"حكاية شعب للزحف المقدس قام وثار.. شعب زاحف خطوته تولع شرار.. شعب كافح وانكتب له الانتصار".. دى أغنية "حكاية شعب" اللى غناها عبد الحليم حافظ فى الستينيات عن السد العالي، وما يزال صداها فى آذاننا جميعا وتسكن ثنايا وجدان الشعب المصري الذي تلخص الكلمات السابقة ملحمته ونضاله ليكتب تاريخ الأمة المصرية من جديد، وأيضا لا ننسى كلمات أغنية "قصة سد"، التى غنتها أم كلثوم، وقالت فيها "كان حلما فخاطرًا فاحتمالا.. ثم أضحى حقيقة لا خيالًا"، وأيضا تفاصيل فيلم "الناس والنيل" للمخرج يوسف شاهين، وفيلم "الحقيقة العارية"، ومسلسل "وما يزال النيل يجري"، كل هذه الأعمال الفنية وثقت وخلدت المشروع القومي العملاق فى وجدان المصريين وجعلته جزءا أصيلا لن يغيب من ذاكرتنا وتسببت فى أوقات عرضها فى رفع درجة الوعي لدى الشعب بأهمية وجدوى هذا المشروع العظيم.
ذلك هو الشاهد الذي يتسق مع مضمون ما طلبه الرئيس عبد الفتاح السيسي فى أثناء افتتاحه مجمع مصانع الأسمدة فى العين السخنة الأربعاء الماضي عندما طلب تنظيم رحلات لطلبة المدارس والجامعات وشبابنا إلى المشروعات القومية التنموية ليروا على أرض الواقع ماذا يحدث فى هذه المشروعات، وكيف تحول الحلم إلى حقيقة وكيف يصنع أخوانهم المصريون المجد للحاضر والمستقبل، ليتأكدوا بأنفسهم مما تحقق من إنجازات، وحتى لا يعبث أحد بعقول شبابنا ويكونون خير سفراء ودعاة لهذه المشروعات وخير حافظين لها ومدافعين عنها.
ويدعم أيضا أهمية الإجابة عن سؤال: لماذا لا يتم تسويق مشروعتنا الكبرى فى الدراما المصرية، ولماذا لا تسوق فى الدراما العالمية حتى يرانا العالم، ويرى ماذا صنعنا، فيأتي إلينا طالبا الاستثمار والتعاون معنا أو حتى التنزه والاستمتاع بجمال ما أنجزنا.
فهل نعلم أن عدد الزائرين لـ "نصب والاس"، فى سكوتلاندا، شهد زيادة 300% مباشرة بعد عرض فيلم "Braveheart." لميل جيبسون، وقطاع السياحة فى تركيا شهد انطلاقة كبرى بعد عرض فيلم "Troy" لبراد بيت، والذي تم تصويره فى إحدى المدن التركية، وغيرها من الأمثلة كثير.
أعتقد أن هذا سوف يفرق معنا كثيرا وسوف يضيف إلى رصيد هذه المشروعات فى وجداننا وتبقى خالدة، كما حدث مع مشروع السد العالي، ونحن بفضل الله وكفاح المصريين وعزيمتهم لدينا مشروعات كبرى كثيره تم تنفيذها فى العشر سنوات الأخيرة لم تشهد مصر مثلها على مدار الخمسين عاما الماضية، فلم يكن لدى مصر مثلا برنامج لإضافة 3,5 مليون فدان للرقعة الزراعية، مثل الموجود حاليا، ويتم تنفيذه ونرى جزءًا كبيرًا منه بأعيننا وأخره مجمع الأسمدة الأزوتية بالعين السخنة، الذي استغرق تنفيذه 3 سنوات بتكلفة تقدر بـ800 مليون دولار، والذى يعتبر تجسيدًا واقعيًا وعمليًا للاستراتيجية التى انتهجتها القيادة السياسية لتوفير الأمن الغذائي لمصر- فى ظل التحديات العالمية الكبرى التى لا تخفى على أحد - عبر توفير بنية تحتية متكاملة وتحقيق الأمن فى قطاع الطاقة .
أما فيما يخص ضرورة تقديم تغطية إعلامية مكثفة لهذه المشروعات، فإنني أتمنى أن يتم تيسير ذلك بشكل سريع ومكثف أمام الصحفيين والإعلاميين للدخول إلى هذه المشروعات ونقل تفاصيل الملاحم التى تحدث فيها إلى المواطن المصري.
حفظ الله الجيش .. حفظ الله الوطن