مساعد وزير الخارجية: الإرهاب والتطرف أبرز ما يواجه طموحات الدول الإسلامية

مساعد وزير الخارجية: الإرهاب والتطرف أبرز ما يواجه طموحات الدول الإسلاميةالسفير إيهاب بدوى مساعد وزير الخارجية

مصر18-3-2023 | 08:14

قال السفير إيهاب بدوى مساعد وزير الخارجية للشئون متعدد الأطراف رئيس وفد مصر المشارك فى الدورة التاسعة والأربعون لوزراء الخارجية للدول الإسلامية فى نواكشوط أن الطموحات المشروعة للدول الإسلامية تواجه تحديات جمة تتصدرها ظاهرة الإرهاب والتطرف الديني.

وأضاف رئيس الوفد المصرى - فى كلمة الجمعة - أمام الدورة 49 لوزراء خارجية دول التعاون الإسلامى فى قصر المرابطون فى العاصمة الموريتانية نواكشوط - أن التطرف الديني، الذى يتخذ من الإرهاب سبيلا لتحقيق مآرب لا علاقة لها بأصول ديننا الحنيف ومحاولة توظيف الظاهرة لتحقيق أهداف سياسية وتوفير الملاذ والتمويل للعناصر المتطرفة.. وأكدت مصر إدانتها للإرهاب بكافة أشكاله ومظاهره باعتباره انتهاكا جسيما لحقوق الإنسان والحريات الأساسية.

وأشار السفير إيهاب بدوى إلى الدور المهم الذى يطلع به الأزهر الشريف ومؤسساته وفى مقدمته جهود مرصد الأزهر لمكافحة التطرف فى تفنيد الخطاب الإرهابى المتطرف والترويج للفكر الوسطى المعتدل الذى يتفق وصحيح الدين وأنه لا يخفى على الحضور ما تواجهه منظمتنا من تحد لتفاقم ظاهرة الإسلاموفوبيا، وتعرب مصر عن إدانتها بقيام متطرفين فى بعض الدول بإحراق نسخ من القرآن الكريم فى تصرف مشين يستفز مشاعر ملايين المسلمين فى كافة أنحاء العالم.

وأكد أن مصر تحذر من مخاطر انتشار هذه الأعمال التى تسئ إلى الأديان وتؤجج خطاب الكراهية والعنف، وتدعو إلى إعلاء قيم احترام الآخر والتعايش السلمى ومنع الإساءة لجميع الأديان أو تدنيس مقدساتها فلا مجال للشك أن التعايش السلمى والاحترام المتبادل لمختلف العقائد إنما هو الدليل الحقيقى للتحضر والديموقراطية.

وحول التطورات فى الأراضى المحتلة، أكدت مصر رفضها كافة الإجراءات الأحادية وغير القانونية التى تقوم بها إسرائيل، وحذرت من الانتهاكات القانونية للوضع القانونى والتاريخى القائم لمدينة القدس ومقدساتها.. واعتبرتها تشكل مخالفات خطيرة للاتفاقات وللالتزامات الدولية ذات الصلة وستكون لها تبعات سلبية وانعكاسات خطيرة على الأمن والسلم الدوليين، وتؤكد أن حل الدولتين ما زال هو الخيار العملى الوحيد الذى ترتضيه كافة الأطراف.

وتابع رئيس الوفد المصرى قائلا: إن مصر من واقع مسؤولياتها الوطنية والعربية والإسلامية تجاه القضية الفلسطينية لا تدخر جهدا من أجل مساعدة وحماية الشعب الفلسطينيى الشقيق وتدعو المجتع الدولى إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية والإنسانية من أجل الوقف الفورى للمشاريع الاستيطانية الإسرائيلية غير القانونية للاراضى الفلسطينية المحتلة.

وقال إننا نتطلع إلى أن تسهم منظمتنا إلى إرساء دعائم الاستقرار للدول الإسلامية، ومن هذا المنطلق تؤكد مصر على أهمية إنجاز حل وطنى سلمى فى ليبيا الشقيقة، وترحب مصر بإقرار مجلس النواب الليبى لتعديل الإعلان الدستورى الثالث عشر وتأييد مجلس الدولة لذلك.. باعتبارها خطوة هامة على صعيد استيفاء الأطراف اللازمة لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الليبية فى تزامن مع أقرب وقت وذلك تحت إشراف سلطة تنفيذية محايدة تعنى بالمصالح العليا للدولة الليبية.

وأكد رفض مصر أية املاءات خارجية على الاشقاء الليبيين أو أى تجاوز لدور المؤسسات الليبية وفقا لمرجعية "اتفاقية الصخيرات" أو محاولة فرض اطروحات لم تنبع من الفضاء الليبى ولا تعبر عن الواقع على الأرض، وتؤكد مصر مجددا على أهمية التوصل إلى حل يتعامل مع النسيج الليبى بمختلف أقاليمه ومكوناته.

كما تؤكد مصر على وقف التدخلات الخارجية فى ليبيا وخروج كافة القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة منها فى إطار زمنى محدد وتجدد مصر دعمها لجهود اللجنة العسكرية المشتركة (5+ 5) ذات الصلة حرصا وتأكيدا على سيادة واستقرار ليبيا واستعادة سيطرة الدولة على كافة مؤسساتها الأمنية والعسكرية.

