يبدو أن فرنسا قاب قوسين أو أدني من الدخول إلي النفق المظلم، إذ واصل المحتجون الغاضبون من إصلاحات نظام معاشات التقاعد التي اقترحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التظاهر واتخاذ إجراءات متفرقة حيث تعطلت حركة القطارات والشاحنات والموانئ.
وشهدت باريس أمس عددا قياسيا من المتظاهرين، وقدرت الحكومة الفرنسية عدد المحتجين والمتظاهرين في "الخميس الأسود" بأكثر من مليون شخص.
فيما قالت النقابات العمالية الفرنسية التي تحشد للمظاهرات إن 3.5 مليون تظاهروا اليوم ضد تعديلات قانون التقاعد.
ووقعت صدامات الخميس الماضى في باريس ونانت ورين في غرب فرنسا بين متظاهرين وقوات الأمن التي ردت على رشقها بالحجارة بإطلاق الغاز المسيل للدموع واستخدام خراطيم المياه.
وسجلت توترات متفاوتة الحدة أيضًا في مدن أخرى مثل تولوز وبوردو في جنوب غرب فرنسا وليل في الشمال.
واعتبرت رئيسة وزراء فرنسا إليزابيت بورن أن "أعمال العنف والتخريب" التي تخللت التظاهرات "غير مقبولة".
وكتبت في تغريدة: "التظاهر والتعبير عن المعارضة حق. لكن العنف والتخريب اللذين شهدناهما اليوم غير مقبولين"، معربة عن "شكرها للقوى الأمنية وفرق الإسعاف".
وأعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان أمس الجمعة، "توقيف 457" شخصًا و"إصابة 441 من عناصر الشرطة والدرك" أمس في فرنسا خلال اليوم التاسع من الاحتجاجات ضد إصلاح نظام التقاعد.
وبات المتظاهرون في فرنسا يتبعون تكتيكا جديدا في الإعراب عن رفضهم لقانون رفع سن التقاعد.
وبحسب شبكة «سكاي نيوز» الإخبارية، فإن مجموعات من المتظاهرين يدخلون إلى المحطات بالعشرات أو المطارات ويقطعون الطرق الرئيسية.
وأضافت الشبكة الإخبارية، أن هذا التكتيك يربك الحكومة لأنها لا تعلم ما هي المحطة التالية التي سيستهدفها المتظاهرون، مشيرة إلى أن متظاهرين اقتحموا محطة جاردليون الرئيسية للقطارات في العاصمة الفرنسية.
وهذا التكتيك بات متبعا من طرف هؤلاء في الأيام الأخيرة، بعد أن كانوا يعمدون إلى إغلاق الطرق عبر وضع الشاحنات في وسطها.
وتعطلت خدمات القطارات وإغلاق بعض المدارس في مدن فرنسية، في ظل تصعيد النقابات ضد قرار رفع سن التقاعد، كما قطع عمال فرنسيون غاضبون من رفع سن التقاعد الطريق إلى إحدى صالات مطار شارل ديجول بباريس.