التحتية المحلية.. لكن الولاية شعرت أيضًا بتأثيرات المناخ المتغير من حيث تآكل السواحل بنحو هدد قرى السكان الأصليين واندلاع حرائق غابات بشكل غير عادي مع انخفاض مستوى الجليد البحري -بحسب الوكالة.
من جانبها، قالت وكالة الطاقة الدولية إنه يجب وقف الاستثمارات الجديدة في التنقيب عن النفط والغاز إذا كانت الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، تأمل في الوصول إلى هدفها لعام 2050 المتمثل في انبعاثات صافية صفرية، مما يعني إطلاق قدر من الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي بقدر الإمكان..مع الاشارة إلى حقيقة أن قطاع الطاقة يمثل 90٪ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في جميع أنحاء العالم وثلاثة أرباع إجمالي الغازات المسببة للاحتباس الحراري من صنع الإنسان والتي يتم إطلاقها في الغلاف الجوي.