أكد وزير التنمية المحلية هشام آمنة، على مستوى العلاقات القوية والمتينة التي تربط بين مصر و الإمارات تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات العربية المتحدة، مشيرا إلى أن هذه العلاقات تعد نموذجاً للعلاقات الثنائية والأخوة في المنطقة العربية، فهي تاريخية ووثيقة أرسى قواعدها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمة الله عليه، والذي يتمتع بحب كل مواطن مصري.
جاء ذلك خلال لقاء وزير التنمية المحلية مع سفيرة دولة الإمارات العربية المتحدة بالقاهرة السفيرة مريم الكعبي، بمقر الوزارة، وذلك بحضور رئيس قسم الشئون الاقتصادية بسفارة الإمارات سامي النقبي والوكيل الدائم للوزارة اللواء أسامة جاد، ومساعد الوزير للمشروعات القومية الدكتور هشام الهلباوي، ومستشار الوزير للتعاون الدولي السفير محمد حجازي حيث تم استعراض عدد من مجالات التعاون بين وزارة التنمية المحلية والجانب الإماراتي خاصة في مجالات التدريب وتأهيل الكوادر ودعم قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر بالمحافظات.
ورحب آمنة - خلال اللقاء - بالاستثمارات الإماراتية بالقاهرة، وحرص الحكومة المصرية على تقديم كل الدعم لزيادتها وتوسيعها؛ بما يساهم في توفير فرص عمل خاصة في ظل المزايا والفرص التي تتمتع بها مصر في العديد من القطاعات والمناطق، وعلى رأسها إقليم قناة السويس والمنطقة الاقتصادية.
وأشار وزير التنمية المحلية إلى اهتمام الوزارة بتدريب وتأهيل كوادر الإدارة المحلية في مركز التنمية المحلية للتدريب بسقارة، كما رحب بإمكانية التعاون بين المركز ومعاهد التدريب المتخصصة في الإمارات؛ لتأهيل الكوادر وبناء القدرات، حيث رحبت سفيرة الإمارات بأي تعاون في هذا المجال، خاصة في ظل مشاركة حوالى 200 خبير إماراتي في مجالات تدريب متنوعة خلال الفترة الأخيرة خاصة في مجالات تطوير العمل الحكومي.
ولفت إلى افتتاح مركز خدمات مصر بمحافظة أسوان، والذي سيتم تعميمه في عدد آخر من محافظات الجمهورية؛ بما يهدف إلى تعزيز قدرة الجهاز الحكومي على الاستجابة لاحتياجات المواطنين على نحو يضمن تحسين تقديم الخدمات العامة وحوكمتها وبناء جهاز إداري يتسم بالكفاءة، والاستفادة من التطور في تقنيات التحول الرقمي ورفع كفاءة العنصر البشري الذي يتعامل مع الجمهور.
ونوه آمنة بوجود العديد من الفرص الاستثمارية التي تتمتع بها المحافظات المصرية خاصة في مجال المناطق الصناعية وبصفة خاصة في صعيد مصر، معربا عن تطلع الوزارة للتعاون مع الجانب الإماراتي من خلال المشروع القومي "أيادي مصر" للتسويق للحرف اليدوية والتراثية خاصة بعد تخصيص المقر الدائم للمشروع بقرية الفواخير بالقاهرة، والذي يجري تجهيزه وتطويره حالياً، وكذا دعم عملية التسويق للمنتجات بمختلف أبعادها سواء إلكترونياً أو على أرض الواقع.
كما أكد آمنة اهتمام الرئيس السيسي بهذا المشروع القومي المهم، والذي يعد تجمعا لكل الحرف التراثية واليدوية والصناعات الحرفية التي تتمتع بها المدن المصرية للحفاظ عليها من الاندثار، مرحبا بتبادل الخبرات والزيارات الميدانية بين الجانبين في ظل ما تتميز به الصناعات اليدوية والتراثية في دولة الإمارات واكتشاف جوانب جديدة لتطوير قطاع الحرف اليدوية في مصر خاصة بين قصر الحصن بأبوظبى ومدينة الفواخير بالقاهرة.
ورحب وزير التنمية المحلية بتبادل الخبرات مع الجانب الإماراتي فيما يخص استضافة مصر للمنتدى الحضري العالمي في دورته الـ 12 خلال عام 2024 بعد الاستضافة الناجحة لدولة الإمارات في عام 2020 للمنتدى الحضري.
