السهر طوال الليل، والنوم طوال النهار هي سمة العصر، فالكثير من الشباب والبنات المراهقين، يتعمدون قلب نهارهم ليلا، وليلهم نهارا، رغبة منهم فى العزلة والشعور بالحرية بشكل أكبر خلال ساعات الليل، ولكن هل سألت نفسك يوماً ما الذى تفعله في نفسك بسبب سهرك طوال الليل؟
للسهر العديد من الأضرار على جسم الإنسان، وذلك ليس فقط للمراهقين، بل لجميع البشر في كل المراحل العمرية، حيث كشفت دراسة جديدة أن الدماغ ليست من المفترض أن تكون مستيقظه بعد منتصف الليل، وقال الباحثون من معهد "ماساتشوستس" للأبحاث العامة فى الولايات المتحدة الأمريكية، إن السهر لوقت متأخر يؤدي إلى سلوك أكثر اندفاعًا وقرارات عالية المخاطر، مثل الإفراط في الأكل أو النشاط الإجرامي.
ويرى الباحثون أن البقاء مستيقظًا أثناء الليل (منتصف الليل)، يسبب تغيرات فيزيولوجية عصبية في الدماغ، وهذا يجعل الناس ينظرون إلى العالم بشكل سلبي أكثر مما ينظرون إليه أثناء النهار.
أيضاً للسهر أضرار عديدة على صحة الفرد، فهو يسبب عدم القدرة على التفكير وتشتت التركيز، مما يؤدى إلى عدم الاستيعاب وفهم المعلومات بشكل صحي، كما يتسبب في الشعور بالأرق واضطراب النوم، فيصعب على الشخص النوم بشكل متواصل، ويصبح نومه متقطعاً بصورة كبيرة.
كما يلعب السهر دوراً في الإصابة بأمراض القلب، وقد يؤدي للإصابة بسكتة قلبية، كما أن السهر لا يساعد الجسم على حرق الجلوكوز، مما يمكن أن ينتج عنه الإصابة بمرض السكري من النوع الثانى.
أيضاً، من أبرز الأشياء التي يتسبب فيها السهر ليلاً، هو زيادة الشعور بالجوع، وذلك لزيادة عمل وظيفة الجزء السفلي من الدماغ وتوقف عمل وظيفة الجزء العلوي من الدماغ، فيزداد الشعور بالجوع، مما يدفع الشخص لتناول الأكل غير الصحي مثل الوجبات السريعة والشوكولاتة، فتنتج عن ذلك زيادة في الوزن.
كما أن للسهر أضرار عديدة على البشرة، أبرزها ترهل الجلد وانتفاخ واحمرار العين، وتغيير في لون البشرة، والسبب هو تأثر الكولاجين والبروتين الموجودين في البشرة، مما قد يؤدي إلى الشيخوخة المبكرة، وأيضا عندما لا يكتفي الإنسان من الحصول على قدر كافى من النوم، فذلك يؤدى إلى انخفاض المناعة، مما يجعل الإنسان أكثر عرضة لاستقبال جميع الأمراض.