منذ عــــام 2021 وهذا المشـــهد يتكـــرر تقريبا.. "حراس الأقصى" من الأبطال الفلسطينيين، الذين يعتكفون فى المصلى من أجل حماية أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، بسبب تصادف أن يأتي الاحتفال بعيد الفصح اليهودي الذي يعد أحد أكبر المواسم التهويدية، تزامنا مع شهر رمضان المبارك، حيث يزيد رجال الدين المتطرفون من اقتحاماتهم لساحة الأقصى، ويقف من خلفهم ويشجعهم ناشطو حركة "العودة إلى المعبد" وطبعا تحميهم الشرطة؛ لتقديم قرابينهم فى ساحات المسجد، نعم تحميهم الشرطة وتدافع عنهم وتتعدى بكل وحشية على المصلين والمعتكفين داخل المسجد.
شرطة الاحتلال هى الآن رأس الحربة فى تنفيذ مخططات تهويد الأقصى وفرض واقع جديد فيه إلى جانب جماعات الهيكل المتطرفة، فهى الشرطة التى نفذت بمباركة نتنياهو مطالب وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير بعدم إغلاق المسجد أمام اليهود طوال شهر رمضان؛ ليكون من الواضح أن الأجندة التي تفرض نفسها على الوضع هي أجندة الصهيونية الدينية التي تتجاهل التوصيات الأمنية والعسكرية وتنفذ المطالب والخطط الدينية المتطرفة، التي تعمل من أجل بناء معبد يهودي وتدمير المسجد الأقصى وتغيير الوضع القانوني والشرعي له ونتنياهو يبدو قليل الحيلة ويسعى إلى تغليب مصلحته الشخصية للخروج من أزمة التعديلات القضائية، التى تشعل الداخل الإسرائيلي منذ فترة وتنذر بعواقب وخيمة فى الأيام المقبلة.
ما حدث فجر الأربعاء و يوم الخميس الماضيين لا يختلف عما حدث يوم 15 أبريل 2022، حيث تعرض المسجد الأقصى لنفس الطريقة الوحشية بهدف تفريغه قبيل حلول عيد الفصح، وأعتقد أنه لا يوجد اثنان على ظهر هذه الأرض يختلفان على أن ما يحدث فى المسجد الأقصى الآن انتهاكا وحشيا لكل مفردات الإنسانية، التى عرفها البشر منذ وجدوا على الأرض وتمثل بلا شك تصعيدًا خطيرًا واستفزازًا لمشاعر المسلمين بكل أنحاء العالم فى هذا الشهر الكريم شهر رمضان المبارك، إن أية محاولات لتغيير الوضع القانوني والشرعي للمسجد الأقصى المبارك سيكون لها عواقب وخيمة لا تحمد عقباها على أمن واستقرار المنطقة، وهذا ما أكدته مصر فى بيان رسمي معتبرة أن مثل هذه المشاهد البغيضة المستنكرة، و الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لحرمة الأماكن المقدسة، تؤجج مشاعر الحنق والغضب لدى جميع أبناء الشعب الفلسطيني، والشعوب الإسلامية وأصحاب الضمائر الحية على مستوى العالم.
لا شك أن مثل هذه الأعمال الوحشية تغضب أصحاب الضمائر الحية فى العالم ولكن يبدو أن أصحاب الضمائر الميتة وهم للأسف كثر يغضون الطرف عما يحدث ولا يشغل أو يؤثر فيهم وهو ما يصبنا بخيبة أمل كبيرة فيهم ويؤكد حقيقة أزلية وهي أن الأقصى لن يحميه غير أهله وأن وحشية اليهود والصهاينة لن تتوقف وضمائر العالم النائمة لن تستيقظ.. فقد قالها من قبل صلاح جاهين بعد مجزرة "مدرسة بحر البقر": "إيه رأيك فى البقع الحمـرا - يا ضمير العالم يا عزيزى".