واستعرض آمنة عددا من مجالات التعاون بين الجانبين خاصة فيما يخص تطوير المراكز الحرفية بالمحافظات ودعم صندوق التنمية المحلية التابع للوزارة والخاص بالإقراض الصغير ومتناهي الصغر للمرأة ودعم التكتلات الاقتصادية التي تتميز بها بعض المحافظات خاصة في صعيد مصر وبحث فرص التعاون لتطويرها في ظل وجود أجود المحاصيل الزراعية مثل البصل والرومان والطماطم والتي يتم تصديرها للخارج.
وأشار وزير التنمية المحلية إلى الدور الذي تقوم به الوزارة بالتنسيق مع كافة الوزارات بالحكومة والمحافظات لتنفيذ المشروعات والبرامج القومية وتوجيهات رئيس الجمهورية وتكليفات رئيس مجلس الوزراء وإحداث نقلة نوعية في الخدمات التي تقدمها الإدارة المحلية للمواطنين، لافتا إلى اهتمام الرئيس السيسي والحكومة بتحقيق التنمية بمحافظات الصعيد وتحقيق طفرة واقعية وفتح آفاق جديدة لأبناء الصعيد بما يسهم في توفير فرص عمل للشباب خاصة في المناطق الصناعية والتي سيتم الانتهاء من ترفيق عدد من تلك المناطق وتوفير كل الخدمات المطلوبة بها بنسبة 100% لتصبح جاهزة أمام المستثمرين خاصة في محافظتي قنا وسوهاج.
من جانبها، قالت السفيرة مريم الكعبي، إن العلاقات بين الدولتين الشقيقتين تمثل نموذجاً مثالياً للتعاون البناء بين الدول العربية، موضحة أن قوة مصر واستقرارها هي قوة واستقرار لجميع الدول العربية بأكملها؛ باعتبارها ركيزة أساسية للأمن والاستقرار في العالم العربي.
وأكدت سفيرة الإمارات بالقاهرة على الدور المهم الذي تقوم الجالية المصرية في كافة القطاعات والعقول والكفاءات المصرية التي ساهمت في بناء ونهضة دولة الإمارات، مشيرة إلى توجيهات قيادة دولة الإمارات بتقديم كل الدعم اللازم لزيادة تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين في كافة المجالات خاصة القطاعات الاقتصادية والاستثمارية وبذل كل الجهود لجذب المزيد من المستثمرين الإماراتيين إلى مصر.
وأشارت مريم الكعبي إلى أن مصر لها مكانة خاصة على قلوبنا جميعاً في دولة الإمارات، كما تعتبر القاهرة من أهم من الواجهات الجاذبة للاستثمارات الإماراتية في المنطقة، مشيدة بالمبادرة الرئاسية لتطوير الريف المصري "حياة كريمة" والتي ستسهم في تغيير حياة ملايين المواطنين، وبالطفرة التنموية الكبيرة التي شهدتها الدولة المصرية في عهد الرئيس السيسي، مضيفة " مصر تتغير بصورة مستمرة في جميع المجالات"، لافتة إلى الجهود الكبيرة التي تقوم بها الحكومة المصرية لخدمة المواطن المصري وتحقيق آماله وطموحاته في مستقبل أفضل.
وتابعت بالقول "إن مصر تتمتع بقوة بشرية كبيرة في العالم العربي وتمتلك مميزات ومقومات اقتصادية تجعلها قادرة على جذب الاستثمارات، كما تتميز بأنها محور أساسي ومركز إقليمي للعبور للقارة الإفريقية وأوروبا".
وأشارت الكعبي إلى الجهود التي تقوم بها بعض المؤسسات من دولة الإمارات في دعم الأسر المنتجة وتمكين المرأة في العديد من المحافظات المصرية وتحسين مستوى دخل تلك الأسر وتوفير فرص عمل في مشروعات متناهية الصغر، لافتة إلى ترحيب الإمارات بالتعاون مع الحكومة فيما يخص مبادرة "حياة كريمة" ودعم احتياجات بعض القرى المستهدفة في المبادرة الرئاسية.
وفي ختام اللقاء، تم الاتفاق على استمرار التنسيق والتواصل وعقد اجتماعات بين فرق العمل بالوزارة والسفارة؛ للبدء في تفعيل مجالات التعاون على أرض الواقع خاصة فيما يخص الفرص الاستثمارية وبعض المشروعات الجاهزة بدراسات الجدوى في عدد من القطاعات.