قال الدكتور حبيب الله حسن، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، الأحد في اليوم الحادي عشر من شهر رمضان المبارك، إن المتدبر لآيات القرآن الكريم يراها في كون الله، وبها عبر بارزة، ونحن في شهر المغفرة والعبرة والعظة، متحدثًا عن بعض قصص الأنبياء وما فيها من عبر وعظات، ومنها
قصة سيدنا نوح مع قومه، فلنا في سيدنا نوح عليه السلام مثل أعلى في الصبر والجهاد الطويل، فقد دعا قومه ولبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عامًا، فامتدت دعوته إلى هذا الزمان الطويل الذي ليس له مثيل، ولم يترك وسيلة ولا أسلوبًا ولا طريقة في الدعوة إلا سلكها، وهنا نخرج بعبرة مجملة عظيمة وهي الصبر.
وأضاف فضيلته خلال درس التراويح بالجامع الأزهر أن أعمال الإسلام وشعائره تعلمنا الصبر العميق الطويل، وها نحن نعيش في شهر الصوم الذي يعلمنا الصبر، فالصوم نصف الصبر والصبر نصف الإيمان، مؤكدًا أهمية البعد عن الكبر واتباع الهوى فالكِبر مرض أصاب الذين كفروا بآيات الله وكذبوا رسله، فكانوا يقولون كما جاء في كتاب الله عز وجل: ﴿فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا﴾.
ودعا فضيلته المسلمين في كل مكان إلى الاعتماد على الله وتقوية الصلة به سبحانه، فمن وكَل نفسه إلى أسبابه أو علمه أو رأيه أو عقله، وكل من اتكل على سبب مقطوع الصلة بالعروة الوثقى والصلة بالله والإيمان بالله فالأسباب بعد السبب بالله مُقطَّعة مهما اتكل عليها أصحابها، فمن اتكل على ماله قلَّ ومن اتكل على جاهه ذلَّ ومن اتكل على علمه وعقله ضلَّ، ومن اتكل على ربّه فما ذلَّ وما ضلَّ وما قلَّ.
وبيَّن فضيلته أن قصص الناجين والهالكين ترشدنا جميعًا: ألا تعبدوا إلا الله، وألا تتوكلوا إلا على الله، وألا تستعينوا إلا بالله، وقد جاءت بعد العبر النذر والبشارات، فجاءت النذر نذر الهالكين والبشارات بشارات الناجين، وما قصَّه الله من قصص فهو الحق اليقين وكل ما دونه من كلام المؤرخين فهو تكهنات تتلون بألوان كاتبيها ولكن قصص القرآن اليقين القاطع، وكل هذه القصص للأنبياء وأقوامهم أنزلها الله في كتابه نقية لتدل على صدق نبينا محمد ﷺ وصدق نبوته وصدق رسالته.
ويباشر الجامع الأزهر خطته العلمية والدعوية لشهر رمضان بتوجيهات ورعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتتضمن: (260 مقرأة- 52 ملتقى بعد الظهر- 26 ملتقى بعد العصر- صلاة التراويح بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث الإسلامية 20 ركعة يوميا بالقراءات العشر- 30 درسًا مع التراويح- صلاة التهجد بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث في العشر الأواخر- تنظيم 6 احتفالات متعلقة بمناسبات الشهر الكريم- 5000 وجبة إفطار يوميًّا للطلاب الوافدين).