"الحلو مر".. مشروب السودانيين الأول في رمضان

"الحلو مر".. مشروب السودانيين الأول في رمضانصورة ارشيفية

منوعات27-3-2023 | 09:14

أمام إناء معدني كبير وُضع على موقد يعمل بالحطب المشتعل في إحدى ضواحي الخرطوم، جلست وصال عبدالغني تعد المشروب الأشهر الذي يتناوله السودانيون في شهر رمضان.. إنه "الحلو مر".

وفي قرية أم عُشر جنوب العاصمة، تمسك هذه المرأة السودانية بلوح خشبي مسطّح صغير وتبسط عجينة الذرة التي يُصنع منها هذا المشروب المحلى، فوق سطح الإناء الساخن.
وتقول عبدالغني لوكالة فرانس برس: "لقد ورثنا (مشروب) ا لحلو مر من أمهاتنا وجداتنا".

وتضيف المرأة البالغة 43 عاما أنه "مشروب أساسي تُعتبر المائدة فارغة من دونه".

على الرغم من الحيرة التي يوحي بها اسمه، إلا أن السودانيين يعتبرون هذا المشروب المكافأة المنعشة التي يستحقونها بعد نهار طويل من الصيام.

واعتادت السودانيات في شهر صوم المسلمين، بحسب ما تؤكد عبدالغني، أن يجتمعن سويّة لتجهيز المشروب وتوزيعه في ما بينهن على أسرهن.

وتشير عبدالغني التي كانت جالسة مع بعض النساء للمساعدة في تحضير المشروب، فيما أطفالهن يلعبون حولهن، إلى أن النسوة في المدن لا يحضّرن بأنفسهنّ هذا المشروب، لكن "لا يزال يتعين عليهنّ تقديم الحلو المر على المائدة.. فيشترينه جاهزاً".
وتوضح الشابة السودانية أن تحضير هذا المشروب يبدأ قبل انطلاق شهر رمضان بأسابيع عدة، إذ يتعين حصد الذرة النابتة وتجفيفها في الشمس، ثم طحنها قبل مزجها مع توابل معينة مثل الحلبة أو الكمون.

ثم يُنقع الخليط لأيام مع السكر والماء، قبل الانتقال إلى مرحلة التقليب على النار.

بمجرد أن تبرد العجينة، تُغمر في الماء البارد وتُنقع مجددا حتى ينتج عنها مشروب أحمر داكن اللون يشبه الشاي لكنّه يُقدم باردا حتى يساعد في تخفيف حدة المناخ الحار الجاف.

ويتوقع خبراء المناخ أن يكون السودان من بين أكثر خمسة بلدان في القارة الأفريقية تضررًا جراء تبعات الاحترار المناخي بحلول نهاية القرن الحالي.
ولا يتباهى السودانيون وحدهم بصناعة "الحلو مر" وتحضيره، فقد وصل الاهتمام به إلى السفارة الأمريكية ب الخرطوم التي نشرت على حسابها على تويتر صورا عن فعاليات يوم خصصته لهذا المشروب الوطني.

وتقول عبدالغني: "يمكن أن نعلم بحلول رمضان هنا عند شم رائحة "الحلو المر" تفوح من المنازل".

أضف تعليق

الاكثر قراءة

تسوق مع جوميا
إعلان آراك 2