رمضان المصرى !

الرأى7-4-2023 | 15:31

ما كذب الفنان حسين الجسمى ولا تجمل.. ولا جامل عندما قال: رمضان فى مصر حاجة تانية، والسر فى التفاصيل، رمضان فى مصر غير الدنيا طعمه بطعم النيل.

لأن رمضان فى مصر فعلاً مختلف ويشهد الكثير من التفاصيل التى قد لا توجد فى أى بلد عربى أو إسلامى آخر.

يمكن القول إجمالا أنه مازال يحتفظ بطقوس الاحتفالات الفاطمية التى بدأت بعد دخولهم مصر وتأسيسهم مدينة القاهرة عاصمة لهم.

وعلى سبيل المثال.. فالأطفال تتجمع لتزين الشوارع والحارات، والشباب للاتفاق على السهرات بعد أداء الصلوات والتراويح، والكبار للإكثار من الصلاة والحرص على ختم القرآن، هذا إلى جانب الزيارات العائلية وحفلات الإفطار الجماعى، وخاصة موائد الرحمن التى يقيمها كل ذى ميسرة والتى انتشرت فى شوارع القاهرة والمدن الأخرى على الرغم من شكوى الجميع من ارتفاع الأسعار وصعوبة الأوضاع الاقتصادية فى الوقت الحالى!.

ما سبق كان الجانب الروحانى والتكافل الاجتماعى فى هذا الشهر الكريم، وهناك "جوانب" أخرى ومتع سمعية وبصرية تمثلت فى برنامج فنى مكثف أعده صندوق التنمية الثقافية، والذى أثبت جدارته وكفاءة القائمين عليه، وحسن استخدامهم للأماكن الأثرية كمراكز إبداع فى الفنون المختلفة وخاصة للموهوبين من الأطفال والشباب.

وقد حرصت هذا العام على متابعة أنشطة الصندوق فى كل من بيت السحيمى وقبة الغورى وقصرى الأمير طاز بالسيدة وبشتاق بالمعز وغيرهما، والتى شهدت حفلات فنية بديعة لفرق المولاوية بقيادة عز التونى، والإنشاد الدينى لعلى الهلباوى وفرقته، والشيخ إيهاب يونس، والشيخ محمود الحديوى، إلى جانب حفلات الفنانات المتخصصات، مثل د. منال محيى الدين (آلة الهارب)، ود. رانيا يحيى (آلة الفلوت).

وأيضا ليالى المقامات الروحية (طقوس السمو) بقبة الغورى برؤية خاصة للفنان القدير انتصار عبد الفتاح، حيث اعتمدت فيها مجموعة الرقص الصوفى المولوى على أشعار ابن الرومى وابن عربى وغيرهم من أساطين شعراء الصوفية!

وقد كان حفل د. رانيا يحيى رئيس قسم فلسفة الفن بأكاديمية الفنون والملقبة بفراشة الفلوت ممتعا، وقد أحسن الفنان طارق الدسوقى التقديم والحديث، كما تجلت الفرقة فى عزفها وحلقت الفنانة فى أدائها، خاصة فى أغانى أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وشادية وفيروز، وموسيقى (قضية عم عبده) للفنان عمر خيرت.

ويحسب للفنانة د. رانيا اكتشافها المواهب الشابة وتقديمها للجمهور، حيث أتاحت لفتاة موهوبة "ندى سيد" تقديم مجموعة من الأغانى الشهيرة لعبد الحليم وأغانى التراث.

وفى النهاية كل الشكر للدكتور هانى أبو الحسن رئيس الصندوق ود. علاء فتحى المشرف على النشاط، ود. عادل بدر مدير قصر الأمير طاز.. رمضان كريم على الجميع.

أضف تعليق