كشفت دار الإفتاء عن حكم قراءة سورة الإخلاص، و الصلاة على النبى الكريم، صلى الله عليه وسلم، بين ركعات صلاة التراويح، خلال شهر رمضان المبارك.
وقالت الإفتاء، على موقعها الإلكترونى على شبكة الإنترنت، نصا: "جاء الشرع الشريف بالأمر بقراءة القرآن الكريم على جهة الإطلاق من غير تقييد بوقت دون وقت أو حال دون حال إلا ما استُثنِى من ذلك؛ كحال الجنابة مثلًا".
وأضافت: "وقد نبَّه النبى صلى الله عليه وآله وسلم على عظيم فضل سورة الإخلاص، واستحباب قراءتها ليلًا بقوله لأصحابه رضى الله عنهم: "أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ فِى لَيْلَةٍ ثُلُثَ الْقُرْآنِ؟" قَالُوا: وَكَيْفَ يَقْرَأْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ؟ قَالَ: "قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ".. تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ" رواه مسلم عن أبى الدرداء، والبخارى بنحوه عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنهما فى "صحيحيهما".
وعَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها أَنَّ النَّبِى صلى الله عليه وآله وسلم بَعَثَ رَجُلًا عَلَى سَرِيَّةٍ، وَكَانَ يَقْرَأُ لأَصْحَابِهِ فِى صَلَاتِهِ فَيَخْتِمُ بِـ "قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ"، فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِى صلى الله عليه وآله وسلم، فَقَالَ: "سَلُوهُ: لأَى شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ؟، فسألوه، فَقَالَ: لأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا، فَقَالَ النَّبِى صلى الله عليه وآله وسلم: "أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللهَ يُحِبُّهُ" متفق عليه.
واستطردت الإفتاء: "الصلاة والسلام على النبى صلى الله عليه وآله وسلم من أفضل الأعمال قبولًا عند الله تعالى، كما أنها تفتح للأعمال أبواب القبول؛ فهى مقبولة أبدًا، وكما أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم هو شفيع الخلق: فالصلاة عليه شفيع الأعمال؛ وقد أمر الله تعالى بها أمرًا مطلقًا فى قوله سبحانه وتعالى: "إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا".
اقرأ نص الفتوى كاملة من هنا
والأمر المطلق يقتضى عموم الأمكنة والأزمنة والأشخاص والأحوال، فمن ادعى بلا دليل أنها مُحَرَّمةٌ فى وقت من الأوقات فقد ضيَّق ما وسَّعه الله تعالى؛ لأنه قيَّد المطلَق وخصَّص العامَّ بلا دليل، وهذا فى نفسه نوع من أنواع البدعة المذمومة.
واختتمت دار الإفتاء: "وعليه: فقراءة "قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ"، و الصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلم بين كل ركعتين من صلاة التراويح، وقراءة الثلاث آيات الأخيرة من سورة الصافات هى أمورٌ مشروعةٌ لا حرج فيها، بل هى مستحبةٌ يثاب فاعلها، ويكون مُتَّبعًا لسنة النبى صلى الله عليه وآله وسلم بفعلها.
والله سبحانه وتعالى أعلم.