ننتظر العراق الجديد

ننتظر العراق الجديدسوسن أبو حسين

الرأى3-4-2023 | 08:26

بعد مرور عشرين عاما على الغزو الأمريكي للعراق بحجة نشر الديمقراطية وازدهار الأوضاع، تحول المشهد إلى جحيم وعدم استقرار وكما هو معروف ومعلن أن كل التقارير التى تحدثت عن أسلحة دمار شامل وغيرها تم تكذيبها من قبل مؤسسات بحثية ورسمية داخل الولايات المتحدة الأمريكية حتى ما يسمى بظاهرة داعش فى العراق وسوريا اتضح أنها صناعة أمريكية بهدف استمرار التواجد العسكرى الأمريكي فى العراق تحت مسميات عدة وتسليم القرار العراقى إلى إيران وأيضا معروف ما حدث من السيطرة الإيرانية على العراق وبجهود حثيثة بدأ العراق يخرج من هذا الاحتواء الإيراني إلى هويته العربية والتى لا زالت محفوفة بالمخاطر ومرهونة بالمصالح الأمريكية فى العراق الذى يمتلك ثروات طبيعية ونفط يكفى لأجيال الأجيال ولكن اليوم ما زال الشعب العراقى يعيش فى ظلال هذه الأطماع الإقليمية والدولية، وهذا لا ينفى الاعتراف بما ارتكبه النظام السابق فى عهد الرئيس صدام حسين عندما قام بغزو الكويت والتى تم تحريرها وإعادة البناء ولكن إلى اليوم
ما زال مستقبل العراق فى انتظار سنوات ربما تصل إلى ربع قرن قادم حتى يتحقق الاستقرار والازدهار وفق ما أعلنه مؤخرًا رئيس الوزراء العراقى – محمد شيع السودانى (فإنني أجد اليوم الفرصة مواتية لإطلاق حملة وطنية شاملة للبناء والإعمار وتطوير الخدمات فى كل أنحاء البلاد، فبمساعدة الشعب والشركاء والأصدقاء سنبني عراقًا قويًا قادرًا للعقود المقبلة ونحقق ذلك فى خططنا المقبلة التي نسميها
«عراق 2050»).

وقال أيضا فى مقالة بإحدى الصحف العربية (تمر علينا هذه الأيام الذكرى العشرون لسقوط النظام الديكتاتورى السابق، بما فيها من آلام ومآس ونتائج لعقود متمادية من القمع والاستبداد وسوء الإدارة، والاستهتار بمقدرات البلاد والاستهانة بالإنسان العراقي وكرامته).

وتذكر أيضا أن بلاده تمتلك الموارد البشرية والكفاءات العلمية، والثروات الطبيعية وغير الطبيعية، وهكذا الأرض الطيبة والنهران الخالدان؛ دجلة والفرات، والموقع الجغرافى، الذى يحتل أكثر المواقع استراتيجية وأهمية على خريطة العالم، كل ذلك جعل العراق يحظى بمكانة خاصة على مدى التاريخ وكان منارة العلم والأدب والمعرفة على مدى قرون يقصده العلماء وطلاب المعرفة من الأنحاء، لقد حان الوقت لأن يستحضر العراق كل هذه الأرصدة لتكون دافعًا قويًا نحو استعادة دور العراق كبلد يقف فى صدارة بلدان العالم.

وأرى أنه أمام العراق فرص ذهبية للتعاون مع دول الجوار العربى وكذلك مع الثلاثية المعلنة التى تتحدث عن تعاون وثيق بين مصر والأردن و العراق ولكن فى تقديرى أن عملية التنفيذ السريع ستكون أقوى بعد استعادة التوازن العربى لعلاقاته مع إيران بحيث يتم قاعدة جديدة للتعاون تقوم على احترام السيادة وعدم التدخل والاستفادة من المصالح المتبادلة التى تخدم أمن واستقرار المنطقة.

أضف تعليق