وأكد أن مصر تتابع باستمرار تطورات الوضع السودانى وتدعم الجهود الرامية إلى تيسير الحوار والتوافق بين الأطراف السودانية من أجل تجاوز المرحلة الانتقالية الحالية واستعادة الأمن والاستقرار فى البلاد؛ وفقا للرؤية والأولويات التى يتوافق عليها السودانية انفسهم.. وتدعو مصر جميع الدول لدعم جهود اعفاء السودان من الديون واستئناف المساعدات الاقتصادية له بما يمكن السودان من تحسين أوضاعه المعيشية ومجابهة الأزمة الاقتصادية التى يواجهها وتجاوز المرحلة الانتقالية.

وأضاف أن مصر تؤكد ضرورة المضى قدما فى العملية السياسية بمفاوضات سورية تحت مظلة الأمم المتحدة وفق قرار مجلس الأمن لوضع إطار لحل شامل ومعالجة الأوضاع الإنسانية المتردية بعيدا عن المزايدات السياسية.

وأكد رفض مصر كافة التدخلات فى الشان السورى بما فى ذلك السعى إلى فرض سياسة الأمر الواقع سواء بانتهاك سيادة سوريا أو بإجراء تغيرات ديموغرافية إدارية على أراضيها.

وأكدت مصر دعمها الثابت للحكومة اليمنية الشرعية ووحدة الدولة اليمنية واستقلالها وسلامة أراضيها، معربة عن قلقها لعدم تجديد الهدنة فى اليمن، داعية إلى استئنافها فى أقرب فرصة معتبرة أنها السبيل الممهد لحل سياسى شامل فى الأزمة اليمنية لما يلبى طموحات الشعب اليمنى وينهى معاناته الإنسانية.

وأكدت مصر رفضها المساس بحرية وأمن الملاحة فى الخليج العربى ومضيق باب المندب بما يمثله من تهديد للامن والاستقرار الإقليميين والدوليين على حد سواء.

وأشادت مصر بالجهود المبذولة فى الصومال لموجهة الإرهاب، وقال مساعد وزير الخارجية إن مصر تشيد بالجهود الصومالية فى مواجهة الارهاب والآثار البيئية الجادة كالجفاف والتصحر وتدعو جمع الدول إلى تقديم مزيد من الدعم للحكومة الصومالية من أجل بناء مؤسسات الدولة وصولا إلى تحقيق الاستقرار الكامل فى الصومال، وتمهيد الطريق لتحقيق التنمية والرفاه لشعبها.

وأعربت مصر عن قلقها البالغ لتدهور الأوضاع الإنسانية فى الساحل الإفريقي، مؤكدا أنها تتابع عن كثب التطورات المتسارعة للأوضاع فى منطقة الساحل الإفريقى واستمرار تدهور الأوضاع الأمنية بها وتصاعد أعمال العنف والإرهاب والنزعات العرقية.

وأكدت مصر أنها تعمل بجهود منقطعة النظير لتحقيق الأستقرار فى الساحل الأفريقى ولتجاوز المرحلة الدقيقة التى تمر بها دوله من خلال تقديم الدعم الفنى لبناء قدرات فى شتى المجالات الفنية والعسكرية وفى مكافحة الفكر المتطرف؛ لا سيما من خلال جهود الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية ومركز القاهرة الدولى لتسوية النزاعات وحفظ السلام فى هذا الشان؛ فضلا عن مشاركة مصرية فى بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام فى مالي.

وأشاد رئيس الوفد المصرى بإعلام يوم لمكافحة "الإسلاموفيا" فى الخامس عشر مارس، داعيا الإمم المتحدة إلى اتخاذ اجراءات عاجلة وملموسة لمكافحة مثل هذه الظواهر المعادية للإسلام، والتى تخدد بشكل خطير حقوق الأقليات المسلمة فى الدول الأوربية.. ويمكن أن تؤدى بالتبعية إلى انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بشكل لا يمكن قبوله.. وأكدت مصر دعمها لمنظمة التعاون الإسلامى منذ قيامها عام 1969 ووعيا منا بالدور المحورى للمنظمة من خلال الشباب كصناع للمستقبل فإننا ندعو إلى تمكين المرأة من أجل مساهمة أكثر استدامة فى المجتمعات الإسلامية وهو ما يتطلب جهدا مستمرا من الدول الأعضاء يشمل بيئة مواتية للنهوض بحقوق النساء والفتيات وجعلهن أولوية سياسية ووطنية واضحة.

وثمن رئيس الوفد المصرى على دور منظمة تنمية المرأة التى تعتز مصر باستضافة مقرها بالنهوض بملف تمكين المرأة فى دول المنظمة وندعو اليوم باقى الدول الأعضاء بسرعة التصديق على النظام الأساسى المنشئ للمنظمة.. وكانت مصر من أولى الدول التى أطلقت تماشيا مع أهداف التنمية المستدامة استيراتيجيات وطنية للمرأة للعام 2030.

ودعا السفير إيهاب إلى الانضمام الى المبادرات التى قدمتها الرئاسة المصرية فى مؤتمر المناخ فى شرم الشيخ لاسيما تلك الخاصة بالمياه والغذاء والهيدروجين الاخضر وكذلك تحالف الديون المستدامة.

وفى ختام كلمته، أكد مساعد وزير الخارجية محوية البيئة والمناخ، وأضاف أن مصر تتطلع إلى مواصلة العمل عن قرب مع الرئاسة الإماراتية القادم لمؤتمر المناخ لتعزيز العمل المناخى العالمى وضمان وفاء الدول المتقدمة بتعهداتها المالية لتمويله؛ فضلا عن الإسراع فى اصلاح المؤسسات المالية الدولية وبنوك التنمية متعددة الأطراف من أجل تيسير وإتاحة التمويل وعلى رأسها التمويل الميسر للمعالجة التحديات الملحة للدول النامية.

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2