بعد أن قام الرئيس السيسي السبت الماضى بزيارة بعض مرتكزات قواتنا المسلحة شرق قناة السويس فى سيناء الحبيبة استوقفتنى بعض الكلمات التى قالها الرئيس، أهمها أن ما حدث من تحرير لسيناء من الإرهاب خلال السنوات العشر الماضية يضاهى ما حدث فى "نصر أكتوبر"، فقد بذلنا جهودًا مضنية ودفعنا دماءً كثيرة لأبناء مصر الأوفياء، أما الحدث الذى توقفت كثيرًا أمامه فهو تلك الزيارة التى قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى جدة، حيث كان فى استقباله ولى عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان، وأجريا جلسة مباحثات على إفطار عمل وسحور عمل ليل الأحد الماضى.
حيث تناولت المباحثات تعزيز العلاقات الثنائية وبحث أوجه التعاون والاستثمار فى ظل العلاقات الأخوية بين البلدين، وهى علاقات استراتيجية ف الأمن القومى العربى فى رأيى يقوم على قاعدة أساسية لمثلث عربى تمثل مصر و السعودية قاعدته الأساسية ويمثل العراق و سوريا رأس هذا المثلث، لذلك الأمن القومى العربى و مصر دائما تشكل قلب وقاعدة هذا المثلث الذى يشكل الأمن القومى العربى ككتلة واحدة ضد أى أطماع، ف مصر قلب العروبة النابض بدءًا من الإمارات والعراق شرقًا وحتى المغرب غربًا، واليمن والصومال جنوبًا وشمالاً هى تلك الدائرة التى تشمل الأمن القومى العربى والذى تضعه مصر نصب أعينها فى سياستها الخارجية الدولية والإقليمية والعربية.
هذه الزيارة الخاطفة والتى تأتى فى توقيت دقيق وخطير تقطع الألسنة التى يبثها الجماعات الإرهابية بأن مصر و السعودية على خلاف، وأن السعودية تخلت عن مصر، وأن مصر تخلت عن السعودية وهم لا يعلمون بأن هناك تنسيقًا مستمرًا بين البلدين فى السياسة الخارجية والدولية وأنهما فى قارب واحد وأن القيادة السياسية لكلتا الدولتين تعملان بخطة دقيقة للتكامل العربى والدولى، وحرصًا على مصالح الشعوب العربية بما فيها الشعب المصرى والشعب السعودى، والأهم فى رأيى ما تضمنته هذه المباحثات عن عودة سوريا إلى الجامعة العربية وحضورها المؤتمر الذى سيعقد فى المملكة العربية السعودية قريبًا لتحيا مصر و السعودية قاعدتا الأمن القومى العربى دائمًا.