عثر مجموعة من العلماء الصينيين على ما يعد مصدرا جديدا للمياه على سطح القمر ما قد يساعد يوما ما رواد الفضاء على إنتاج مياه الشرب وهواء قابل للتنفس وحتى وقود الصواريخ.
وفق ما ذكرته مجلة “Nature Geoscience” وصحيفة “الديلي ميل”، اليوم الثلاثاء، فقد اكتشف مصدر المياه الجديد على سطح القمر خلال مهمة القمر الصيني Chang'e 5 التي أمضت أسبوعين على سطح القمر في عام 2020.
ويتمثل المصدر الجديد المكتشف للمياه على سطح القمر في “حبيبات زجاجية مجهرية” عبارة عن “حبيبات كروية صغيرة” من “زجاج السيليكات” يتراوح حجمها من بضع عشرات من الميكرومترات إلى بضعة مليمترات.
ويرجع العلماء سبب تشكل الحبيبات الزجاجية المجهرية إلى اصطدام الكويكبات بالقمر، والبعض الآخر ناتج عن نشاط بركاني قديم على سطح القمر، وكلاهما حدث منذ ملايين السنين.
وفحص علماء بكين حفنة من المجالات المجهرية باستخدام أداة خاصة تسمى مطياف الكتلة الأيونية الثانوي الذي يحلل الأسطح الصلبة بحزمة من الأيونات، واكتشفوا وجود الماء داخلها.
وانطلق صاروخ Long March 5 Y5، الذي يحمل مسبار القمر Chang'e 5، من مركز وينتشانج للإطلاق الفضائي في مقاطعة هاينان بالصين، نوفمبر 2020.
وقال هيجيو هوي، من جامعة نانجينج، والذي شارك في الدراسة، إن النتائج استخرجت بناء على اختيار عشوائي لـ 32 حبة زجاجية تتراوح في الحجم من عرض شعرة واحدة إلى عدة شعيرات، علما بأن محتوى الماء فيهن مجرد جزء ضئيل.
وأضاف هيجيو هوي أنه نظرا لوجود المليارات إن لم يكن التريليونات من هذه الخرزات المؤثرة، فقد نصل إلى كميات كبيرة من المياه، لكن التعدين سيكون صعبا.
ونبه البروفيسور سين هو، من الأكاديمية الصينية للعلوم (CAS)، أن النتائج تشير إلى أن تأثير النظارات على سطح القمر والأجسام الأخرى الخالية من الهواء في النظام الشمسي قادرة على تخزين المياه المشتقة من الرياح الشمسية وإطلاقها في فضاء'.
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة “التلجراف” البريطانية عن البروفيسور لويس دارتنيل، عالم الفلك بجامعة وستمنستر، قوله إنه يمكن أن يكون للاكتشاف تأثير كبير على البعثات القمرية المستقبلية.
وأفاد لويس دارتنيل: “يتم تجديد الخزان الجوفي من خلال العملية الجارية لربط الهيدروجين بالرياح الشمسية بالأكسجين والمياه الناتجة تحت الأرض ليتم امتصاصها في حبيبات زجاجية، و وجود الماء على سطح القمر مهم لأنه سيكون مصدرا حاسما لدعم السكن البشري على المدى الطويل للقمر”.
وتهدف ناسا إلى إعادة رواد الفضاء إلى سطح القمر بحلول نهاية عام 2025.